ليبيا المستقبل - علاء فاروق: أصبحت قوات تنظيم الدولة محاصرة في مناطق قليلة سرت تتوزع بين قتيل ومعتقل وفار، وبعد التقدم اليومي لقوات البنيان المرصوص التي وعدت بحسم المعركة قريبا، سيكون إرهابيو هذا التنظيم في حالة استنفار كبيرة للبحث عن بيئة أخرى قريبة له، سواء في الداخل الليبي أو نقل معركته إلى الخارج وخاصة دول الجوار الليبي وخاصة الدول التي يوجد مناصرون له فيها.
وتوقع محللون أن يقوم التنظيم الارهابي بنقل معاركه إما إلى الجنوب الليبي لإعادة ترتيب أوراقه ومن ثم العودة مرة أخرى إلى بعض البلدات الليبية القريبة من الجنوب، فيما رأى آخرون ان الأسلم والأكثر واقعية هو قيام التنظيم بنقل المعارك إلى الخارج وخاصة دول الجوار. وأوردت صحيفة "بيزنيس نيوز" التونسية أن الأمن التونسي اعتقل خمسة إرهابيين، ومعهم مهربون على الحدود الجنوبية للبلاد ينتمون إلى "داعش"، وقد فروا من ليبيا بعد اشتداد القصف على التنظيم الإرهابي هناك، حسبما نقلت الصحيفة عن مصادر. وذكر تقرير أوردته "روسيا اليوم" أنه ومع تضييق الخناق على أكبر معاقل التنظيم في ليبيا، يبدو أن مخاوف الدول الغربية من فرار المقاتلين إلى جوار ليبيا بدأت تتحقق فعلا، بعد ورود أنباء عن توجه عشرات المقاتلين من سرت إلى الدول المجاورة لليبيا، وقد استنفرت كل من الجزائر وتونس جيشيهما لمراقبة الحدود عن كثب، عبر تسيير دوريات عسكرية، وتحليق مروحيات للاستطلاع، وتشديد إجراءات التنقل بينهما وليبيا. وذلك غداة بدء الطيران العسكري الأمريكي قصف أهداف للتنظيم في مدينة سرت بناء على طلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وأضاف التقرير الوارد من نواكشوط، أنه في ظل تشديد الإجراءات الاحترازية في تونس والجزائر، ترجح مصادر غربية قريبة من العمليات العسكرية الأمريكية في سرت أن يتوجه مقاتلو "داعش" نحو الحدود الجنوبية لليبيا، وخاصة باتجاه تشاد والنيجر بسبب هشاشة الإجراءات الأمنية، ووعورة المناطق الحدودية الشاسعة التي تربطهما بليبيا. وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مصادر محلية ليبية على صلة وثيقة بالعمليات الجارية في سرت أبلغتها بفرار مقاتلي "داعش" من المدينة الواقعة في وسط ليبيا باتجاه الجنوب وتحديدا نحو الحدود مع الجزائر والنيجر. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول غربي يراقب العمليات العسكرية في مدينة سرت قوله إن المناطق الحدودية الجنوبية لليبيا شاسعة، وتتطلب مراقبتها درجة عالية من الحرفية لا تمتلكها قطعا هذه الدول؛ ما يرجح أن عشرات المقاتلين قد يتمكنون من دخول تلك الدول، أو إقامة معسكرات للتخطيط والتدريب في الجانب الحدودي من ليبيا الذي يشهد صراعات قبلية وغيابا للسلطة المركزية.
ويرى المحلل السياسي أحمد الروياتي أن التنظيم ربما يلجأ إلى خلاياه النائمة في الداخل وإلى استراتيجية العمليات الانغماسية أو الإنتحارية بين الحين والاخر داخل ليبيا, من باب الانتقام والقول انني لازلت موجودا ولن استسلم، مضيفا لـ"ليبيا المستقبل": فلن يكون للتنظيم وجود مادي فى أي مكان, على الأقل فى الأشهر القادمة أو السنوات القريبة, ولكن لا أستبعد ان ينشط خلاياه للانتقام. عبد المنعم الحر – أمين المنظمة العربية لحقوق الانسان فرع ليبيا يقول إن مقاتلي "داعش" سيتحولون باتجاه الصحراء للتوحد مع حركة أكواد وبوكو حرام وستتمركز في مالي وجبال اكاكاوس وستكون الجزائر هي الدولة المستهدفة. فرج فركاش – ناشط سياسي يرى أن الوجهة القادمة ستكون تونس.. وربما جنوب الجزائر.. مضيفا: "اعتقد أن داعش أدركت أنه لن تكون لهم حاضنة إجتماعية في ليبيا بعد هزيمة سرت ورأينا تصريحات المسؤولين التونسيين المتخوفة من عودة مواطنيها المتطرفين إلى تونس ورأينا استنفارا أمنيا في الجزائر أيضًا. أسامة كعبار – محلل سياسي يقول إن تنظيم "داعش" يتنقل وفق أهداف دولية مثل العراق وسوريا وليبيا، ولاتوجد أهداف لدول جوار ليبيا حتى تنتقل داعش لها، مضيفا لـ"ليبيا المستقبل": فى تقديرى ما تبقى من مشروع داعش وأزلام النظام السابق سينتقل إلى الجنوب الليبى لتعزيز المشروع الفرنسى، ولربما سيلتحمون مع قوات بن نائل للسيطرة على الجنوب، ومن المعروف أن الجنوب الليبى منتهك وهو الحلقة الأضعف فى ثورة 17 فبراير".