أثناء تنقيبه مع فريق الآثار عثر على بقايا عظام يد بشرية عالقة بقطعة رخامية محفورة بأحرف لغة مندثرة. صاح مناديًا رفاقه.. تجمعوا يترجمون الكتابة: "سمو القيصر.. المعذرة.. لم نتمكن من حمل آخر صخور قصرك المنيف. نموت إجهادًا، عطشًا، جوعًا. من ينجو منّا؛ تسلخه سياط حرّاسك.. الآن؛ ياسيّدي. جبل الصخور يتهاوى.. يردمنا مع جنودك... آهٍ..."
ثم قفز وتركنا إلى مصير غامض بينما كانت شمس الصباح قد بدأت ترسل أول شعاع لها.. وحينها نزلت دمعة واحدة من عيني.. تذكرت أمي وعلمتُ وقتها بيقين مطلق أنها كانت أعظم أمّ على وجه الأرض.. ولذلك اتخذت قرارا صارما لا رجعة فيه أني لن أموت ونظرت للسماء لأُخبِرَ الله بقراري ذلك ونزل الجواب في روحي عميقا: لن تموت .
في الامتحان النهائي لطلبة الشهادة الإعدادية في مادة التعبير كان مطلوبا من التلاميذ أن يكتبوا وباستفاضة موضوعا عن السلام، نظر التلاميذ إلى بعضهم البعض في حيرة، حاول أحدهم أن يستنجد بزميله، فلم يظفر منه بنتيجة إذ كان هو الآخر يبحث عمن يسعفه…
دام الركض داخل الحقول تقريبا ربع ساعة وربما أقلّ من ذلك.. ورغم الخوف كنت أشعر بثقة عارمة أننا سننجح هذه المرة.. علما أنها كانت المحاولة الثالثة خلال أسبوعين في ليبيا.. فالمرة الأولى كُنّا على مشارف العاصمة طرابلس في أول الليل بعد ساعتين تقريبا في السيارة حين جاء الأمر صارما بالعودة وأن ثمة خطأ ما في التنظيم.. أما المرة الثانية فكانت كارثيّة حقا حيث تمّ تجميعنا بعد عناء كبير حيث جاؤوا بنا أفواجا ...
لقد كانت سنوات قليلة ولكنّي لازلتُ واثقا أنها أسعد أيام حياتي على الإطلاق.. كنت شابّا صغيرا.. وصلتُ هناك بعد المرور بمغامرة الموت على قارب قديم كانت أخشابه تئنّ طيلة الرحلة التي دامت قريبا من 30 ساعة من السواحل الليبية بدون طعام ولا ماء وسط مخاوف عنيفة بإمكانية الغرق في كل لحظة.. ولكني كنت أعيش طمأنينة غير معقولة واثقا أن حكايتي مع الله لن تنتهي هناك في ملح الغياب.. فقد كنت آمنتُ بدين الإسلام ق ...
في الصباح الباكر، انطلقت بسيارتي العجوز وهي تأكل الطريق على مهل وترتقي (الصعايد بشق الأنفس). تجتازني العربات الرشيقة الملونة بسرعة هائلة، كان صوت راديو سيارتي (اخن) فيه لوثة.. زد على ذلك صوت مذيع الإذاعة المحلية المستفز أصابني بالحنق والغضب يبتلع الحروف، ويذبح الكلمات بكل قسوة، ويدوس اللغة وهو لا يبالي.. بل يقول معلومات تاريخية خاطئة.
وسامةُ المطربِ الشاب وخليطُ قسماتِهِ الأوروبية بمسحةٍ يعْرُبية! تركها فيه ميراثٌ طويل من الأجيال المتعاقبة، جيل يسلِّم لجيل وجينات مُتَوارَثةٌ لا تنقطع، وصوته وهو يؤدي أغنية خولويو إغليسياس...
عندما تشدك الأيدي، وتأكل العيون النهمة وجهك وهي ترميك بالظنون والشكوك والإتهامات المسبقة. وتزدريك الإبتسامات المعلقة على أفواه هذا الكم من الرجال العدائيين. تطرق الأسئلة رأسك بشدة، ويجتاحك الخوف الممزوج بالأستغراب...
تَعْنُو القُلُوبُ إلَى ذُرَى عَرَفَـاتِ/ تَطْوِي المَسَافَةَ، فِي هَوَى الصَّلَواتِ/ فَتَهِيجُ أَشْوَاقُ المُحبِّ وَتَرْتَقِي/ آمَالُهُ، بِالوَهْجِ.. وَالعَبــــَرَاتِ
خَبّئتُهُ فِي الرُّوْحِ يَعْرِفُ كُلَّمَا/ يَمَّمتُ عُمرِيَ فِي سِوَاهُ كَأَنَّمَا/ كَانَ الحَريِق وَكُنتُ بَرْدَ شِتَائِهِ/ بَلْ كَانَ فِي العَيْنِيْنِ يَرْقُدُ بَلسَمَا