تونس - ليبيا المستقبل - مريم الشاوش: عرفت تونس خلال الأسبوع الماضي أحداثا مهمة على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، فقد عرفت منطقة القصرين كارثة إنسانية هزت كامل تراب الجمهورية، وتمثلت في حادث سير مرور مروع تسبب في قتل وجرح العشرات.. كما عرفت نفس المنطقة إحباط عملية إرهابية كان يخطط لها من قبل عنصرين إرهابيين تم القضاء عليهما.. أم على المستوى السياسي فقد استقبلت تونس الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى جانب استقبالها لوفد من أعضاء البرلمان الياباني، وذلك في إطار تطوير العلاقات الدبلوماسية، ودعم مجال الاستثمار في تونس.
الشاهد في القصرين، وتساؤلات حول "المناطق المنسية"
أدى الخميس المنقضي، رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، زيارة لإحدى المناطق المنكوبة بولاية القصرين، للاطمئنان على جرحى الحادث المروع، الذي جد بمنطقة خمودة، ومعاينة مكان العملية الإرهابية التي جدت بنفس الولاية. كما أدى زيارة إلى إقليم الحرس وثكنة الجيش. وفي تصريح صحفي له أكد الشاهد على "ضرورة معالجة مشاكل التنمية في القريب العاجل"، والتي اعتبرها "مشاكل قديمة وكبيرة". وأوضح الشاهد، في تصريحات صحفية، أن "الدولة ستواصل وتتابع المشاريع المبرمجة بالجهة، كما سيقع تفعيل تعهدات الحكومات السابقة وتعمل على تنفيذها". وقال الشاهد في تصريحه أن "تونس اليوم في مواجهة الإرهاب، وأن الحرب على هذه الآفة، هي مرحلة صعبة ومهمة"، ودعا، بهذه المناسبة، إلى "تضافر جهود مختلف أطراف الدولة والمجتمع، ودعم الوحدات الأمنية والعسكرية، التي تقوم بعمل جبار لدحر هذه الظاهرة"، وأكد في هذا الإطار على "دعمه للوحدات من خلال توفير كل التجهيزات والمعدات اللازمة للعمل". كما أصدر اتحاد الشغل بيانا، على إثر هذه الحادثة، أعلن فيه "جهة القصرين، جهة منكوبة، تمر بظروف خاصة"، ودعا الاتحاد في بيانه، وسائل الإعلام إلى "تفعيل دورهم والعمل على التعريف بمعاناة أهالي الجهة". وشدد على "ضرورة الوقوف صف واحدا ضد الإرهاب" وحيّى "ما أظهره أهالي القصرين وحي الكرمة خاصة من شجاعة ودعم للقوات الأمنية والعسكرية وللجرحى"، بحسب نص البيان.
يذكر أن منطقة خمودة عرفت، يوم الأربعاء، حادث مرور أليم، خلّف 16 قتيلا و60 جريحا، وتمثل الحادث في اصطدام شاحنة ثقيلة بحافلة مما تسبب في احتراق 15 سيارة وسقوط عمود كهربائي تسبب في قتل وجرح العشرات.. ولاية القصرين لم تعرف هذه الحادثة الأليمة فقط، فقد شهدت أيضا منطقة الكرمة، في فجر نفس يوم الحادث، إطلاق نار واشتباكات مع مجموعة إرهابية كانت متحصنة بأحد المنازل الكائنة بهذا الحي الشعبي. وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل شاب بالغ من العمر 16 عاما، كان يراقب العملية العسكرية، التي قامت بها وحدات أمنية وعسكرية، وإصابة أمني ومقتل مسلحين اثنين صنف أحدهما بـ"العنصر الخطير".
وفد ياباني في تونس لـ"دعم الاستثمار"
أدى يوم الخميس الفارط نواب يابانيون زيارة لتونس، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 60 لإرساء العلاقة الدبلوماسية بين تونس واليابان، واجتمع النواب اليابانيون بعدد من نظرائهم التونسيين، في إطار جلسة عمل مشتركة. وصرح سهيل العلويني، نائب بمجلس نواب الشعب، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن "الإرادة على تكثيف الزيارات من الجانبين، موجودة، وذلك بهدف دعم العلاقات الثنائية". كما أفاد نفس المصدر أن "أعضاء البرلمان الياباني يؤكدون عزم بلادهم على دعم الاقتصاد التونسي من خلال تخصيص 3 مليار يان للاستثمارات في تونس، خلال الثلاث سنوات المقبلة". وفي نفس الإطار، أكد الوفد الياباني، حضور بلادهم في مؤتمر الاستثمار المقرر انعقاده أواخر شهر نوفمبر المقبل في تونس. من جهته، وعملا على تعزيز أواصر الصداقة والعلاقات الدبلوماسية، افتتح وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، بمتحف باردو بالعاصمة المعرض الياباني للصور الفوتوغرافية، وبهذه المناسبة، دعا إلى "مشاركة اليابان في المؤتمر الدولي لدعم والنهوض بالاستثمار في تونس". كما أعرب عن أمله في "أن تواصل اليابان دعمها لما تبذله تونس من جهود في هذه الفترة الحرجة، وخاصة في مسار انتقالها الديمقراطي". وأكد، في كلمته، على "مساندة تونس لانتخاب اليابان كعضو غير دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، موضحا أن "اليابان بلد يعمل على النهوض بالسلم والأمن والتنمية على المستوى الدولي"، وأضاف في سياق حديثه أن "البلدان يتقاسمان نفس القيم الكونية ويدافعان على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، وبين أن "العلاقة بين البلدين تقوم أساسا على مبادئ الاحترام والتعاون وفق قاعدة الربح المشترك". مشيرا إلى "أن هذا التعاون شهد تراجعا بعد 2011 وخاصة بعض "العملية الإرهابية" التي شهدها متحف باردو، وان البلدين يعملان على إعطاء دفع جديد للتعاون الذي يشمل قطاعات مهمة مثل قطاع البنية التحتية والاستثمار وقطاعي التعليم والثقافة".
