خطابى موجه للجميع وهو يعبر عن رأيى الشخصى، وأطرحه لكل أبناء وطنى دون تمييز وأخص به أهل الكفرة والمناطق المجاورة لها. وهم المعنيون بترتيب بيتهم بعد أن جاوزت العصابات الإجرامية الغازية من قطاع الطرق المدى داخل الحدود فى ظل الفوضى وغياب القوة الأمنية الوطنية الرادعة لها فى الصحراء والحامية لتراب الوطن. وقد بلغ الحزام الطبيين، وجب علينا أن ننهض من سباتنا ونوحد جهدنا لنأخذ بأسباب القوة ونعالج هذا الوضع المهين لكرامة وحرمة الإنسان والوطن معاً.
وهذا الخطاب ربما يغيظ منه بعض الناس، وهم أصحاب الممارسات غير المشروعة من ذوى المصالح والمنافع الخاصة، والمرجفون المضللون للعامة من الناس والمشككون لرسالة صوت الحق عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصل الإجتماعى، وهم المفسدون فى الأرض، فهؤلاء مهما كان موقفهم هم قلة خرجوا على نصرة الحق، وشذوا عن رأي الجماعة من هنا وهناك. فبعناداهم وقصر نظرتهم لن يضروا شيئاً ، فالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون..!
فلسان حالنا أبين من لسان المقال، ينطق بنداء دعوة الحق المبين فيقول : كفانا من البؤس والشقاء، ومن ظلمات بعضها فوق بعض، ومن أخذ الجار بجرم الجار، ومن تجاوز لكتاب الله وسنة رسوله ( ص) بترك العمل بما جاء فيهما من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. قال تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ماظهر منها وما بطن " ولا تزر وازرة وزر أخرى".. "ولاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".. "ولا تظلموا أنفسكم ".. "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ".. "ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق".. "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" "ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها". "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض أن يقتلو أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب أليم" "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"، "واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم" "واتقوا الله الذى إليه تحشرون". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"... "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"... "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"... "المسلم لا يزال فى فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً".
هذه جمل وكلمات مقتطفة من كتاب الله العزيز ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. للإستدلال بها وتقييم موقفنا منها عملاً، أين نحن من صدق الإيمان بالكتاب والسنة وقراءتهما وفهم معانيهما والعمل بما نصا عليه وهما من مصادر شرع الله الحكيم؟!.
خمس سنوات عجاف مضت من النزف، وبتر الأطراف، والقتل، والحرق، والتهجير، والدمار، وإتلاف الدور والممتلكات، والخطف واستنزاف الأموال، والحصار والتجويع، والترويع والترهيب للمواطنين الآمين. وما من باطل ومنكر من العمل والقول إلا وقد أصابنا مصيبته ونزل بنا بلاءه فبما صنعت أيدينا، ومرت على الدانى والقاصى من أهلنا جميعاً هذه المصائب بنزغة من نزغات الشيطان الرجيم، وفتنة من أتباعه الذين ضلوا عن سواء السبيل وحادوا عن الحق، حتى غدت البلاد بسبب أقوالهم وأعمالهم خاوية على عروشها، وخالية من الزرع والضرع، لا أمن ولا سلم ولا استقرار فيها لأهلها، ولا بقيت على أرضها أنعام ولا طير، كل من عليها ناله البلاء فشهد الموت والفناء والهجرة والضياع، وحتى الجماد فى أرضنا اشتكى من هول البلاء الذى نزل بالعباد والبلاد. قست قلوبنا وخلا منها الإيمان بالله رب العالمين، وعميت أبصارنا عن رؤية الحق، وصمت آذاننا عن سماع الموعظة والإرشاد والنصح من العلماء والحكماء الناصحين؟!.
