ما يحدث من عبث بحق الموروث والتراث الليبي شيء محزن فقد عرفت ليبيا بغزارة ارثها الثقافي الاجتماعي منذ القدم كونها من الشعوب القديمة تاريخياً. ففي كل يوم يتم الاعتداء على هذا الإرث من قبل دول الجوار وغير الجوار ونسب هذه الأشياء لهم. البعض يقول وماذا يعني وهي أشياء ليست ذات أهمية بالنسبة لهم ولكن بالنسبة للذاكرة والعراقة الليبية هو هام وهام جداً.
خرجت علينا اليوم فرقة كورال مصرية اسمها هارمونى وهي تؤدي مقطع من أغنية ليبية للفنان الجميل مصطفى البتير أبن مدينة درنة والتي تعرف لدينا بمدينة الثقافة والفن معتبره أن الاغنية للبدو (والمقصود مصرية بدوية). وهذه ليست المرة الأولي فقد سبقتهم الفنانة ميريام عطالله تغني أهلا بالجودة باللهجة الليبية.
وقد عان الكثير من المطربين والملحنين الليبيين من هذه الاعتداءات قديماً وحديثاً والتي ما تزال مستمرة. والاعتداء على الأزياء الليبية كما حدث مع مصممة الأزياء السعودية حين قامت بإضافة (الفرملة) الليبية وهي قطعة من الزي الليبي الأصيل للرجال بدون أي إضافة وبدون أي إشارة بإنها زي ليبي.. لتكتمل الصورة في نسب أكلة (المبكبكة) والتي هي تسميه طرابلسية بامتياز ونطلق عليها نحن في الشرق (مكرونة جارية) وملف الاعتداء كبير وقديم.
من المؤكد ان الليبي لا يمانع من ان يغني العرب اغانينا ولكن بأن يذكر أصحاب العمل. ولكن أن يستمر هذا العبث فمن المفترض ان تتحرك بعض الشخصيات المهتمة بتأسيس مظلة ينتسب لها كل المتضررين والموثقين للدفاع عن حق من حقوق ليبيا في عدم الاعتداء على موروثها الخاص بها.
ما أعلمه تماماً أن البعض سيسخر مما كتبت ويقول يعني (هذا بس اللي سرق من ليبيا) صحيح ولكن سرقت الذاكرة والموروث اكثر ضرراً لأنها تؤدي إلي الاندثار.
* مرفق تسجيل الأغنية الأصلية للفنان/ مصطفى البتير «سلامات ياسر يا عيون الجاسر».