(بحت بكلمتين للسلطان
قلت له: جبان)
عبدالوهاب البياتى
كانت العزيمة قوية لدى ذلك الجيل الثلاثينى ومابعده لمواصلة الدراسة رغم كل المشاق والحلم بالعودة الى الوطن والمشاركة فى بنائه وتطوره. عبدالمطلوب عزوز كان واحدا من هذا الجيل. التحق بكلية الزراعة فى القاهرة اْواسط اْعوام الخمسينيات الماضية وحين اْعلن عن افتتاح الكلية العسكرية الملكية فى بنغازى عام 1957 وجد الفرصة مهياْة لدخولها. ترك الدراسة فى الزراعة واْتجه صوب العسكرية. كان ضمن الدفعة الثانية بالكلية التى تخرجت فى اغسطس 1960. كانت من بين اْكبر الدفعات عددا..(55) طالبا ومثلها اْو يزيد قليلا الدفعتان : العاشرة 1968 والحادية عشرة 1969.. اخر الدفعات العسكرية فى عهد المملكة. اْختصر عزوز المسافة مع مجموعة من اْصدقائه لخدمة الوطن.
فى اْشهر هذا الصيف وعلى مدد متقاربة رحل خمسة من رفاق الدفعة الثانية : فتحى عوض الشيخ وعبدالسلام عزالدين المدنى ورمضان البرانى الترهونى ومحمد على جعودة.. كان اخرهم عبدالمطلوب عزوز الاسبوع الماضى.
والده الحاج محمد عبدالله عزوز الذى شهر بمحمد بو الصويبعات. من اْعيان درنة ووجهائها. اْصوله الاندلسية حطت رحالها فى درنة منذ فترة بعيدة لتكون درنة.. الظاهرة الاندلسية الليبية. اْنفق ماله على اْدوار المقاومة الوطنية شرقى البلاد ثم هاجر مع عائلته الى مصر وعاد فى الاربعينيات. عرف بالفراسة وقراءة الكتف. وصدق حدسه فى كثير من المرات. اْحد اْبنائه الكبار كان فى رحلة الى مطروح لبيع المواشى. عقب وصوله باْيام غدر به اْحد الرعاة. سلب ما لديه وقتله غدرا. وظلت القضية تلك الفترة غامضة ومشوشة ومحل اهتمام ومدار الاحاديث. انتهت عرفا بالصلح مع اولاد على الذين جاء من يمثلهم خصيصا الى درنة. وساطة من الامير ادريس وابن عمه صفى الدين الشريف عام 1947 وكتب بنود الاتفاق الشيخ حسين الاحلافى.
درنة والقاهرة وبنغازى واعوام الدراسة والاصدقاء والمعرفة والثقافة بداية الخطوات الطويلة لعبدالمطلوب. عين فى سلاح الهندسة بالجيش الليبى. اوفد فى دورات بالخارج. انتدب بضعة اعوام بالكلية العسكرية. قام بتدريس بعض المواد فى تخصص الهندسة واْسهم فى تحرير مجلة الكلية التى تصدر سنويا ونشر بعض بحوثه ومقالاته المتصلة بالجانب العسكرى فى صفحاتها. اغلب سنوات خدمته قضاها فى معسكر قاريونس الواقع فى اطراف مدينة بنغازى الغربية. كان المعسكر فى اْيام خوالى جزء من المطار الذى انشاْه الاْيطاليون ثم شغلته القوات الاميريكية مثل مطار الابرق الى عام 1961. بعد فترة لم يكن ثمة مطار واْضحى المدينة الجامعية. لكن المعسكر ظل وكان من المفترض اْن تحتويه الجامعة ضمن حرمها وممتلكاتها.
