الازمة الليبيه: قلي.. إلى أين المسير.. في ظلمة الليل العسير؟
تقرير اخباري تحليلي
تعتبر عودة تصاعد العنف والفوضى من اهم و اشهر اعراض فشل التسويات السياسيه المرتبطة بانهاء الحروب الاهليه وإبطال النزاعات المسلحه، وهو تحديدا ما تواجهه الحاله الليبيه اليوم، عقب السفور الكامل لحقيقة فشل وانهيار اتفاق الصخيرات.
لقد كان الانفلاق المبكر للمجلس الرئاسي (الذى تميز منذ لحظة تأسيسه الاولى بتركيبته التي إن تيه) هو العارض الاول لهذا السفور. ولقد شكل ذلك الانفلاق انشقاق القطراني ممثل الكرامة صحبة الاسود ممثل مليشيات الزنتان، وعودتهما الى تحالف (عقيله ـ حفتر) المسمى بمعسكر الكرامة، والمتمترس جيوسياسيا بشرق البلاد، مقابل بقاء ممثلي تحالف معسكر فجر ليبيا (الايدلوجي ـ الجهوي)، وهم العماري وكاجمان ومعيتيق وسنيدهم المجبري، يهيمنون على مقر المجلس وقرارته بطرابلس.
وحتى تتمكن جوقة فساد بعينها من اصحاب المصالح الانتهازيه من موظفي البعثه الامميه بليبيا (والمتورطة حتى أعالي أذنيها بصنع المصير المرعب الذى دُفع اليه اتفاق الصخيرات دفعا) من اخفاء حقيقة ضلوعهم باعادة انتاج صراع الفجر والكرامة، والدفع به الى واجهة الاحداث من جديد، فقد لجأت هذه الجوقه الى تغليف الصراع بورق سولوفان جديد عبر اضافة ثلاث الوان مختلفة جذريا، الى عصبة الفجر بصورتها "الصُخيريه المستحدثه" وهم السراج والكوني وحمزه، ولقد زاد من براعة انتهازييٌ البعثه باخفاء اى اثر قد يشي بعودتهم بالازمة الليبيه الى مربع صراع الفجر والكرامة اختيارهم للونين من بين الالوان الثلاثه الجديدة، كان يعدان قبل انطلاق ماراثون الصخيرات من المحسوبين على البرلمان والكرامة، وهما السراج والكوني.
وكان ان احدثت عودة انفلاق المجلس الرئاسي الى نصفي الفجر والكرامة المموهين، تحولا خطيرا بموقف الدول الغربيه من الازمة الليبيه، فعوضا عن تحول الغرب نحو اجراء تحقيق مع البعثه الامميه المتورطة عن عمد بدك الكثير من العصي (العالقة حتى اللحظة) بدولاب اتفاق الصخيرات، او على الاقل توبيخها ولومها وتوجيهها بما يساعد على اعادة المجلس الرئاسي والاتفاق السياسي الى مساريهما الطبيعيين؟
وعوضا عن ممارسة ذات الغرب لما يكفي من ضغوط على اطراف الصراع، او قل قطبي الفجر والكرامة، لحملهم على مواجهة التهديدات التى اعترضت اكمال تسوية الصخيرات، ومنحهم ما يكفي من قدرة وصمود على مواجهة جملة المضاعفات الناشئة عن انحراف البعثه الامميه بمسؤلياتها الاخلاقيه قبل القانونيه، نتيجة تدميرها "لاسباب انتهازية بحثه" للبند الرئيس بالاتفاق، والخاص بنص رئيس ونائبين، واستبداله بعقدة مجلس تساعي عرمرم ومفخخ، يضم كل المقومات المحرضة على استمرار الازمة وتفاقم الصراع وتناقض الجهود وتعارض المقترحات؟
