كشفت مصادر مطلعة فى مدينة الزنتان أن "سيف الأسلام القذافى" خرج من محبسه صباح أمس الأربعاء، ولكنه نقل بشكل مفاجىء الى أحد المنازل فى المدينة ولم يغادرها حتى ساعات صباح اليوم الخميس بسبب خلافات أندلعت فى صفوف قيادات بالزنتان.
وقد عكست البيانات المتتالية من الزنتان خلال الساعات الماضية شدة تلك الخلافات، أذ نفى مجلس ثوار الزنتان الموالى لوزير الدفاع السابق "أسامة جويلى" فى حسابه على موقع تويتر نبأ الأفراج عن سيف الأسلام القذافى.
من جهتها قالت كتيبة "أبوبكر الصديق" التى يقبع سيف الأسلام فى سجونها والتابعة لقوات حفتر فى بيان أصدرته فى وقت متأخر من ليل الأربعاء (أننا نقف مع الشعب الليبى وخياراته، وأننا سنكون دائما جزء من الحل للأزمة الليبية، ولن نبخل بأى جهد فى سبيل هذه الغاية ولدينا ثقة فى شعبنا العزيز) فى أشارة ضمنية لتأكيد موقفها من أطلاق سراح سيف الأسلام القذافى، وردا على قرار مجلس ثوار الزنتان الموالى لـ "جويلى" القاضى بحلها قالت الكتيبة (أنها منضبطة وتتبع القوات المسلحة، فى أشارة لقوات حفتر، وأنها تلتزم فقط بما يصدر عن آمرها العقيد "العجمى العتيرى" مطالبة بعدم الأنجرار وراء الأخبار الغير موضوعية.
وفى أخر تطورات الوضع بالزنتان، ذكرت مصادر محلية أن أجتماعا موسعا عقد فى مقر المجلس البلدى ضم رئيس المجلس العسكرى السابق " مختار شهوب " وآمر كتيبة أبوبكر الصديق "العجمى العتيرى" وآمر لوائى الصواعق والقعقاع "عماد الطرابلسى" وهم من الفريق الموالى لـ "حفتر" بالأضافة لوزير الدفاع السابق "أسامة جويلى ومختار الأخضر" وذلك فى مسعى لرأب الصدع.
وكانت جهات محسوبة على الفريق الموالى لـ "حفتر" بالزنتان قد قامت بتسريب وثيقة من وزارة العدل التابعة لحكومة مجلس النواب تؤكد فيها أستفادة "سيف الأسلام القذافى" من تدابير قانون العفو العام بناء على طلب قدمه أعيان ومشايخ المجلس الأجتماعى لقبائل القذاذفة للأفراج عن سيف الأسلام، على الرغم من أن تاريخ الوثيقة صادر فى 12 أبريل الماضى عن وزير العدل "المبروك أقريرة" الذى توفى بداية يونيو الماضى.
ودار جدل سياسى وقانونى فى الأوساط الليبية الأسبوع الماضى على خلفية هذه الوثيقة التى يطالب فيها الوزير الراحل "أقريرة" النيابة العامة بالزنتان بضرورة الأفراج عن سيف الأسلام بموجب قانون العفو التشريعى العام، قبل أن تصدر وزارة العدل لحكومة الثنى بيانا نفت فيه صحة الكتاب، ليرد فيما بعد مؤسسة الأصلاح التى تحتجز سيف الأسلام ببيان أعربت فيه عن أستغرابها مما جاء فى بيان وزارة العدل رقم "11" مؤكدة صحة الكتاب المسرب.
محامى سيف الأسلام القذافى "خالد الزايدى" يؤكد يوم الأربعاء لقناة "فرانس 24" الأفراج عن سيف الأسلام القذافى وخروجه من السجن بالزنتان وفقا لقانون العفو العام، ويؤكد بأنه موجود فى مكان آمن فى ليبيا.
كما أعلن المحامى البريطانى "كريم خان" محامى سيف الأسلام لقناة " فرانس 24 " يوم الأربعاء الأفراج عن موكله بعد خمس سنوات قضاها فى السجن، وقال كريم خان (أن الأفراج عن سيف الأسلام جاء بفضل عفو أصدره الوزير وذلك بصفة موافقة كليا للقانون الليبى، وأكد أنه سيقدم مطلبا للمحكمة الجنائية الدولية لأسقاط الملاحقات عنه أستنادا الى المبدىء القاضى بأنه لايمكن أن يحاكم شخص مرتين بالتهم نفسها).
نتسائل: هل هناك علاقة بين زيارة "حفتر" الأخيرة لروسيا، وبين الأتفاق الغير معلن بين الفريق السياسى الداعم لحفتر بالزنتان، وبين عدد من الشخصيات النافذة فى النظام السابق كالمتحدث بأسم النظام السابق "موسى أبراهيم" والسكرتير الخاص لسيف الأسلام "محمد أسماعيل" بعملية أطلاق سراح سيف الأسلام القذافى؟ وهل وصل حقا "سيف الأسلام القذافى" الى الشرق الليبى كما يقول البعض؟
الأيام القادمة ستكشف لنا عن المستور .
سعيد رمضان
متابع للشأن الليبى