المعسكر الصغير كان يضم بقايا مبان قديمة وسلاحى المخابره والهندسة.. ضباطا وضباط صف وجنودا. فى الهندسة كان : احمد فوزى هلال ومحمد سعد جبريل والمكى بوزيد وسالم النعاس واحمد احواس وعبدالسلام جلود وعبدالمنعم الهونى وامحمد المقريف وعبدالفتاح يونس ورضوان صالح وعبدالله سعيد موسى وعطية الكاسح.. واخرين ومن بين ضباط الصف محمد التومى بالراس على. وكان احيانا ثمة تنقلات بين المعسكرات باْمتداد الوطن. وكان جارهم سلاح المخابره يضم.. احمد المدفعى ومحمد يونس المسمارى ورمضان غريبيل وسعد السنوسى وعوض الجريبى وسعد السنوسى عبدالسيد وحسين الصديق قريو ومعمر القذافى ومصطفى الخروبى وعبدالسلام مديقش وحسن الشريف واحمد عون وعمر عبدالجواد.. وضباط الصف.. مبارك عتيق وعوض السعيطى ومحمد الدرعى.
كانت الحياة عسكرية عادية فى المعسكر : التمارين الرياضية والهرولة والجمع الصباحى والتدريب وتشغيل الاجهزة والخفارة والاوامر اليومية والعقوبات التاْديبية ثم مع نهاية النشاط المسائى اطفاء الانوار والخلود الى النوم. الجيش فى معسكراته بعيد عن اْى اْشياء اخرى تثير القلق والانتباه يتصل بمنظومة واحدة من الضبط والربط والطاعة وتنفيذ المهام. كان الضباط يجمعهم البهو فى فترة الراحة.. احاديث وذكريات ورفقة السلاح والاستماع الى اسطوانات ام كلثوم وفيروز. والشاى والقهوة فيما يتجاورون مثل اخوه فى السكن بغرف الاقامة وثمة حدود معروفة للاْقدمية والاحترام وعدم تجاوزهما. الصداقة شى.. والعسكرية شى اخر.
يوم 25 اغسطس 1969، قبل (الفاتح) باْسبوع، سافر عبدالمطلوب مرافقا لشقيقته للعلاج فى لندن. اْوصلهما بمطار بنينا معمر القذافى. وعاد ليخلو له المزيد من الجو ويواصل تنفيذ ما يعن فى خاطره. عبدالمطلوب يعرفه جيدا ويعرف سلوكياته وتصرفاته. كان رئيسا للمجلس التحقيقى الذى مثل امامه معمر بتهمة تنفيذ عقوبة فى حق احد الجنود بواسطة مشى زملائه عليه وهو منبطح على الارض. لم يكن ذلك ماْلوفا فى العقوبات العسكرية. كان عضوا المجلس.. عبدالله سعيد موسى وامحمد المقريف. احيل معمر للمحاكمة ونتج عن ذلك تاْخره فى الرتبة والاْقدمية عن دفعته. وفى اْحد الايام حضرت والدة القذافى من بادية سرت لزيارة ابنها وظلت خارج المعسكر تنتظره ولم يخرج اليها. تدخل عبدالمطلوب وامره بالبر بها واستضافتها داخل المعسكر.. فوافق على مضض!
الاثنين 1 سبتمبر علم الجميع بالنباْ المعروف. ليبيا والعالم. هذه الرقعة الواسعة المترامية الاطراف الهادئة والساكنة منذ سنوات ذات الموقع الحيوى والحساس وتحتها حقول البترول وفوقها الشعب الليبى والحكومة والبرلمان وامن الدولة والقوة المتحركة والقواعد الامريكية والبريطانية. والملك خارجها. هذه الرقعة بلغها الزلزال فتحركت وتغيرت الموازين بها وصارت جمهورية تسعى للحرية والاشتراكية والوحدة ومحاسبة العمالة والرجعية واصحاب الرشاوى والمفسدون فى الارض!