وعوضا عن توجيه القوى الدوليه الكبرى لعنايتها الفائقة نحو معالجة المخاوف المرتبطة بالمادة الثامنه لدى احد طرفي الصراع، وتلبية استحقاقات حسم آليتي (سبيل وطبيعة) عودة الجيش، وتحديد شخصية القيادة العامة العسكرية الوفاقيه، وضمان قدرتها على الشروع باطلاق المسيرة نحو اعادة تشكيل القوات المسلحة الليبيه، ضمن (هيكلية وعقيده) محترفين ومحايدين، معززين بتمتع الجيش بما يكفي من قدرة على توسط المسافه بين كل القوى المتطلعه للحكم، وضمان امتلاكه لما يكفي من قوة لالزام كل الاطراف المتنافسه على الحكم بالتخلي عن مليشياتها، وتحرير مقار الدولة الحيويه والرسميه من الاستعمار المليشيوي، وضمان تمكين الجيش من حيازة ما يكفي من انضباط و قدرات قتاليه و تقنيه ولوجستيه لمباشرة مهامه بحماية الحدود ضد تجارة السلاح والبشر والمخدرات، وملاحقة التمويلات الحزبيه والمليشيويه الاجنبيه المهربة نحو الداخل لاجل تأجيج وادامة الصراع؟
وعوضا عن توجه المجتمع الدولي نحو انهاء اخطر تواطئات البعثه الامميه تجاه بنيات الازمه الليبيه، وهو تجاهلها المريب والمتعمد لتضمين الاتفاق السياسي التزامات دوليه محددة تجاه الموقف من سلاح المليشيات ومعالجة قضيتى الحرب ببنغازي ونموذج حالة "شبه الدوله" التى تقيمها جماعات مسلحة بمدينة درنه مايزال يدور الجدل دائرا حول هويتها، بين من ينسبها لتنظيم القاعده، ومن يجادل بعدهم (ثوار) معتدلين؟
عوضا عن كل هذا، اختارت الدول الغربيه للتعبير عن ردت فعلها تجاه فشل اتفاق الصخيرات، التحول نحو انعطافه بالغة الخطورة بتوجيه جل عنايتها نحو ما يهم مصالحها المباشرة بليبيا فقط، عبر السعي عمليا لفصل جهود حماية هذه المصالح عن الجهود الموجهه لحل الازمة الليبيه، ضاربة بذلك عرض الحائط بكل مسؤلياتها تجاه توجيه اهتمامها نحو ازالة كل العقبات ومعالجة كل التهديدات التى فرختها المرحله التنفيذيه التمهيديه الاولى لاطلاق اتفاق الصخيرات، والناشئة بالاساس عن تحالف مصالح فاسد بين موظفين نافذين بالبعثه الامميه بليبيا يتحمل الغرب نفسه مسؤلية تقلدهم لهذه الوظائف وبقائهم فيها لفترة طويله، وبين اطراف محليه صنع منهم ذات الغرب ممثلين حصريين للازمة الليبيه رغم بطلان هذا التقدير الذى اظهرته ضحالة تاثير هؤلاء باحداث اى تغير ايجابي ولو بالعاصمة البلاد فقط، انطلاقا من المناصب الانتقاليه الصُخيريه التى وضعوا على راسها.
ولقد جاء انعطاف الدول الغربيه نحو العنايه بمصالحها المباشرة بليبيا، بقلب تكالب و تفاقم افراخ اتفاق الصخيرات المؤذيه، وتمكن هذه الافراخ من التحول الى (شلال وقودي) جديد لتأجيج الصراعات والحرائق وزيادة رقع انتشارها الى مستويات بالغة الخطورة من الصدامات الكميه والنوعيه، حد انها باتت تنذر جديا بقرب الانهيار الكامل للدوله الليبيه، بحال استمرت على ذات المنوال من العنف والفوضى حتى حلول شهر فبراير القادم، بحسب رؤية خبراء اقتصاديين مرموقين وتقارير اقتصاديه رصينة، تنبأت باستنفاذ ليبيا لكامل طاقاتها وفرصها بالتعافي، وارتمائها جثة هامدة بين جيرانها، لتنقل اليهم كل ما يمكن للجثث ان تنقله من اخطار، بحال تواصل الصراع على ذات الوتيرة على امتداد السبعه شهور القادمة . فيما توقع مراقبين اخرين، (منطقية) استمرار الصراعات على ذات الوتيرة الخطرة والمتصاعدة، طالما ظلت سلطة القرار بالبعثه الامميه بليبيا بيد جوقة من الموظفين النافذين الفاسدين، الذين كونوا من حولهم طبقة صدأة من الزرنيخ السام، يعود تاريخ منشأها الى وقت مبكر من العام 2011، حتى صار تصاعد الخط البياني للازمة الليبيه يرتبط ارتباطا مباشرا بوجودهم بكل نقطة من نقاطه.
