ليبيا المستقبل: عام مرّ على رحيل فارس الكلمة والموقف (سمير الشارف) الذي عرفته منابر الرأي وساحات العطاء الوطني طوداً راسخاً وقامة شامخة... لا يعرف له مكاناً الّا في الصفوف الاولى اذا ما حاولت مخالب الشر نهش جسد وطن احبّه بعشق صوفي واخلص له بنقاء طفولي ودافع عنه بفروسية نادرة... قاوم الاستبداد قبل الثورة بقلمه وفكره.
عرفته (ليبيا المستقبل) كواحد من كوكبة الرجال الذين انتموا لوطن كان يقبع تحت ظلال البندقية حتى انكسر القيد... واندحر الاستبداد... وبعد قيام الثورة لم يتحول الى حنجرة هاتفة اوعاطفة مشبوبة... تنساق وراء التهيّج والتحريض ولكنه ادرك بحسّه الوطني الاصيل بأن المعركة الحقيقية قد بدأت لبناء الدولة فكان مشاركاً في كلّ المنتديات والملتقيات التي تناقش مصير الوطن وترنو الي المستقبل.
كان مهموماً ومنشغلاً بمسألة (البناء الدستوري للدولة)... حاور وناقش ونبّه ودقّ اجراس الوعي والادراك في خواء التغييب والتهيج وغياب الوعي... جعل موضوعه الرئيسي بناء الاسس الدستورية التي بدونها لا يمكن لكيان دولة مدنية ديموقراطية ان يقام اويستقيم.
واليوم وسمير الشارف يغادرنا بجسده النحيل ليترك لنا اثراً زاخراً بحبّ ليبيا... رحل وهو يطوي في اعماقه الكثير من خيبات الامل لما آلت اليه الامور على يد اساطين الجهل وسماسرة الوطنية... الّا ان قبساً من ذكراه باقٍ يعانق الامل ويحلم بليبيا دولة مدنية دستورية ديموقراطية وسيظل صوته يصدح مردّداً بيتاً لجده (احمد الشارف):
رضينا بحتف النفوس رضينا
ولم نرضَ ان يعرف الضيم فينا
ولا نرضى بالعيش الّا كريما
ولا نتقي الشر.. بل يتقينا..
رحمك الله يا سمير والى ان نلقاك .. نم في أمان الله
ليبيا المستقبل