ليبيا المستقبل (عن الحياة اللندنية - أ ف ب): تستعد دول غربية لمرحلة ما بعد طرد عناصر «داعش» من معاقلها في سورية والعراق، واحتمال انتقال عناصرها، خصوصاً ممن يحملون جوازات سفر غربية الى بلدانهم الأصلية او الى الولايات المتحدة أو الأقطار الأوروبية، او حتى التسلل بين آلاف اللاجئين الى القارة العجوز، لنقل تجربتهم الإرهابية واستغلالها في تجنيد خلايا وتنفيذ عمليان مدوية. وأظهرت دراسة نشرها البنك الدولي «ان الأجانب الذين يلتحقون بصفوف داعش، على مستوى تعليمي أعلى من المتوقع، يخشى استخدامه في عمليات تخريبية.
وخلص معدو دراسة البنك وعنوانها «العدالة الاجتماعية والاقتصادية لمنع التطرف العنيف» انهم وجدوا ان «داعش» لم يأت بمجنديه الأجانب من بين الفقراء والأقل تعليماً بل العكس هو الصحيح». واستندت الدراسة التي اعدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي، الى البيانات الشخصية لـ 3803 عناصر في التنظيم الإرهابي حصل عليها البنك بعد تسريبها من الداخل. وتستند الدراسة في شق الإرهابيين الأجانب الى استمارات انضمامهم الى التنظيم وتتضمن بيانات عن بلد الإقامة والجنسية والمستوى التعليمي والخبرات السابقة في العمل الجهادي والإلمام بالشريعة.
وأضاف معدو الدراسة ان «احد أهم الاكتشافات هو ان هؤلاء الأشخاص هم ابعد ما يكونون عن الأمية»، مشيرين الى ان هذه البيانات تمثل «اضاءة» على ملامح عناصر «داعش». ووفق الدراسة فإن غالبية المنضمين الى التنظيم خلال الفترة 2013 - 2014 «يؤكدون ان مستواهم التعليمي هو المرحلة الثانوية وقسماً كبيراً منهم تابعوا دراستهم الجامعية». ويبلغ معدل اعمار المتطوعين في صفوف التنظيم 27.4 سنة، وفق الدراسة. وأظهرت بيانات الأجانب الذين انضموا الى «داعش» ان 43.3 منهم مستواهم التعليمي هو المرحلة الثانوية و24.5 في المئة هو المرحلة الجامعية، في حين ان 13.5 في المئة فقط يقتصر مستواهم التعليمي على المرحلة الابتدائية. وبلغت نسبة الأميين في صفوف التنظيم 1.3 في المئة فقط، اما النسبة المتبقية من الأجانب الذين انضموا الى التنظيم (16.3 في المئة) فلم يصرحوا عن مستوى تعليمهم.
ولفتت الدراسة الى ان «الأجانب الذين انضموا الى التنظيم والآتين من افريقيا وجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط هم اكثر تعليماً بكثير من بقية رفاقهم. الغالبية العظمى منهم يؤكدون انه كان لديهم عمل قبل الانضمام الى التنظيم». وأضافت ان اسباب انضمامهم الى التنظيم الجهادي «متنوعة»، ففي حين يريد البعض مساعدة التنظيم ادارياً فإن البعض الآخر انضم رغبة في الموت بينما انضم آخرون رغبة في القتال. ولفتت الدراسة الى ان «نسبة الراغبين في القيام بأعمال إدارية وكذلك ايضاً الراغبين بتنفيذ عمليات انتحارية ترتفع مع ارتفاع المستوى التعليمي». وخلصت الى ان «العوامل الأكثر قوة المرتبطة بانضمام الأجانب إلى داعش ترتبط بنقص الاحتواء - الاقتصادي والاجتماعي والديني - في بلدان الإقامة. ولذلك فإن تعزيز مستوى الاحتواء، قد لا يخفض مستوى التطرف العنيف فحسب بل قد يحسن أيضاً الأداء الاقتصادي لبلدان المنطقة».