وتنحصر طبيعة المصالح الغربيه الحيويه بليبيا، والتى وجه لها الغرب عنايته واهتمامه الفائقين، على حساب استقرار الليبيين ومستقبلهم، وخرقا لتعهداته التى لطاما كرر التزامه بها تجاه الازمة الليبيه، بالتحديات التاليه:
1. تحدي انهاء وجود تنظيم الدوله الاسلاميه بسرت، والذى لجأ الغرب لمعالجته عبر تسليط مليشيات مصراته وحلفائها ضد التنظيم، وضمن دعم غربي خجول ومخزي، لا يرقى ابدا الى عشر معشار حجم المكاسب الغربيه المحققة على حساب تضحيات المقاتلين المحليين.
2. تحدي وقف الهجرة غير الشرعيه عند حد السواحل الليبيه، وليس عند الحدود الجنوبيه للبلاد كما تقتضي مصالح الليبيين الحيويه. ولقد لجأ الغرب الى التحرك لاحتواء هذا التحدي عبر تكليف قوات صوفيا التابعه له بادارة برنامج تدريبي اشرافي لتأهيل قوة ليبيه لاعدادها كقوة خفر سوحل، وتخصيصها لحماية الاتحاد الاوروبي على امتداد الساحل الليبي المرتبط باختراقات الهجرة غير الشرعيه لدوله فقط. ولقد بلغت وقاحة الغرب بهذا الخصوص حد اقامة المشروع على اساس التكفل بدفع رواتب هذه القوات، والاتجاه نحو الزام افرادها الليبيين، بالاقامة بالجزر الايطاليه، اتقاءا لاخطار اختراقهم من جانب قادة الارهاب، وعصابات الهجرة غير الشرعيه، ولضمان حمايتهم من انتقام هذه العصابات التى سيتواجهون معها بالبحر، بحال السماح لهم بممارسة اعمالهم انطلاقا من ليبيا، (بحسب سفير دولة عظمى) لم يسمح لي بالكشف عن هويته.
3. تحدي فصل النفط عن الازمة، ولقد رتبت الدول الغربيه لحماية مصالحها بالخصوص عبر توجيه كل امكاناتها وضغوطها من اجل مساعدة المجلس الرئاسي على السيطرة على كافة الحقول والموانىء النفطيه عبر المليشيات المواليه له، وحتى قبل الانتهاء من تحقق اقرار حكومة الوفاق، وقبولها من جانب كل الفرقاء، وذلك عبر ترتيب تيسير تدفق النفط والغاز الليبيين نحو الاسواق الدوليه، ضمن استمرار ذات الظروف والصراع القائمين، وذلك عبر تأمين المنشأت النفطية الليبيه بواسطة شركات امنيه اتبثث سطوتها بالتجربه العراقيه، وستكون المليشيات الليبيه وخاصة مليشيات ابراهيم الجظران، الذى قد يُمكن من المشاركة بملكية هذه الشركات (بحسب ذات المصدر) العصب الرئيس بالقوى العموميه للشركات الامنيه المعنيه، بعد تعريضهم لتدريبات عنيفة تجعل منهم قوات قويه و قادرة على اداء واجبات الحراسة والحمايه بكفاءة وانضباطيه تعني مخالفتها الموت اللحظي للمخالف كما جرى لمئات الارواح من العراقيين عند تمردهم على ارادة هذا النوع من الشركات.
