ليبيا المستقبل: رأى الروسي المقرب من الكرملين مكسيم شوغالي، أن سيف الإسلام القذافي لن يصل إلى كرسي الرئاسة في ليبيا.
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن شوغالي، الذي يعمل مستشارًا سياسيًا لرجل الأعمال يفغيني بريغوزين المُقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله إنه "حزين" لقناعته بأن سيف الإسلام القذافي لن يحكم ليبيا، بحسب ما ذكر موقع "إرم نيوز".
وذكرت "بلومبيرغ" أن "المُستشار شوغالي كان في قلب جهود الكرملين لدعم سيف الإسلام القذافي، وأنه أمضى 18 شهرًا في سجن ليبي بعد أن اتهمته الحكومة بالتخطيط للتدخل في الانتخابات الرئاسية الليبية لصالح القذافي، قبل أن يُطلق سراحه بضغط من الكرملين".
وأضاف شوغالي، البالغ من العمر 55 عامًا، في المقابلة التي أجرتها معه الوكالة في العاصمة موسكو، ونشرت اليوم السبت، أنه يشعر بالأسى بسبب "فشل جهود القذافي الابن في الفوز بالسلطة في ليبيا"، ملقيا باللوم على الولايات المتحدة، من دون أن يقدم أدلة على ذلك.
واعتبر شوغالي أن القذافي الابن "شخصية غير مقبولة بالنسبة للولايات المتحدة، هناك نظام سياسي ضده"، مضيفًا أنه "كان يمكن أن تشكل عودة عائلة القذافي، بعد 10 سنوات على سقوطها، حدثًا فريدًا من نوعه في العالم".
ووفق " إرم نيوز"، حذر شوغالي من خطر تجدد الصراع في ليبيا إذا لم يُسمح للقذافي بالترشح، أو اعتقد أنصاره أنه خسر الانتخابات بشكل غير عادل، ورأى أن "هذه قنبلة موقوتة مؤجلة".
كما نقلت "بلومبيرغ" عن الروسية إلينا سوبونينا الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط قولها إن القذافي الابن لديه احتمالية ضئيلة للنجاح؛ لأنه "يمثل بالنسبة لكثير من الليبيين خطوة للعودة إلى النظام القديم".
وأضافت أن "هناك الكثير من الناس في موسكو يرون هذا الوضع، ويريدون مقدما أن يلقوا باللائمة على الغرب فقط،ح في الفشل المحتمل لسيف الإسلام".
دور النفط
وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن ليبيا الغنية باحتياطيات النفط والغاز جذبت قوى عالمية وإقليمية لتتنافس على النفوذ في حرب أهلية احتدمت بشكل متقطع، منذُ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي وقتله في انتفاضة عام 2011، وقد انتقد بوتين مرارًا وتكرارًا دور الغرب في إطاحة نظام القذافي بضربات حلف شمال الأطلس (الناتو) الجوية.
واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها موسكو، التي خسرت مليارات الدولارات من العقود في عهد القذافي، بمحاولة تخريب جهودهم لمؤازرة السلطات المؤقتة، التي تدعمها الأمم المتحدة.
وذكر تقرير "بلومبيرغ" أن شركات، من بينها "توتال" و"ايني" و"شل"، تدرس استثمار مليارات الدولارات لاستغلال احتياطيات الطاقة الليبية الواقعة على أعتاب أوروبا.
ورفض مسؤولو الانتخابات في ليبيا مؤخرًا السماح لشوغالي بالعودة إلى ليبيا كمراقب تصويت، بعد عام من إطلاق سراحه من السجن إلى روسيا قبل المحاكمة.
وكانت "بلومبيرغ" قالت في وقت سابق إن المدعين العامين الليبيين اتهموه بتقديم استشارات سياسية بشكل غير قانوني للقذافي بشأن طموحاته الرئاسية.
في حين قال شوغالي إنه التقى 3 مرات سيف القذافي، الذي عاد للظهور مرة أخرى في منتصف عام 2021، بعد سنوات من السجن والعزلة، وسط تهم بارتكاب جرائم حرب.
طباخ بوتين
يشار إلي أن شوغالي يعمل بوظيفة مستشار سياسي لرجل الأعمال الروسي بريغوزين، المعروف باسم "طباخ بوتين"، حيثُ يتوّلى عقود خدمات المطاعم في الكرملين، ويخضع لعقوبات أمريكية بسبب تدخله المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
وعاقب الاتحاد الأوروبي شركته الخاصة "فاغنر"وهي شبه العسكرية، في ديسمبر الماضي، بتهمة ارتكاب انتهاكات، بما في ذلك "التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء"، في حين ينفي بريغوزين أنه يسيطر على "فاغنر"، لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضان ذلك.