كان عبدالمطلوب يقيم خلال علاج شقيقته قرب السفارة الليبية فى لندن. سحب خطواته بهدوء وقصدها ليعرف هوية من وراء الزلزال. طوال المسافة كان يتبعه شخص غريب لكن من ملامحه يبدو انه عربى فى لندن. حين يقف عبدالمطلوب ويتمهل فى السير.. كان يقوم بشى نفسه. الوقوف والتمهل. وعندما اقترب عبدالمطلوب من السفارة صاح ذلك الذى يتبعه من الخلف بلهجة شامية: (جاكم خراب بيوتكو). وركض بسرعة بعيدا. ذلك ما اخبرنى به عبدالمطلوب متذكرا ذلك اليوم. وعندما ولج الى السفارة وجدها تزدحم بالكثير من الليبيين وصلوا قبله.. عسكريون ومدنيين وطلبة ممن كانوا فى اجازات اْو علاج اْو دورات تدريبية. كان السفير عمر محمود المنتصر يعانى شدة الشماتة والارهاق والمماحكات والمزايدات من بعض هؤلاء.. لكنه كان صبورا وهادئا. اتجه عبدالمطلوب الى مكتب احد اصدقائه من رفاق الدراسة فى مصر. سالم كوكان. كان دبلوماسيا هناك. من خلال الاتصالات مع طرابلس استطاع عبدالمطلوب الذى كان يستمع الى تلك المكالمات بوضوح مع كوكان ان يعرف الهوية والمصدر عبر الاصوات القادمة من البعيد.. فى الاذاعة بطرابلس. عرف انها بداية لمرحلة اخرى من تاريخ ليبيا المعاصر. مرحلة غابت فيها الذكريات وبنغازى ودرنة والقاهرة. مرحلة سيختلط فيها الضوء بالظل. والاصل بالصورة. والخيال بالواقع. والحلم بالعلم. والجد بالهزل. ثم الماْساة بالكارثة فى النهاية على الجميع.
عشية السادس عشر من سبتمبر 1969. كان اول ظهور علنى لمعمر القذافى امام الليبيين والعالم. فى ساحة ضريح عمر المختار فى ذكرى استشهاده الثامنة والثلاثين. اول خطاب له كان عبر الاذاعة قبل ذلك باْسبوع فى 8 سبتمبر بعد ان فشل ضابط الصف محمد التومى فى اقتحام الاذاعة بعد ان علم باْن المنفذ معمر القذافى. وتوقيا للاْمور رقى الى عقيد من ملازم اول وعين قائدا عاما للقوات المسلحة. اْفصح فى الخطاب القصير عن دوره واْنه كان يصدر اْمر الموت وعمليات الحركة. وفيه اشار لاْول مرة الى اْن ذلك تم يوم فاتح سبتمبر. لم يره اْحدا من الشعب ولكن من يعرفه من خلال الصوت فى ليبيا الواسعة المتباعدة عرف اْنه القذافى.. ليس الشلحى وليس اْى اْحد اخر. واْن مرحلة جديدة.. قادمة اْيضا يعلم الله وحده بتفاصيلها الكثيرة.
فى تلك العشية... كان معمر فى ساحة الضريح الملاْى بالحشود والهتافات واللافتات والشعارات يقف خطيبا لمدة دامت اكثر من ساعتين. كان بجانبه مصطفى الخروبى وخلفه ادم الحواز وموسى احمد وعبدالفتاح يونس ومسعود عبدالحفيظ وجبريل الحداد وعلى الفيتورى خليفة واحمد المقصبى وامحمد المقريف ومفتاح الهنديانى ومبارك عتيق.
واسرة عمر المختار والجموع الحاشدة تهتف بلا توقف. ظل يعد الشعب الليبى بالرخاء والرفاهية والقضاء على المحسوبية والفساد والواسطة والرشوة وتحقيق الوحدة العربية وتحرير فلسطين. والتصفيق يستمر. ولكى يمحو كل اثر لمن كان معه فى سنوات قادمة سيزيل الضريح من الاساس لكى ذكر عمر المختار وذكر الرفاق من الضباط والجنود الذين خرجوا معه ذلك الصباح نحو الاذاعة ومرافق الدولة. وصوب مرحلة ستدوم اربعة عقود وعامين.
فى تلك العشية كان القذافى يرتدى بذلة عبدالمطلوب عزوز وكابه العسكرى. كان عبدالمطلوب وفقا للضبط والربط فى الجيش يشتهر بقيافته وحسن هندامه ومظهره. ماذا فعل القذافى لكى يحصل عليها؟ اقتحم غرفة عبدالمطلوب الغائب فى لندن.. زميله فى المعسكر والاْعلى منه فى الرتبة وجاره فى الغرف والذى اوصله وشقيقته منذ اسبوع الى المطار وودعه. اقتحم الغرفة مع زميله الاخر. الخروبى. عاثا فى الغرفة. قلبا محتوياتها. اختار احسن البذل وارتداها. الصورة هنا تختفى عن الاصل. ظهر بها مخادعا ومخاتلا امام الليبيين والعالم. الغدر والسرقة منذ البداية. مع الجار والزميل ورفيق السلاح.