وفي الوقت الذى رحب فيه المهيمنين على المجلس الرئاسي بهذه الاجراءات التى ترافق اطلاقها عمليا مع اطلاق يد مليشيا هيثم التاجوري مؤخرا، بتطهير العاصمة من القوى الموازيه التى يُتوقع معارضتها ومقاومتها لهذه الاجراءات، والتى قوبلت من المجلس الرئاسي بصمت الرضى، الذى بدا واضحا انه صار التكنيك السياسي الرئيس للمجلس لاظهار مواقفه من الاحداث، فقد اختلفت طبيعة ردة الفعل جذريا بمناطق شرق البلاد، التى استقبلت المعلومات والتحركات المليشيويه المرتبطة بهذه الغايات الغربيه، بحالة من الغضب والنفير الذين تم توجيههما الى نقطة التماس المشتعله بين طرفي الصراع، وهى مناطق الهلال النفطي، خاصة وانه سبق لقوات الفريق خليفة حفتر ان سيطرت على عدد من الحقول النفطيه بمناطق مرادة وجالو واوجله، وهى التحركات التى استخدمها الغرب بالاصل كمغذي رئيس ومحرض اساسي للدفع بجماعات مصراته المسلحة وحلفائها للتورط بمستنقع المواجهه مع داعش ـ سرت، الذى ابتلع بالمقابر حتى الان قرابة الالفين شاب، واقعد بضعة الاف اخرين منهم؟
ولا يمكن لاى متابع للشأن الليبي ان يكون بعيدا عن استنتاج وقوف الازمة الليبيه بوضعها الراهن امام احتمالات انتهائها الى احد السيناريويين اللاحقين، بحال استمرار الدول الغربيه المتورطة من الاصل بصناعة الحرب الاهليه الليبيه، بتجاهل معالجة التهديدات التى افرزها الشروع بتنفيذ اتفاق الصخيرات ومواصلة الاستعاضه عن تلك المعالجة بركوب سياسة اللعب بالقوى المحليه المتصارعه من اجل حماية المصالح الغربيه المباشرة بالبلاد:
• السيناريو الاول:
وهو (سيناريو) احتمال تفجر حرب اهليه ضروس انطلاقا من منطقة وسط البلاد، وتحديدا من مناطق الهلال النفطي. لقد ادرك خليفة حفتر مؤخرا خطورة التطورات والمواقف الغربيه، وبات على يقين من حقيقة انطلاق الدول الغربيه عمليا بتنفيذ خطتها الهادفه لفصل النفط عن الازمة.
كما ادرك بان رغبة الغرب بالعمل على توجيه كل موارد تصدير الطاقة الليبيه نحو خزائن المجلس الرئاسي، انما يراد منه اضعافه واهانته، قبل تجفيف عروقه حتى الموت.
ولقد تصاعدت حظوظ هذا السيناريو مع انتقال حالة الغضب والاحتقان مؤخرا من مستواها المليشيوي الى مستوى التجمعات القبليه بكامل المنطقة الشرقيه، والتى اعلن انقسام بين مشائخها ووجهائها ببيانين متعاديين قبل ايام، عن تأييد احد التكتلين القبليين لمليشيات ابراهيم الجظران، واختيار الاخر للوقوف الى جانب الجنرال خليفة حفتر.
ولقد زاد من استشعار حالة الخطر لدى خليفة حفتر والقبائل المسانده له، اللهجة التهديديه التصعيديه الغير معتادة، التى أودعت بعباره تضمنها البيان الصادر عن ست دول تنتمي للقوى الغربيه الكبرى باجتماع لهم يوم الجمعه قبل الماضي، والتى اختزلت امرا بوجوب تسليم كل المنشأن النفطيه الليبيه لحكومة الوفاق ((دون تحفظ او شرط او تأخير)).
وعكس تقدير خليفة حفتر للخطر الدائر من حوله، تعليقا نشره امس احد المقربين منه على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي، هاجم فيه بشدة اتفاق تفاهم وصلح وُقع قبل ايام قليله بتونس بين وجهاء من مصراته ونظراء لهم من قبيلة العبيدات، اتفقوا فيه على وقف القتال بكلا من بنغازي ودرنة (دون ان يذكروا ببيانهم الية انهاء هاتين الحربين)، كما تضمنت وثيقة اتفاقهم ترتيبات اخرى من بينها تفكيك المليشيات ومجلسى ما يسمى بمجاهدي درنة وثوار بنغازي، دون اشارة لاى دور او شرعية للجيش الذى يقوده خليفه حفتر.
