اطلقت منذ زمن صرخات وأطلقت لغضبي بكلمات عبر مقالات ومقالات قرعت في عباراتها أجراس، صداها ان ليبيا تنزل الى فقر وافلاس وماذلك ذكاء مني ولاهى ميزة حدسية محققة ولاهو ادراك استشرافي للمستقبل ولاهى فراسة لبواطن الأمور بل كل من يتتبع بعقله مايحدث في ليبيا يبصر ان ليبيا قادمة على فقر وكان ذلك في عدة مقالات عندما كان وضع ليبيا المعيشي والاقتصادي افضل قليلا من حاضر السوء الذي نعيشه ومن هذه المقالات المنشورة (ليبيا بعد التعنت والاهدار فقرا وانهيار2014م) (ماادخره القذافي يهدره حكام فبراير 2014م) (حقائق وراء رفع الدعم السلعي في ليبيا2015م) (فقر ليبيا اصبح واقعا 2015م) (صفحة من صفحات البؤس في ليبيا 2015م) (الاستبداد بالمال وتحول معيشي خطير2015م). مانزلت اليه ليبيا وشعبها هو نوع من انواع الفقر الابتدائي سوف اسميه هنا:
▪️ فقر الحرمان
الفقير في هذا الفقر يعجز تماما عن التمتع بالحاجات الاساسية لعجزه على النفقة وانقطاع او شح دخله المالي فيحرم من هذه الحاجات ومنها الغذاء الصحي المتوازن والكساء والدواء والدراسة وغيرها من حاجات الحياة الحديثة وغالبية الشعب الليبي يعيشون هذه الحالة فعليا ولا ينكرها الا اللصوص وظواهر ذلك واضحة في ليبيا في اعتماد غالبية الشعب الليبي على اطعمة فقيرة دون الاغذية الاخرى واعتماده على كسوته القديمة المهترئة واعتماده على الأدوية العشبية الرخيصة بالنسبة للمرضى لعدم تحمل نفقة الدواء الحديث واعتماد التلاميذ على أقلامهم ودفاترهم وحقائبهم القديمة واعتماده على العطايا اليسيرة من الجمعيات الخيرية واعتماد الحكام السفهاء على التسول والصدقات المذلة من الدول دون اعتمادهم على العزم والارادة لرفع ليبيا من هبوطها الحاد. ونتيجة للخمول والكسل او لضعف الإرادة او لفراغ العزيمة او نتيجة لمنظومة الجهل والحمق الحاكمة في ليبيا فان الامر لن يتوقف عند فقر الحرمان الذي هو فقر ابتدائي بل سينتقل الى فقر نهائي اسميه هنا:
▪️ فقر الجوع
وهو فقدان الغذاء تماما والذي قد لايعوضه التسول والصدقات والهبات من الدول التى كانت اصلا متسولة لليبيا ومؤشرات هذا الوضع أصبحت واضحة في ليبيا بفقدان اغلب الاسر الليبية لدخولها المالية ونفاد مدخراتها وازدياد شح الاموال من المصارف وارتفاع تصاعدي في اسعار الطعام وفي طواف ارباب بعض الاسر على قمامة المطاعم وأسواق الخضار، بمعنى أوضح ان ليبيا قادمة مع اشتداد هذا الوضع على مجاعة وطنية كما يحدث في الدول الافريقية والتى كنا نشاهد فيها صورا للبشر وقد سلهم الجوع سلا ودقق اجسامهم دقّا فذاب منها الشحم واللحم وظهرت هياكلهم العظمية وراء جلودهم.
الحقيقة التى في ليبيا ليست نقص سيولة ولا ارتفاع في سعر العملات الأجنبية، الحقيقة ان ليبيا عقلوها في مرحلة فقر خطيرة ومرعبة ويشتد عقالها مع قادم الايام الى مرحلة فقر اخطر وأرعب بسبب وضعها العام رغم وجود الإمكانيات التى لم يحسن تدبيرها وتسييرها.
