السيدة خيرية التي ساهمت فى تأسيس المدرسة الليبية باليونان انتقلت إلى رحمة الله يوم الأحد الماضي بعد صراع مع المرض بالعاصمة اليونانية ﺍﻟﺴﻴﺪة خيرية ابراهيم بزازة وهي ﺣﺮﻡ الدبلوماسى المحترف السيد عاشور مفتاح الإمام الوزير المفوض السابق بوزارة الخارجية الليبية، وكانت قد قدمت لأثينا للعلاج من ظروف صحية سيئة مرت بها بعد صدمة وفاة كريمتها بطرابلس.
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺠﺪﺭ ﺫﻛﺮﻩ أﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﻴﺮﻳﺔ إبراهيم بزازة يعود لها الفضل الكبير فى المساهمة الإيجابية فى تأسيس المدرسة الليبية فى اليونان منذ عام 1977 حيث أنه فبل حضور السيدة خيرية إلى أثينا لم يكن هناك أى وجود لأى مدرسة عربية باليونان إلى درجة أن عدد من موظفى السفارة ممن لديهم أولاد فى سن الدراسة وعلى رأسهم المستشار الأستاذ محمد الحبيشى طلبوا نقلهم بسبب هذه المشكلة التى تواجه أسرهم والتى كانت تواجه أيضا جل أفراد الجالية العربية فى اليونان وقد عرضت السيدة خيرية والسيد على عويدان المستشار الثقافى فكرة تأسيس المدرسة الليبية فى اليونان على السفيرالأستاذ عمر الجليدى الذى رحب بالفكرة والذى يعود له الفضل أيضا فى مساندة ودعم السيدة خيرية وكذلك الملحق الثقافى السيد على عويدان.
وبعد معاناة طويلة وجهود مكثفة وإتصالات مع السلطات اليونانية والسلطات الليبية تحصلت السفارة على الإذن بفتح هذه المدرسة وأصبحت المدرسة الليبية حقيقة واقعة وخرجت إلى الوجود بالتسيير الذاتى بالتعاون مع أعضاء السفارة وأبناء الجالية الليبية وزوجاتهم.. إلا أنه عندما ضمت المدرسة عام 1980 تحت إشراف وزارة التعليم الليبية حاول المكتب الشعبى تهميش دور السيدة خيرية إلا أن أبناء الجالية الليبية كان لهم موقفهم الإيجابى فى رد الإعتبار لها وتمكبنها من ادارة المدرسة مجدا بعد أن تخلت وزارة التعليم عن دعـم ومساندة المدرسة.
ويمكن القول بأن السيدة خيرية ﺗﻌﺘﺒﺮهى الأم الحقيقية، والأم الرؤوم للمدرسة الليبية باليونان التى أصبحت الآن تعتبر من أوائل المدارس الليبية فى أوروبا تمارس نشاطها بكل ثقة وإقتدار ولا يستطيع أى أحد أن يزايدعلي السيدة المربية خيرية وعلى دورها الطليعى فى تأسيس المدرسة ويشهد على جهودها الأجيال المتتالية من أبنائها الطلبة الذين أصبحوا الآن في اليونان أو خارجها أطباء ومهندسون ومعلمون ومحامون ورجال أعمال وأصحاب خبرات فى مجالات مختلفة.
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ التي رحلت قبل إيام ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨا تكريم ذكراها العطرة ﻭﻓﺎءﺍ ﻣﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﻮﺩ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.. ﻭﻋﺮﻓﺎﻧﺎ ﺑﺠﻤﻴﻞ ﺻﻨﻌﻬا.