تعتمد جودة البناء الهيكلي للنص الأدبي على ثلاثة أركان رئيسية من بينها براعة الإستهلال. وتكمن أهمية الاستهلال في النص الشعري تحديداً، لكونه بداية المصافحة الوجدانية والايقاعية مع القاريء، ولذلك فهو يعد مقياساً لقوة النص وبراعة شاعره، بالإضافة إلى أبعاده الجمالية وتأثيراته السيكولوجية الأخرى...
هذه مَرَّتي الأولى التي أكتبُ فيها عنكَ.. لكَ.. التي أكونُ كغيمةٍ أربَكَها هزيمٌ فأغْدَقَتْ.. بل كمحاربٍ لم يَهَبْ حرباً.. وأجْهَشَهُ قصيد.. أو كناجٍ سيبقى مدى حياتهِ باحثاً عن أناهُ التي كانت تَحياهُ قبل تلك العاصفة.. أو اعتذارُ طفلٍ جريرتهُ استكشافٌ حد الثرترة.. وارتجافُ شراعٍ من صَهلةِ ريح...
تعال.. بكل هدوءكَ المكابِر.. بكل صمتكَ المعلن.. بكل مساوئكَ.. بتعاليكَ المدلل.. بصوتكَ الرخيم آوانَ استيقاظك.. لا تكترث لأمر الأرباح والخسائر.. ولا تنسى أن تحضر أكاذيبكَ البيضاء.....
أحتاجُ عرَّافاً.. يَمسَحُ وَجْهَكَ على كَفِّي.. ينفثُكَ في ذاكرتي ثلاثاً.. يرسمُ برملهِ خارطةً جديدة.. خطوطُ أيامها متشابكة بلقاءاتنا.. يُقسِمُ لي بشوقك.. يوهمني بعودتك.. وفرحٌ كعطرك.. يَلُفُّني من جميع الجهات...