يرجع هبوط ليبيا الى قاع الدول الفقيرة الى جرائم مالية واقتصادية وسفه مالي وحمق في التدبير وجهل في التفكير من المجلس الانتقالي ثم المؤتمر الوطني ثم مجلس النواب وحكوماتهم المقبحة، تمثلت في عمليات نهب وسرقات كبيرة لعهد مالية وأرصدة طالت حتى المخزون الوطني من الذهب من بداية الدخول الى طرابلس في سنة 2011م ولم يستطع المجلس الانتقالي لحمق التدبير في ذلك الوقت ضبطها وهى تستثمر الان في الخارج والداخل من بعض قادة العصابات المسلحة وبعض ممن حكم في تلك الفترة وتمثلت في اختلاس وسرقة الوزراء ورؤساء الوزراء للعهد المالية في وزاراتهم والتلاعب بميزانيات الوزارات وتحويل اموال كبيرة منها الى حساباتهم الخاصة وذلك في كل الحكومات المتعاقبة وكل العهد المالية لم تسو في كل الحكومات وتمثلت بفتح أوجه انفاق مهدرة مفرطة كالانفاق على هيئة مرتبات وميزانيات للعصابات المسلحة دون فائدة مع وجود قوى سابقة امنية وعسكرية تمنح لها الاخرى مرتبات وميزانيات والانفاق السفيه على الجرحى بالخارج والفتح المطلق للإيفاد للدراسة والتدريب بالخارج وتحويل الاموال دون ضبط وتعيين اعداد ركامية خاملة من الموظفين في السفارات الليبية والمؤسسات الليبية بالخارج وارتفاع مخصصات السفر والعلاج من العملة الأجنبية ومنح مرتبات لاسر المحاربين والمفقودين دون تحويلهم على الضمان الاجتماعي وتمثلت في خلق الحروب الأهلية والانفاق عليها دون حدود وتمثلت في تخصيص الاموال والمزايا على سبيل الرغبة والهوى لحكام ليبيا التشريعيين والتنفيذيين في هيئة اجور شاهقة ومزايا لعائلاتهم من المال العام صحية وتعليمية وسياحية وايوائية وغيرها وهى موزعة على أربعة اجسام تشريعية وهى المؤتمر الوطني ومجلس الدولة ومجلس النواب ولجنة الستين وثلاث حكومات وهى الانقاذ والوفاق والمؤقتة وذلك مقابل خمول وكسل وفرجة على محنة ليبيا وتمثلت في مجاملة العصابات المسلحة في اغلاقها للحقول والموانئ النفطية ومجاملتها في السطو على الإرساليات المالية العامة للمصارف والمناطق ومجاملتها في السيطرة على المنشآت النفطية والمؤسسات المالية واستنزافها.
كل هذا سفه مالي وتفريط فاحش في ثروة ليبيا لايمكن ان تتحمله ثروة أغنى دولة في العالم ادى الى شح في الإيرادات ونفاد في المدخرات ودخول ليبيا الى صف الفقراء المتسولين. ياأبناء الشعب الليبي: لم ينبهكم احد ان هناك دول أفريقية غنية تمتلك ذات إمكانياتكم وأكثر ولكن المجاعة سادت فيها وهلك الكثير منهم جوعا وذلك لعدم استقرار هذه الدول ولان حكامها جهلة لم يحسنوا تدبير وإدارة هذه الإمكانيات وهذا ذات حالكم وعليكم ان تنتبهوا لانفسكم بانفسكم ولم يبق لحياتنا وحياة الاجيال اللاحقة الا شيئين اما الصبر والحلم وانتظار أعوام من المجاعة والهلاك هى قادمة او الخروج والتظاهر والكفاح وازالة عبدة الكراسي وعبدة السلاح من ليبيا وازالة اقوام الثرثرة الذين يؤيدونهم وإحلال حكام وطنيين لاتهمهم انفسهم وعائلاتهم بقدر ماتهمهم ليبيا والشعب الليبي، حكام كأجدادكم المجاهدين الذين نكروا انفسهم وتركوا عائلاتهم للجهاد في سبيل ليبيا وشعبها، حسبنا الله ربنا وحسبهم الكراسي والسلاح والاموال المسروقة لهم أربابا.