كنت صبيا عندما انضممت لفرقة المسرح العام للتمثيل ومقرها في ميدان سوق الحوت بمدينة بنغازي، وكان هو ممثلا معروفا مشهورا في فرقة المسرح الشعبي ومقرها في مكان سينما الحرية القديم…

وكنت اتابع نشاطه الفني دون أن يعرف، فقد كنت اتردد على فرقة المسرح الشعبي، واتاح لي الفنان المخرج عمر الحريري، ومدير الفرقة رجب العقوري، فرصة متابعة البروفات، وكانت الفرقة تضم فطاحل التمثيل "منصور فنوش"، "فرج الطيرة"، "وفرج الربع" و"سالم شعيب"، "محمد العوامي" و"رافع نجم".

وفي تلك الفترة قدم الممثل والمخرج محمد بن حريز اعظم ادواره في مسرحية "البخيل" لمولير وإخراج الفنان عمر الحريري ومسرحية ثمن الحرية وإخراج الفنان عمر الحريريواخر اعماله مع الفرقة كان مسرحية "الضحك ساعة والبكاء مشوار" تأليف علي العريبي وإخراج فرج الربع.

وفي بداية عام 1971 أصبحت عضوا في المسرح الحديث بمدينة بنغازي، وهي الفرقة التي ساهم في تأسيسها، الممثل محمد بن حريز، مشاركة مع عبد الله علي خليل، توفيق بن سعود، علي بوجناح.. وكان مقرها في مكان سينما النهضة. وفي تلك السنوات ازدادت معرفتي وعلاقتي بالمثمل والمخرج والصديق محمد بن حريز، فقد تابعت مسيرته الفنية من خلال عمله المسرحي الناجح الذي قدمه لفرقة المسرح الحديث، وهي مسرحية "القرية"، وكانت من تأليف علي عبد الله الضراط، واخراج محمد بن حريز، و بطولة منصور الزغيبي، محمود الزردومي. وعرضت على مسرح مدرسة شهداء يناير.

بعد ذلك سافرت انا خارج ليبيا وانقطعت صلتي بالمسرح، لكن علاقتي بالراحل محمد بن حريز لم تنقطع، لاني كنت اتتبع اخباره من شقيقه "يوسف" او عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي"الفيس بوك" حيث يقوم بالتعليق على منشوراتي بين الحين والاخر، وكان آخر تعليق قبل أيام قليلة عندما نشرت موضوع ذكرى رحيل المخرج محمد مخلوف.

وكان شقيق محمد "يوسف" قد اتصل بي تلفونيا، قبل أيام، يسأل عن كتبي التي اصدرتها عن بنغازي، وكيفية الحصول عليها في مكتبات بنغازي من أجل شرائها وإرسالها إلى شقيقة محمد الذي كان يقيم في مصراته في السنوات الأخيرة.

الله يرحمك يا احميده، وهكذا كنت اناديه رغم فارق السن بيننا، فقد كانت بيننا علاقة فنية وانسانية، لا تنسى بسهولة.

عبد السلام الزغيبي

 *الممثل والمخرج محمد بن حريز انتقل الى رحمة الله صباح الخميس 8 ديسمبر 2022 بمدينة مصراتة، عن عمر ناهز ال 75 عاماً. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك.