فوجئت صباح اليوم وانا على فراش المرض لاسابيع بخبر وفاة صديق بار في مقام الابن الدكتور السادات عبد الرزاق البدري. ورغم اننا كنا جيران والده المواطن الفاضل عبد الرزاق البدري في اواخر الاربعينات في شارع حلب بطرابلس الا انني لم أعرفه الا في السنوات الأخيرة عندما نشرت مذكراتي في اخبار ليبيا في سنة 1997 لصاحبها الفاضل السيد عاشور الشامس، وفوجئت بعرض الدكتور سادات البدري لمساعدتي في صياغة مذكراتي بالاستعانة ببعض المتخصصين واعدادها للنشر، وقضينا اسابيع معا لمراجعتها وقد تفضل رحمه الله بالسفر الى القاهرة واتفق مع دار الشروق الدولية لطبعها ونشرها. وكان رحمه الله من الشباب المتحمس المتزن وتوقعت له مستقبلا زاهرا.
وسررت بعد ذلك بتعيينة عميدا لبلدية طرابلس وكان نعم الاختيار لكنه ترك منصبة للظروف التي تمر بها البلاد. وهو من القليلين الذين رحبوا بي اثناء زيارتي الاولى لطرابلس بعد غياب اكثر من 34 عاما عشتها في المهجر رغم تفضل الامم المتحدة بتعيني في منصب محترم في جنيف كرئيس لمكتب الاتصال التابع لصندوق الامم المتحدة للسكان قضيت فيه بقية حياتي حتى تقاعدي. واذكر ان الدكتور سادات البدري كان قد دعاني الى حضور حفلة بلدية طرابلس اثناء زيارتي الى طرابلس فحظيت بمقابلة بعض الاصدقاء القدامى وترحيب الحاضرين.
وخلال الفترة الماضية كان يسأل عني وعن صحتي هاتفيا وكنت اتمنى ان اراه في لندن او طرابلس لمواصلة الاستماع والاستفادة من ارائه وخبرته في الشئون الليبية بعد 17 فبراير فقد كان من النفر القليل المخلص لبلاده والعامل من اجل استقرار ليبيا وتقدمها.
واليوم اذ يغادرنا الدكتور سادات الى جوار ربه ولا راد لقضاء الله ونتوجه اليه سبحانه وتعالى بان يشمله برحمته وغفرانه وان يلهم ابناؤه واخوته وعائلة البدري واصدقائه والليبيين جميعا الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العليم.
بشير السني المنتصر