ليبيا المستقبل: قال رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان أن مواقف حزبه "محكومة بقراءة واقعية لميزان القوى في الساحة الليبية، والتجاذبات الإقليمية والدولية المحيطة بليبيا، كما كانت مستحضرة دائما للمصلحة العليا للوطن، وثوابت الدين الإسلامي، ووحدة التراب الليبي"، مضيفا أن حزبه "لا يغفل مصالح الدول الإقليمية والدولية وبالذات التي وقفت إلى جانب الشعب الليبي". وأكد صوان، في مقال نشره على موقع الجزيرة نت، أن حزب العدالة والبناء "حزب سياسي مدني يؤمن بأسس الدولة الحديثة، ويقر بالعملية الديمقراطية، كخيار لتناول الشأن العام، والتداول على السلطة، بما يعنيه ذلك من التأكيد على سلمية الوسائل، والاحتكام لصندوق الاقتراع، والمؤسسات القضائية الليبية، والانحياز للحلول السلمية مهما بدت بعيدة وصعبة التحقق، إلا ما كان دفاعا عن الشرعية أو محاربة للإرهاب".
وأوضح صوان أن توقيع حزبه على اتفاق الصخيرات كان "حرصا على وفاق سياسي يلم شعث الليبيين، وينزل الرحمة بينهم"، وأنه قام إثر ذلك بـ"الاتصال بأعضاء البرلمان والمجموعات المعتدلة من المحسوبين على النظام السابق والثوار وأعيان ليبيا، وكل أطراف الحوار بمختلف توجهاتهم إضافة إلى التواصل مع المجتمع الدولي الذي اقتنع أن حزب العدالة والبناء من أهم الداعمين للتوافق والمسار السياسي". واعتبر صوان، في مقاله، أن "هدف الموجة الثانية من ثورة 17 فبراير (فجر ليبيا) قد تحقق، فلم يعد هناك تهديد وجودي للثورة بعد فشل الانقلاب في السيطرة على العاصمة طرابلس، وتراجع زخمه، ومن ناحية أخرى فإن الحسم العسكري للمعركة من طرف قوى الثورة متعذر، هذا علاوة على أن القارئ المنصف للواقع يومها يدرك أن المعركة لم تعد معركة ثورة وثورة مضادة بقدر ما تحولت إلى نزاع سياسي مسلح". وبخصوص موقفه من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أوضح صوان أن "قيادة الحزب دعمت دخول المجلس إلى العاصمة طرابلس، واعتبرته بمثابة رجوع للشرعية الليبية المدعومة من المجتمع الدولي والفاعلين الإقليميين إلى العاصمة طرابلس، وفي ذات السياق دعمت خطوة بدء المجلس الأعلى للدولة عمله من العاصمة طرابلس وطالبت مجلس النواب بتحمل مسؤوليته المنصوص عليها في الاتفاق السياسي"، على حد تعبيره.