ليبيا المستقبل (عن رويترز - أ ف ب): قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الخميس) إن على الولايات المتحدة أن تدرس ملياً عواقب شن ضربات على مواقع الجيش السوري لأن مثل هذه الضربات ستهدد بوضوح الجنود الروس. وفي تعليق على أنظمة الدفاع الجوي الروسية «أس-300» التي نشرت في سورية في الآونة الأخيرة قالت الوزارة في بيان إن طواقمها لن يكون لديها الوقت الكافي لرصد مسارات الصواريخ بدقة أو من أي اتجاه تم إطلاقها. وأشارت الوزارة أيضاً إلى نظام دفاع جوي أكثر تطوراً وهو نظام «أس-400» الذي يحمي قاعدة حميميم الجوية في سورية.
وقالت الوزارة إن الجيش السوري لديه أيضاً أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به والتي تشمل نظامي «أس-200» و«بوك»، وأضافت أنها استعادت جاهزيتها القتالية خلال العام الماضي. من جهته، حذر الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي مستورا اليوم، من أن الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب قد يلحقها دمار تام بنهاية السنة إذا ما استمر الهجوم العنيف الذي تنفذه القوات السورية بدعم من روسيا. وقال دي مستورا لصحافيين في جنيف «خلال شهرين أو شهرين ونصف الشهر كحد أقصى قد يلحق الدمار التام بالأحياء الشرقية لحلب».
وحضّ دي مستورا حوالى 900 مقاتل ينتمون الى «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) إلى مغادرة أحياء حلب الشرقية، متعهداً أن يواكبهم «شخصياً». وقال متوجهاً إلى هؤلاء المقاتلين، «إذا قررتم الخروج بكرامة ومع أسلحتكم فإنني مستعد شخصياً لمرافقتكم». واتهم دي ميستورا مقاتلي «النصرة» باحتجاز المدنيين اليائسين المحتاجين إلى المساعدات الضرورية لإنقاذ حياتهم «رهائن» برفضهم الانسحاب من المدينة. وفي مناشدة أرى إلى روسيا وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، سألهم دي ميستورا إن كانوا مستعدين حقاً لتدمير حلب بالكامل بعد أن كانت المركز الاقتصادي لسورية. وقال «أم إنكم مستعدون للإعلان عن وقف فوري وتام للقصف الجوي في حال غادر مقاتلو النصرة المدينة». وحذر من أن أحياء حلب الشرقية قد تصبح واحدة من أسوأ مآسي القرن الـ 20 وقارنها بما حدث في مجزرة سريبرينتسا والإبادة في رواندا.
وقال دي ميستورا إن 376 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 1200 آخرين منذ تجدد القصف. وأقر الموفد الخاص بأن الشرخ الذي يزداد اتساعاً في العلاقات بين واشنطن وموسكو يشكل «نكسة خطرة» لعمل «المجموعة الدولية لدعم سورية». إلا أنه قال إن أعضاء فريق المهمات الإنسانية التابع للمجموعة تعهد اليوم مواصلة عمله. أما في شأن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار فقال دي ميستورا إن مسألة مستقبلها أقل إلحاحاً الآن وسط اشتداد القتال. وأضاف «لم يعد وقف القتال سارياً». إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته إلى فرنسا في 19 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وقال لافروف لوزير خارجية فرنسا جان مارك آرولت خلال لقاء في موسكو إن بوتين وهولاند «سيبحثان المسائل الدولية بما فيها سورية وأوكرانيا».
وأعلن لافروف أن روسيا مستعدة للعمل على مشروع القرار حول الأزمة السورية الذي تقدمت به فرنسا إلى مجلس الأمن. وصرح في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي «نحن مستعدون للعمل على هذا النص» شرط أن لا يتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي - الروسي أو أي من قرارات الأمم المتحدة الأخرى. من جهته، قال آرولت في ختام لقاءه مع لافروف إن «لا شيء يمكن أن يبرر حمم النار والقتلى» في حلب، معتبراً أن روسيا الحليف الرئيس للنظام السوري «لا يجب أن تتساهل مع هذا الوضع».
وفي السياق نفسه، تعهد بشار الأسد في مقابلة مع تلفزيون دنماركي اليوم، استعادة السيطرة على كامل سورية بما في ذلك حلب، لكنه أضاف أنه يفضل القيام بذلك من خلال اتفاقات محلية وإصدار عفو يسمح لمقاتلي المعارضة بالمغادرة إلى مناطق أخرى. وقال الأسد وفقاً لنص المقابلة مع محطة «تي في2» الدنماركية إنه لا توجد معارضة معتدلة وإن الولايات المتحدة تستخدم «جبهة النصرة» كورقة في الحرب السورية.