ليبيا المستقبل – علاء فاروق: أثارت أحداث الجفرة التي وقعت اليوم قلقا كبيرا بين قوات الكرامة التي يقودها "المشير خليفة حفتر" وبين قوات عملية البنيان المرصوص بعد قصف إحدى كتائبها هناك على يد طيران الكرامة، وهددت الغرفة بأنها سترد على كل من يحاول المساس بقواتها، وذلك خلال بيان اصدرته مساء اليوم.
ففي حين، أكد شهود عيان في مدينة هون أن طائرة حربية تابعة لقوات حفتر استهدفت مقر كتيبة 19/9 بالمدينة بصاروخين صباح اليوم، مما أسفر عن جرح أحد عناصر الكتيبة بجروح طفيفة، أوضح الناطق باسم القوات التابعة للحكومة المؤقتة، العقيد أحمد المسماري قيام سلاح الجو بقصف معسكر تابع لما وصفها بـ"ميليشيات سرايا الدفاع" في الجفرة، مؤكدا أن هناك عناصر تابعة لتنظيم القاعدة متمركزة في الكتيبة، وأن هذا المعسكر كانت تسخدمه تلك المجموعات لتخزين الذخائر والآليات وبأن الاصابة كانت مباشرة وادت الى خسائر في الآليات والأفراد، حسب تصريحاته. كما أكدت قوات الكرامة سيطرتها على منافذ مدينة سبها، بعد ساعات من توجيه العميد محمد بن نائل، آمر اللواء 112 مجحفل التابع للقوات، تحذيرا لمجموعة القوة الثالثة التابعة بضرورة مغادرة منطقة الجنوب فورا.
من جهتها، أصدرت غرفة عمليات البنيان المرصوص بيانا منذ قليل، حذرت فيه من المساس بقواتها، وذكر البيان "نحذر كل من تسول له نفسه المساس بقواتنا". في حين، وصف آمر كتيبة الإعصار وآمر المحور الجنوبي سرت، إبراهيم رفيدة، القصف الذي تعرضت له منطقة الجفرة اليوم، بأنه عمل "إرهابي" وجبان. وقال رفيدة خلال لقاء تلفزيوني: إن "قصف طائرات حفتر لمقر كتيبة 19-9 بمدينة هون، هو تصرف أرعن وجبان، كون الكتيبة أحد القوات المقاتلة في سرت والتابعة لقوات البنيان المرصوص، مؤكدا أن "البنيان" لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما تفعله قوات حفتر، محذرا حفتر بمصير القذافي، حسب كلامه.
وأثارت هذه الأحداث عدة تساؤلات بخصوص العلاقة بين قوات "الكرامة" وبين قوات البنيان المرصوص المدعومة من حكومة الوفاق، وهل أحداث الجفرة ستكون شرارة فتيل الصدام المتوقع بين الطرفين، وخاصة ان الهجوم جاء بعد أيام من تصريحات لقوات حفتر بأنها تملك خطة لاقتحام العاصمة طرابلس، وماذا لو اندلع صدام مسلح بين طرفين يسيطر كل منهما على قوة كبيرة. وبحسب مراقبين، فإنه حال حدث الصدام ستكون النتائج كارثية، لوجود توازن قوى بين الطرفين، وربما يثير الأمر تدخلا دوليا لحسم المعركة التي قد تدخل البلاد في آتون الحرب الأهلية، بحسب مراقبين.