نهاية سبتمبر الكئيب عاد عبدالمطلوب وتوجس ماهو مخيف. تم التحفظ عليه فى قاريونس. قال لى.. (وجدت الغرفة لاعبين فيها بكراع كلب!) ثم من بعد فى المستشفى العسكرى. لم يكلف باْية مهمة. لم يقترب ولم يتمسح. لم يطمئن لما حدث وفى 27 رمضان. ديسمبر 1969 قبض عليه مع العديد من الضباط واتهموا بالتخطيط لحركة ادم الحواز وموسى احمد.
تراْس المحكمة الاولى النقيب محمد نجم. لم ياْبه لاْية ضغوط. اتاح الفرصة للمحامين وكان من ضمنهم عبدالله شرف الدين ومصطفى الشيبانى. وكذا لاْقارب المتهمين لحضور الجلسات والزيارة. صدرت الاحكام فى 6. 8. 1970 وكانت متفاوتة. لم يحكم احدا بالاعدام. وكان ياْمل مع الايام عفوا وتخفيفا على الزملاء. عقوبة عبدالمطلوب بلغت ثلاث سنوات سجن والطرد من الخدمة العسكرية. وبرئت ساحة اخرين. وحين فاتح البعض القذافى فى شاْنهم صاح فيهم على الفور.. هؤلاء اصدقائى. اعرفهم اكثر منكم لاتتدخلوا بينى وبينهم!
ولم تعجب الاحكام القذافى. وبتنسيق وخبث ولعب وراء الكواليس كعادته المزمنة حرك بشير هوادى والريفى على الشريف مظاهرات مضادة للاحكام فى الليلة نفسها وطالبت باْقساها.. الاعدام. وكانت الاصوات فى كل الشوارع ترتفع قائلة: (موسى احمد والحواز.. عود اوقيد وشيشة قاز). هكذا هى الجموع الغافلة فى كل الاوقات. لاصوت للعقل ولاتحكيم له ولارؤية للمستقبل. ثم غير القذافى هيئة المحكمة. جعلها برئاسة عديله سليمان شعيب. وصدرت الاحكام فى 17 اكتوبر 1970. وكانت كما يريد. اعدامات ومدد اطول بالسجن. وصار الحكم الجديد على عبدالمطلوب 7 سنوات بالسجن. حكم مثل غيره اْيضا مرتين بمدد متفاوتة وبعضهم طاله الاعدام والمؤبد.
تجاوز مدة الحكم. قضى اطول منها الى مارس 1988. اطلق سراحه مع الكثير من السجناء. عندما زرته بعد الخروج كان هو عبدالمطلوب عزوز القديم. الضابط والمثقف. الموقف والصلابة. حسن الهندام والمظهر. لم ينل السجن منه وعذاباته. كان اْقوى. لم يجعل منه ذليلا. ولم يحرك فيه سببا للاقتراب اْو الاستجداء اْو المطالبة باْى تعويض. ظل على موقفه مثل كثير من الشرفاء. لم يتراجع. لم يقترب. اذكر اْن احد ادعياء النضال حدثنى قائلا.. (الى متى يظل عزوز هكذا. انه يمتلىْ حقدا وغرورا. عليه اْن يخفف من غلوائه. ليش مايتواطى شويه ويشوف روحه. يشوف حاله ومصلحته). لكن حال عبدالمطلوب ومصلحته كانت فى عزة نفسه.. فى شموخ الوطن من خلال امثال عبدالمطلوب وليس مثل ذلك الدعى الذى لم يتوقف عن الدحنسه والهروكة فى كل العصور.
فى السجن حصلت مفارقات. اتضح الرجال من السقط. بان كل شى على حقيقته. اشار لى عبدالمطلوب باْنه فى ليلة الغارة سمع البعض (الابطال الان) ! يصيحون ويقرعون الابواب فى مسكنة وذل.. طلعونا. نبوا ندافعوا عن القائد والثورة. لم ياْبه بهم احد. وكان عزوز يضحك ضحكا مثل البكاء!
