ليبيا المستقبل: أكد الرئيس اللبناني الأسبق، أمين الجميل، في حوار مع صحيفة 'الشروق' المصرية، نشر اليوم الثلاثاء 17 يناير2017، أن العالم العربى يتخبط فى مشكلات عديدة، "وبدلا من أن يتحرر من قيود الإستعمار والإنتداب والإحتلال، خلق مشكلات جديدة ذاتية من الداخل، وهى عدم إستيعاب ضرورة الحوكمة الصالحة فى البلدان". وأشار الجميل إلى أن "إهتمامنا كعرب يتركز على السياسة والمصلحة الآنية الذاتية على حساب المصلحة الوطنية، هذا ما نعنيه بالحوكمة القائمة اليوم البعيدة كل البعد عن الحوكمة الصالحة"، مشيرا إلى وجود ثروات طائلة في العالم العربي غيرأنه لم يتم إستغلالها على الوجه الصحيح، إذ يقول: "هناك ثروات طائلة فى العالم العربى، ولم نحسن إستثمار تلك الثروة، وهذا له تأثير على وضع البلاد ككل، فعندما تتعثر الخطة الإقتصادية أو يكون إقتصاد همجى أو فوضوى، فهذا يؤثر على التنمية وعلى كل القطاعات التى من شأنها أن تساعد فى تنمية البلاد"، حسب تعبيره.
وفي رده على المواقف التي تعرض لها من قبل الحكام العرب أثناء توليه رئاسة لبنان(1988-1982) مثل مبارك أو القذافى أو حافظ الأسد، قال الرئيس اللبناني الأسبق: "تعاملوا بشراسة ضدى فى ذلك الوقت لمنع لبنان من أن ينفرد، كما حصل فى مصر وحصل فى الأردن، بالتفاوض مع إسرائيل وكان لأغراض ذاتية وليس حرصا على مصلحة لبنان... حاربونى، والبعض هدد بصدور أمور فيما لو إستمررنا فى التفاوض مع إسرائيل".
ويضيف بخصوص علاقته بمعمر القذافي الرئيس الليبي السابق: "كان هناك صراع مرير بيننا وبين القذافى وكان موقفه سلبيا جدا من الحكم فى لبنان ومن سياسة لبنان، فتدخل ملك المغرب الحسن الثانى وأتم مصالحة مع ليبيا، ومنذ ذاك الوقت إستقر الوضع نسبيا بين لبنان وليبيا"، مشيرا إلى أن القذافي في إحدى الجلسات قال له "إنت راجل ممتاز وبدى تكون مسلم"، موضحا أنه رد عليه بالقول: "بارك الله.. كلنا أبناء إبراهيم عليه السلام".
وبشأن علاقته بمبارك أكد الجميل، أن العلاقة كانت "ودية جدا مع مصر فى حقبة الرئيس مبارك والعلاقات الإنسانية معه كانت دائما ممتازة، كان يتفهم تماما وضع لبنان، ولم يعمل يوما ضد مصلحة لبنان، وكان دائما يمد يد العون فى الظروف الصعبة"، حسب قوله. من جهة أخرى، إعتبر الجميل أن الأصولية التي تأتي وراء الجهل أكبر خطر يهدد العرب، مشددا على أن "الجهل أكثر شىء يهدد العالم العربى والإنسان العربى. ولا تعمل السلطات لمعالجة هذه العلة الأساسية والعاهة التى هى الجهل".
ويرى المسؤول اللبناني السابق، أن إسرائيل دولة عدو، ولديها أطماع واضحة فى فلسطين وخارج فلسطين كما حاصل الآن فى الجولان فى سورية مثلا، مؤكدا في ذات السياق "ما دامت علاقتنا مع إسرائيل تحكمها إتفاقية هدنة 1949 حتى نصل إلى إتفاقية سلام معها، وإذا تحقق ذلك فإن الوضع بين لبنان وإسرائيل سيبقى بهذا الشكل". ولمواجهة الدعوات الطائفية والمذهبية، دعا الجميل إلى "تشجيع الحوكمة الصالحة من خلال التربية لتنشئة الأجيال على أسس صحيحة، وتأمين رفاهية للشعوب، الشعب الذى يعيش فقيرا يلجأ دائما للتطرف، محاربة التطرف تكون بالحكم الصالح والاقتصاد والتنمية المتوازنة والتربية المنفتحة"، حسب رأيه.
وأوضح الجميل، أن "الديمقراطية هى مفهوم الحرية وليست حكرا على أوروبا ولا على غير أوروبا، ونحن بإمكاننا كدول عربية أن يكون لدينا ديمقراطية ذاتية، المهم أن تحترم حقوق الإنسان وحريته، وتحقق التنمية الطبيعية، وتؤمن حياة كريمة للمواطن، وتشرك الإنسان العربى بإدارة شئون وطنه، هذه هى الديمقراطية الحقيقية، الديمقراطية ليست شعارا وإنما ممارسة، أن يتحمل المواطن مسئوليته ويشارك فى إدارة شئون الوطن، ويكون له دور فى رسم مستقبل البلد".