وكالات: اعتبرت مجلة "أتلانتيك" الأمريكية الخطوة التي اتخذها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش في ليبيا، "خطوة تصعيدية كبيرة" في مجريات الأحداث، خاصة وأن واشنطن كانت بالفعل تقدم الدعم للبلاد ضد داعش بأشكال مختلفة من قبل، إلا إنها بهذا الإجراء اتخذت جانب حكومة ، الوفاق الوطني في حرب داخل البلاد، بالإضافة لأن نتائج هذه الخطوة قد لا تكون مضمونه لحل النزاع.
وأشارت المجلة إلى أن الموقف الحالي يعتبر اختباراً صعباً على جميع الأطراف، بدءاً من الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة، وحتى تنظيم «داعش» الذي يعتبر وجوده داخل سرت «قاعدة» لبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى التي تنفذ عملياتها في كل مكان وخاصة أوروبا خلال الفترة الماضية، ذلك بالإضافة لما تفقده ليبيا نفسها من أرواح مدنيين يغرقون يوميا في البحر الأبيض المتوسط نتيجة لمحاولاتهم المستمرة في الفرار من خلال الهجرة الغير شرعية.
وأوضحت "أتلانتيك" أن ليبيا تحديداً لها «صدى» ووقع خاص بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك اوباما، بسبب تدخل قوات الناتو عام 2011 وقت الثورة الليبية، لتكون الذراع الحربي الخاص بالثوار، ومن ثم مساعدتهم لاسقاط حكم العقيد معمر القذافي. أدى ذلك كله لوقوع البلاد في «فوضى كبيرة» بحسب المجلة الأمريكية، بسبب منافسة القبائل والميليشيات على تولي الحكم عقب سقوط النظام الحاكم، ولذلك كان اعتراف الرئيس الأمريكي، في ابريل 2016، بأن التدخل العسكري في ليبيا كان أسوأ أخطاء فترة حكمه، لعدم تمكنه من التخطيط لما بعد سقوط القذافي، الأمر الذي أدى لتدهور الأوضاع لما هي عليه الآن. وتقول المجلة إن خطة الرئيس الأمريكي قصيرة الأجل لوقف الحرب الدائرة في ليبيا، قد لا تعطي نتائج أفضل مما حدث بتدخل «الناتو» عام 2011، لانها أيضاً خطة غير طويلة الأجل وليست قائمة على أساس استراتيجي، ولكنها تهدف بشكل مباشر لانهاء الصراع الدائر حالياً في البلاد.
شرحت المجلة الأمريكية ما يحدث حالياً في ليبيا قائلة، «إن الحقيقة أن البيت الأبيض لا يريد التفكير كثيراً في الوضع الليبي، أو بمعنى أدق لا يمكنه وضع خطة قائمة على اساس استراتيجي طويل الأجل لضمان استقرار البلاد لأن ذلك سيطلب وقتا وجهداً أطول مما يتبقى للرئيس الأمريكي في مكتبة، لذلك فإن »الحل الأفضل هو الإعتماد على خطة قصيرة ومحددة لوضع نهاية للوضع الحالي، ثم تسليم الملف بأكمله للرئيس القادم. وفي نهاية التقرير أوضحت المجلة الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببساطة يشعر بأنه بشكل ما ملتزم بإنهاء الصراع الجاري في ليبيا، وهو ما سوف يشعر به خليفته القادم أيضاً، لكن حل النزاع الليبي بشكل نهائي لن يحدث إلا بحل الصراعات بين الطوائف والقبائل المختلفة، وهذا أمر لن تحققة الضربات الجوية الأمريكية، «فأحياناً تكون الخطط قصيرة الأجل وقت الحروب بداية الفشل»، ولا يمكن أن يكون استرجاع «سرت» من أيدي «داعش» هو نهاية الصراع.