بعد خروجه وبطلب من الخروبى استدعاه اكثر من مرة فى مكتبه بطرابلس وبنغازى. ساومه بناء على التعليمات بالعديد. رفض كل شى. قال له (مشكلتك ياعبدالمطلوب ان خشمك ديمه فوق.. وطيه شويه. خوك يبى يخدمك ويقصد القذافى!) اجاب باعتزاز رافع الخشم (ساْوطيه.. لكن لله فقط ياخروبى) ظل خشمه فوق. لم يساوم. كان الموقف صعبا وحساسا. المحاذير والاخطار والتنبيهات لاتنقطع. وعزة نفسه تكمل مشوارها امام كل المغريات.
كان ورفيقه حسين الصديق قريو اكثر صلابة من اى شى اخر. كان الخروبى كعادته السنوية يتابع مع (خوه) معمر قصة الثورة اياها وحكاياتها مملة. كل مرة بشكل. المهم اْن يبقى القذافى بطل الفيلم. تفه الاخرين. اشتراهم. احتقرهم. تجاهل ادوار الشرفاء. ضغط الخروبى كالعادة اْيضا عليهما كثيرا بتعليمات (خوه) لكى يظهر مع من ظهر فى الشاشة الخضراء من اْجل المدح واختلاق الاكاذيب. سقط الكثيرون فى الوحل وكذبوا وسخر منهم التاريخ قبل اْن يسخر منهم معمر طلب منهما اْن يقول باْن معمر كان بالغ الذكاء وضابطا ممتازا وانه كان ضمن هيئة التدريس بالكلية العسكرية معهما فى فترة من الفترات. ذلك تزوير ياخروبى. وانت تعرف ذلك جيدا. قالا له. ولم يخشيا الضغوط اْو الترهيب. غيرهما قال اكثر من ذلك. اكثر مما طلب منه!.
من ضمن المساومات اْيضا نقل اليه الخروبى عام 2008 باْن القائد اختاره سفيرا فى السعودية. رفض. عرض عليه اْداء الحج رفض وقال له اْديت العمرة وعندما تسنح الفرصة بجهدى ساْحج. اكد فقط على تسوية حقوقه المعلقة فقط عن خدمته العسكرية ولاشى اخر. ضغطوا عليه بضرورة الزواج. رفض. ذلك شاْن شخصى لادخل لكم به. نود مساعدتك وتجهيز ماتطلب. ظل عزبا. مداهنات ومساومات. عرف الامور من البداية. من قاريونس.
المواقف الجيدة هى خلاصة حياة الرجال. فى اليوم السادس عشر من اغسطس الجارى. كان حصاد الحياة الرائعة المشرفة. رحل عبدالمطلوب عزوز فى صمت لكن بشموخ ورجولة. رحل مواطنا عاديا شريفا شامخ الاْنف. ذلك مايعجز عنه اشباه الرجال. لان المواقف تتشابه عليهم ولايتحملونها.
رحل هنا فى بنغازى فى اليوم نفسه الذى رحل فيه على البعد.. هناك فى لندن حسن دهيميش. لوحتان عامرتان بالموقف واْحسن الامثلة. فى ماْتمهما فى بنغازى كان الحاضرون طوال الاْيام الثلاثة لا يتجاوز عددهم خمسة عشر رجلا.
فى بنغازى. فى ليبيا التى تجعل من اْشباه الرجال اْبطالا. من الصراصير طيورا ملونة. ولاتاْبه بوجود اْو رحيل الرجال. اْه ليبيا فقط!!
سالم الكبتى
مقال بعنوان الجيش والثقافة كتبه ونشره عبدالمطلوب عزوز فى العدد المشار اليه.
الصفحة الاولى من الحقيقة الصادرة يوم 8 اغسطس 1970 تتصدرها
احكام المحكمة الاولى برئاسة النقيب محمد نجم بتاريخ 6 اغسطس 1970.
عدد جريدة الثورة الصادر يوم 18 اكتوبر 1970 يحمل احكام المحكمة الثانية برئاسة
النقيب سليمان شعيب بتاريخ 17 اكتوبر 1970. اختلفت الاحكام عن المحكمة الاولى.