ليبيا المستقبل: مثل اللقاء الذي جمع، اليوم الثلاثاء، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج وقائد "القوات المسلحة" التابعة للحكومة المؤقتة خليفة حفتر، في باريس، بحضور الرئيس إيمانوال ماكرون ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، فرصة أخرى من أجل "دفع العملية السياسية في ليبيا والخروج بالبلاد من الأزمة التي تعيشها منذ سنوات". ورغم أن لقاء باريس لا يعد اللقاء الأول الذي يجمع الشخصيتين إلا أنه أحيى الأمل عند كثير من الليبيين بقرب انتهاء الأزمة، بحسب بعض المراقبين، فيما رأى آخرون أن التعويل على حلول من مثل هذه اللقاءات المتكررة مبالغة لا تستند إلى عوامل واقعية.
لقاء فرنسا.. ظروف مختلفة، فهل تؤدي إلى نتائج مختلفة؟
اعتبر عدد من المراقبين أن الظروف الحالية التي أحاطت بلقاء السراج وحفتر مختلفة عما سبق، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة.. أحد أهم العوامل الجديدة هو الدور الفرنسي الذي كان محدودا ومشتركا مع بقية دول الاتحاد الأوروبي وبعضه تلفه السرية، بينما كانت إيطاليا الفاعل الأوروبي الرئيسي في ليبيا لأسباب تاريخية وجغراسياسية.. عامل آخر يبعث عن الأمل لدى البعض بالوصول إلى حل هو تغيير المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر الذي وجهت له اتهامات بالفشل والانحياز باللبناني غسان سلامة. ويؤكد المراقبون أن رعاية فرنسا لهذا اللقاء قد تؤدي إلى تطبيق بنود الاتفاق الحاصل اليوم في الإيليزيه.
على مستوى ردود الأفعال الداخلية والدولية، رحبت دولة الإمارات، على لسان وزير خارجيتها أنور قرقاش، باللقاء معتبرة إياه "خطوة إيجابية أخرى فى المساعى الإيجابية لتحقيق الأمن والاستقرار". أما حزب العدالة والبناء، إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس النواب على غرار عبد السلام نصية، فقد حذروا من خطورة تعديل الاتفاق السياسي أو عقد اتفاقات خارج إطار الأمم المتحدة، مشددين على أن رعاية بعض الدول لتعديل الاتفاق السياسي من شأنه أن يضر بمصلحة ليبيا ويعمق الاختلافات.. لاشك أن لقاء باريس، كغيره من المبادرات، سيظل محل جدل وستظل ردود الفعل بشأنه تتوالى، ويتذكر الليبيون ما حف باجتماعي القاهرة وأبوظبي بين السراج وحفتر حيث كان اللقاء الأول غير مباشر بعد أن رفض حفتر مقابلة السراج، ما أدى إلى عدم خروجه بأي نتائج. في حين كان لقاء أبوظبي مباشرا، وساهم في زيادة أمل الليبيين في حينها، قبل يتراجع المنسوب بفعل الأحداث اليومية التي أثبتت أن الرجلين، ومن ورائهما قوى إقليمية ودولية، لم يحولا ما اتفقا عليها إلى إجراءات على الأرض لأسباب تتراوح بين عدم توفر الإرادة وعدم توفر الآليات التنفيذية وتعقد المشهد وصعوبته.