ليبيا المستقبل - (أصوات مغاربية): يدور جدل في ليبيا منذ فترة حول إعلان منظمة إيطالية عزمها تأسيس مركز تدريب في مدينة سبها (جنوب البلاد)، وسط رفض مسؤولين في الدولة وعمداء البلديات ومؤسسات المجتمع المدني لنشاط المنظمة المتهمة بمحاولة "توطين" المهاجرين غير النظاميين هناك.
وتشير المنظمة التي تحمل اسم "آرا باتشي" إلى أن الغرض من مشروعها "مركز الصحراء للسلام للتنمية المجتمعية" هو تدريب المجتمعات المحلية والمهاجرين في مجال الزراعة، وتطوير الزراعة بمناطق جنوبية بينها سبها ومرزق ووادي الآجال.
اتهامات بتوطين مهاجرين
وتعود بداية الضجة حول المشروع إلى تاريخ الإعلان عنه، في أبريل الماضي، بعد تقارير حول قيام عدد من عمداء بلديات الجنوب الليبي بزيارة إلى مدينة باري الإيطالية والاجتماع مع منظمة "آرا باتشي" الإيطالية للتنسيق حول المشروع.
واتهمت أطراف ليبية من بينهم أعضاء في مجلس النواب الليبي وحكومة فتحي باشاغا ومجلس الأمن القومي الليبي المنظمة بمحاولة "توطين مهاجرين" أفارقة في جنوب ليبيا تحت ستار إقامة مشروع زراعي هناك.
وقال عميد بلدية سبها، علي بلحاج، إنه حضر اجتماع باري مع عمداء بلديات أخرى من الجنوب الليبي، بهدف التنسيق بخصوص إقامة مشروع زراعي لكنهم "فوجئوا" بعرض مشروع آخر "لتدريب المهاجرين وإنشاء مركز ثقافي بالمدينة".
وأضاف بلحاج في تصريحات لوسائل إعلام ليبية، أنهم جميعاً رفضوا التوقيع على المشروع المعروض خلال الاجتماع الذي حضره أيضاً ممثلون عن وزارة الحكم المحلي والزراعة، بحسب بلحاج.
من جانبه ذكر مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، أن "منظمة ارا باتشي مجرد ذراع تنفيذية ومشروعها في الجنوب ممول من قبل صندوق الهجرة الإيطالي عبر دائرة المهاجرين وسياسات الهجرة التابعة لوزارة الخارجية الإيطالية".
واستنكر الدباشي، في تصريحات صحفية، دعوة ليبيين للخارج "باعتبارهم ممثلين مناطق أو قبائل أو مكونات اجتماعية ثم يتم اتخاذ قرارات دون وجود تفويض رسمي من الدولة بذلك".
اعترافات "متورطين"
ونشر جهاز الأمن الداخلي الليبي مساء الجمعة مقاطع فيديو لأشخاص قال إنهم متعاونون مع منظمة "آرا باتشي". وذكر الجهاز، في بيان، أن لديه "معلومات مؤكدة تدل عن أن المنظمة الايطالية "تسعى هي ومن خلفها للقيام بمشروع في الجنوب الليبي ظاهُره زراعي وغايته توطين المهاجرين الغير شرعيين من خلال دمجهم وتوفير فُرص عمل لهم بتلك المشاريع".
وتابع البيان أنه "حيث أن رئيسة المنظمة لديها علاقة قوية داخل ليبيا تم منحها الضوء الأخضر لتنفيذ مشروعها الضبابي حتى يكون الخط الأول لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا".
وتعرف المنظمة بنفسها بأنها هيئة غير حكومية تعمل في مناطق الصراعات "من خلال الجمع بين الخبرة الدولية والحكمة المحلية لتصور وتنفيذ مبادرات فريدة من نوعها تشجع وتعزز التعافي والمصالحة قبل وأثناء وبعد النزاع".
ومن بين الاتفاقيات التي يسرتها مديرة ومؤسسة المنظمة، ماريا نيكوليتا جايدة، اتفاقيتا مصالحة بين قبائل التبو وأولاد سليمان عامي 2017 و2018، و"إعلان التبو وأهالي مرزق للنوايا الحسنة" في 2019، واتفاقية إنشاء "مجلس فزان" لعام 2020، واتفاقية التعايش والوئام الاجتماعي لعام 2021 لفزان، وشمال مالي، بحسب موقع المنمطة على الإنترنت.