ويبقى قلق خليفة حفتر الاهم آت من المعلومات التى اكدها تقرير نشرته صحيفة هينتنغتون بوست قبل ايام، اكدت فيه منح كلا من مصر والامارات الفريق خليفة حفتر مهلة مدتها شهر، قيل انها رُفعت لاحقا الى شهرين كاملين، كحد زمني اقصى لانهاء عملياته العسكريه ببنغازي قبل توقف دعمهما له، بسبب ما اعتبراه حالة استنزاف لم يعد اقتصاد البلدين يسمح باستمرارها، الى جانب تعرض الدولتين لضغوط دوليه متزايدة بسبب تواصل ارتفاع اعداد القتلي والجرحى وتوسع رقعة الدمار ببنغازي وارتفاع احتمال انتقالها للعاصمة. وتفيد بعض المصادر بان التخلي عن دعم خليفة حفتر من جانب مصر كان احد شروط الصفقه التى نالت بموجبها الاخيره موافقة صندوق النقد الدولي على منحها قرضا بقيمة 12 مليار دولار لمباشرة مشروع اصلاحها الاقتصادي.
• السيناريو الثاني:
احتمال معاودة الدول الغربيه لما قامت به بسرت، ولكن ضد قوات خليفة حفتر هده المرة... ان معلومات وشواهد عدة تدفع نحو سلامة التفكير، باحتمال دفع الغرب بقوات البنيان المرصوص ومليشيات ابراهيم الجظران، اضافة الى مليشيات ما يسمى بمجلسي مجاهدي درنة وثوار بنغازي، (بعد انتهاء عمليات البنيان المرصوص بسرت التى لم يبقي منها الا القليل)، نحو مقاتلة قوات خليفة حفتر تحت اسم (ملحمي جديد) يستنهض همم (الثوار)؟ القتاليه بانجاز حرب فاصله؟؟؟
ويرى مراقبون بامكانية تكرار مطالبة المجلس الرئاسي الذى تسيطر عليه حاليا حالة من العداء الشديد لحفتر بمشاركة قوات اجنبيه بقصف قوات خليفة حفتر على غرار مشاركة الولايات المتحده بغارات جويه ضد داعش بسرت لصالح مليشيات مصراته وحلفائها.
ويزيد من احتمالات اصدار مثل هذا الطلب ومقابلته باستجابه غربيه، تصاعد حالة العداء لخليفة حفتر بالاوساط السياسيه الغربيه، الذى وصفته احداها (بالمتغطرس الذى يحتقر المجتمع الدولي)، اضافة الى توفر ما يكفي من ذرائع ومحرضات قانونيه وانسانيه يمكنها تسهيل مهمة الغرب باستهداف الفريق حفتر، اهمها استمرار بقاء ليبيا تحت الفصل السابع الذى مايزال يمنح النيتو حق الاستمرار بحماية المدنيين؟ الى جانب تحكم الغرب بالطبول الدوليه، الحاضرة دوما لتصوير الامر على انه واجب العالم الاخلاقي تجاه حماية مصالح الليبيين، ممثله بحماية المنشآت النفطية الضخمة التى ستكون بقلب القتال وفقا لاى سيناريو قتالي قادم، والتى تمثل عمليا اهم واضخم الاصول الاقتصاديه الليبيه . كما يمكن لذريعة ضمان حماية امن وسلامة البيئة الاقليمة والمتوسطية، الذين يمكنهما التعرض لاذى شديد وعلى نطاق واسع بحال توسع القتال بمناطق الهلال النفطي، ان تفعل الافاعيل بتبرير حرب غربيه ضد خليفة حفتر امام الضمير العالمي؟
ويبقى المهم هو انه اى كانت طبيعة السيناريو القتالي الغالب، فان الامر المؤكد هو ان الشعب الليبي سيكون هو الخاسر الاكبر من هذا التلاعب (المليشيوي ـ الدولي) بارواح مواطنيه ومقدراته، واما الامر الاخر فهو ان تحقق اى من هذين السيناريويين او خليطا منهما، سيجلب معه الى ليبيا وشعبها، بل، وكل دول المنطقة، كل نذر الشؤم التى يمكن تصور نشؤها عن افراخ الحروب الاهليه والنزاعات المسلحه؟؟
عزالدين عقيل