سكتنا عن الحق، فصدق علينا قول المثل: "الساكت عن الحق شيطان أخرس"... "ومن لا شيخ له فالشيطان شيخه" فأصبح الشيطان شيخنا، وأَضَلنا هوى النفس، وأخذتنا العزة بالإثم. ظلمنا أنفسنا فجزانا الله بتطاول الأعداء علينا من كل صوب وحدب، واستباحوا منا الأرض والنفس والعرض والمال، وعاثوا فى أرضنا فساداً. عجباً ما زلنا لم نتعلم من الدرس شيئاً، ولم نأخذ منه موعظة وعبرة، وما يزال الجاهلون لأهل العلم أعداء، وأولوا الألباب منا غرباء وأهلنا ولا يزالون مختلفين، ولهذا ضعفنا ولا وطن للضعفاء فى عالمنا.
اعلموا علم اليقين إن القول الحق هو قول الله تعالى: (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). (وكل نفس بما كسبت رهينة. عليكم بأنفسكم لا يضركم من ضل إذا إهتديتم إلى الله مرجعكم جميعاً)، وما ضرنا إلا اتباع الأضلين من الإنس والجن، وغلبت علينا شقوتنا وجلبت لنا الأمرين: البؤس والشقاء، والخسران المبين فى الدنيا والآخرة. ولن يكشف هذا البلاء والشقاء عنا إلا بالتوبة والرجوع إلى الله واتباع سبيل الحق الذى أمرنا به، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واعلموا أنه لا يستقيم الظل والعود أعوج، وكذلك لا يستقيم لنا الأمر ولا يصلح حال البلاد والعباد مما فيه من فوضى وفساد...!!!!
• بوضع الصغير مكان الكبير... ووضع الجاهل مكان العالم... ووضع التابع فى القيادة.
• لا يستتب فى ربوعها الأمن بدون اختفاء المظاهر المسلحة واشهار حمل السلاح فى الأماكن العامة والمصالح والأسواق والشوارع من غير ذى صفة شرعية، لا تطمئن النفوس الذهاب إلى الجلوس للحوار الموضوعى الهادف تحت ظل قعقعة السلاح لتحقيق المصالحة الاجتماعية الوطنية الحقيقية العادلة.
• الحوار هو السبيل الوحيد لتقريب وجهات النظر والوصول إلى التوافق على ابرام عقد المصالحة الإجتماعية.
• الحوار العقلانى الهادى والموضوعى الشفاف بين العقلاء الصادقين الأمناء على حقوق البلاد وأهلها، هو الوسيلة المثلى لطرح ومناقشة المطالب حسب ما تراه الأطراف المتحاورة بدون تحفظ : مثل رد المظالم، والتعويض لجبر الضرر للمتضررين. .. جبراً للخواطر وتهدئة للنفوس، وتهيئة لها لقبول المصالحة الإجتماعية الوطنية.
• لكل أمر ذى بال أو عمل يراد له النجاح يهيأ له المناخ عن طريق كافة وسائل الإعلام المختلفة بتناول موضوع المصالحة بلغة إيجابيه مهدية، والتوقف عن لغة التنابز وخطاب شن الحملات والتعليقات السلبية المثيرة للفتنة.
• المطلوب من السادة المشايخ والأعيان والحكماء وفعاليات مؤسسات المجتمع المدنى وكافة الوطنيين الشرفاء الوقوف وقفة شجاعة مع أصوات الحق المنادية لإنقاذ البلاد والعباد من الأزمة التى طال أمدها، والعمل على تجاوز السلبيات والذهاب بكل إرادة قوية وعزيمة ماضية إلى صنع واقع جديد لحماية المجتمع بمقدرات المجتمع وبإمكانياته المادية والمعنوية المتاحة. للوصول إلى تحقيق مصالحة حقيقية ينعم بها أهل الكفرة جميعاً بالعدل والإنصاف لا مظلوم منهم ولا محروم ، وهذا خطابى والله على ما أقول شهيد!!
أ. جمعة أحمد مالى
* ماتناولته بعض النقاط التمهيدية للموضوع وليس كل ما يتعلق به تفصيلاً. أرجو أن يكون هذا الطرح فاتحة خير لفرج قريب إن شاء الله).