ليبيا المستقبل (عن وكالات): يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استثمار الصمت الدولي على تدخله في سوريا للحديث عن أن بلاده أصبحت محورية في المنطقة، وأنه لا يمكن تفعيل أي سيناريو دون موافقتها. يأتي هذا في وقت استقبل فيه أردوغان الخميس رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في تأكيد على تواصل التحالف التركي القطري خاصة ما تعلق بدعم جماعة الإخوان المسلمين والمجموعات المتشددة التي تقاتل في سوريا. وقال أردوغان في تصريحات وصفت بالحادة إن سرعة ونجاح عملية "درع الفرات في سوريا"، غيّرا نظرة الرأي العام العالمي تجاه المنطقة، وأنه لا يمكن بعد الآن تفعيل أي سيناريو إقليمي دون موافقة تركيا. وأضاف ردا على تصريحات روسية حول استمرار العمليات التركية ما بعد جرابلس "دخولنا إلى سوريا هو استجابة لدعوة الشعب السوري ولسنا في موضع يحتم علينا أخذ إذن من نظام قتل 600 ألف إنسان من شعبه".
ولوح الرئيس التركي بأن قواته لن تتوقف في مطاردتها لمسلحي داعش قائلا "لم يبق حاليا وجود لمقاتلي تنظيم داعش في مدينة جرابلس وبلدة الراعي، وهم سيهربون ونحن سنطاردهم، سنستمر في عملياتنا ضدّهم، إلى أين؟.. لا داعي للكشف عن ذلك". واعتبر مراقبون أن تصريحات أردوغان توحي بأن الجيش التركي لا ينوي التوقف عند سيطرته على جرابلس والراعي، وأنه سيمضي إلى مناطق أخرى دون حساب مواقف دول مؤثرة في الملف خاصة روسيا التي لم يفلح في كسب ودها إلا بعد اعتذار مذل. وكشف مجيد عبدالمجيد، وهو قائد ميداني في "لواء السلطان مراد" المرتبط بتركيا إن الجيش الحر سيواصل التقدم نحو مدينة الباب أولا ومن ثم منبج.
وحذر المراقبون من أن تحدي أردوغان للبيت الأبيض يمكن أن يمر في ظل حالة التراجع الأميركي، لكن اختبار صبر روسيا قد يقود إلى صدام تركي روسي جديد بعد حادث إسقاط المقاتلة الروسية. وأشاروا إلى أن موسكو لن تقبل أن يسيطر الأتراك على شمال سوريا، وأن يحوّلوا المعارضة المرتبطة بهم إلى قوة عسكرية ذات نفوذ على الأرض، وهو ما يهدم أهداف التدخل الروسي في سوريا. ورجحت أوساط روسية أن يضغط بوتين على أردوغان ليوقف الهجوم على شمال سوريا، خاصة بعد أن عبرت تركيا عن نواياها في التوغل أكثر من حدود المنطقة العازلة التي تطالب بها.