سهرت البارحة مع عزة في أم الدنيا.. وأكلتُ من يديْ عزة أحلى أصابع كرنب محشي كادت تكون متطابقة الشكل والحجم، رصت في طبقها بمهنية فائقة حتى تمنيت أن تبقى على حالها من فرط جمالها وهندستها المتطابقة، وصفقت لها على ذلك الإبداع، فاصطبغ وجهها بحمرة باهتة، ونفر الدمع من عينيها
نزلت إلى اليابسة، بعد أيام قضيتها في أحضان نهر النيل الهادئ تشقه البواخر السياحية جيئة وذهابا وسط حقول خضراء وجو مشمس ومنعش، وعصافير تشقشق، وشفق وغسق يزينان السماء بمزيج ألوان زيتية، وفجر يرفع دثار ليل عن لوحة ضوئية قيّمة لا تتكرر
"أنا مينا المرشد".. هكذا عرّف مينا بنفسه من خلال ذبذبات الايفون.. "لما توصلي كولومبو ابعتيلي مسج". "ايه كولمبو..؟" صحت وقد نال مني تعب، بعد ساعات القطار الطويلة وهي تتوغل على سكة حديدية في بهيم الليل... "كلومبو دا ايه.. كوم امبو يا استازة كوم.. امبو".. كان يتكئ على الح ...
بعد يوم علمي حافل ونقاش مهني هادئ، حان موعد الغذاء في مقر المعهد السويدي بالإسكندرية، ُطُلب منّا الانتقال إلى صالة متوسطة ملاصقة لقاعة المؤتمر.. وكانت المفاجأة! طاولة مستطيلة عليها أطباق من الخزف الصيني تحمل أكلات مصرية من محاشي وبامية مع قطع لحم في طاجين من الفخار تسبح في صلصة حمراء....
بدعوة من المعهد السويدي بالإسكندرية التي وصلتها ليلا بعد رحلة شاقة، عبرت فيها دول شتى، عبر القاهرة في سيارة يقودها سائق المركز الشاب الاسكندراني الطموح. كنت أتوق إلى رذاذ المتوسط، إلى دفء بلسعة برد خفيفة أخبرها جيدا بعد أشهر من شتاء قارس بلا هوادة وغطاء ثلجي سميك، إلى أشعة شمس تسري في أوصالي
لم أجد علاقة لاسم المحطة بهذه القرية التي تحمله، إذ تبدو من وراء الزجاج ساكنة إلا من خفقان قلوب سكانها وأشجار عالية تستجيب أغصانها للريح بفوضى. بدت لي "الشغب" في ذلك الصباح الباكر كسولة وهي تستيقظ من نومها وكأنها تستعد للعودة إليه بعد حين.
رحب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بمقترح مشروع قانون جديد لتنظيم العمل الأهلي في ليبيا، تمت صياغته من قبل 16 منظمة ليبية
شقت الطائرة السحاب مخلفة خطاً طويلاً أبيض حتى اختفت وسط السماء السماوية المموجة بالضباب. حينها لاحت سلسلة الجزر الجبلية الخضراء السابحة في مياه متدرجة الألوان، يحفها لون سماوي شفاف. ها هي تبحث عن أرض أخرى، كما بحث أخرون في أزمنة غابرة. تركوا الأرض الفسيحة التي أصبحت عجوزا كسيحة ....
عزة المقهور Azza Maghur؛ كاتبة تُغرق قصصها الثرية في الفضاء الليبي بوعي ناضج، يسعفها مخزونها الذهني الواقف على خبرات الحياة وتفاصيلها اليومية المعاشة، التي ترصدها بشكل دقيق وحقيقي داخل نصوصها، وهذا أحد مكونات الهوية الدالة على كتابة القصة بصفة عامة
في لغة سهلة مؤثرة غير متكلّفة تصوغ عزة المقهور ما يجول في خاطرها في شكل قصة قصيرة، تغزل خيوطها من الواقع، وتقيم سداها من موهبة فطرية موروثة؛ ليكتمل النسيج، ويخرج