حزب التحرير "يتوعد" والباجي "يحذر"
خلال ترأسه لاجتماع مجلس الأمن القومي، بقصر قرطاج، حذر رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، حزب التحرير، حزب ذو مرجعية إسلامية، يدعو إلى الخلافة، من اللهجة الشديدة والحادة التي استعملها في بيانه الأخير. قائلا أن "حزب التحرير قد تطاول على الدولة ويجب أن نجد حلا". وأضاف السبسي في نفس السياق أنه "يجب العمل على تطوير المنظومة الأمنية بما يضمن الحد من انتشار ظاهرة العنف واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب". وعلى إثر هذا التصريح أصدرت النيابة العمومية التونسية إذنا بفتح تحقيق في الموضوع.
يذكر أن حزب التحرير كان قد أصدر بيانا شديد اللهجة، جاء فيه "لتعلم الحكومة ومجرموها وأسيادها الإنجليز، أن ساعة حسابهم قد اقتربت، والمسلمون لن ينسوا جرائمهم، ودولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قد لاحت بشائرها، قد يكون لها طلقاء كطلقاء مكة، ولكن هناك رؤوسا وأياديّ ستقطع ولو تعلقت بأستار الكعبة، وساعتها لن ينفعهم الأوربيون ولا الأمريكان ولا حلف الناتو ولات حين مندم". وقد صدر البيان ردا على ما اعتبره الحزب انتهاكا للإجراءات القانونية، حيث صرح الحزب أن أعوان الأمن قاموا بإنزال اللافتة دون قرار بلدي. وفي وقت لاحق قام الحزب بحذف البيان من صفته الرسمية، مؤكدا أن ذلك الموقف لا يعبر عن رؤيته.
تونس تترأس الدورة العادية 146 لمجلس وزراء الخارجية العرب
أدى الأمين العام لجامعة الدول العربية، احمد أبو الغيط، يومي 1 و2 سبتمبر الجاري، زيارة إلى تونس بدعوة من وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي. وتأتي هذه الزيارة في إطار التحضير للدورة العادية 146 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية والتي ستكون يوم 5 سبتمبر الجاري بالعاصمة المصرية. والتقى أبو الغيط في زيارته، رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، وتناول اللقاء التحضيرات لهذه الدورة والتي ستترأسها تونس. ووفق بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة، فإن رئيس الحكومة أكد خلال لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية، على "ضرورة العمل أكثر على دعم التعاون الاقتصادي بين مختلف البلدان العربية والدفع به نحو الازدهار مما يساهم في تطوير الشعوب العربية وتحقيق العيش الكريم". وأضاف في نفس السياق أن تونس مصرة على دعم وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وتعمل على تعزيز وتطوير أداء الجامعة في مختلف القضايا المطروحة إقليميا ودوليا". كما بين الشاهد عزم تونس على "استكمال مسارها الديمقراطي والعمل على محاربة الإرهاب". من جانبه بين أحمد أبو الغيط "حرص الجامعة على إنجاح أعمال هذا المجلس".
وأدى الأمين العام للجامعة العربية قبيل زيارته لرئاسة الحكومة، زيارة إلى قصر قرطاج، حيث التقى الرئيس الباجي قائد السبسي، حيث كان موضوع الحديث بينهما "الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية، ومختلف السبل لإنجاح دور الجامعة في حلحلة الأزمات التي تعيشها بعض المناطق العربية". وقال الأمين العام، أبو الغيط على إثر لقائه برئيس الجمهورية، في تصريح صحفي له أن الباجي قائد السبسي "تمكن بفضل حكمته من وضع تونس على الطريق الصحيح"، كما وصفه "بالرجل العظيم الحكيم"، على حد تعبيره. كما ثمن الدور الذي تلعبه تونس في إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة.