ماذا تفهم حينما تعلن بعض القبائل الليبية الكبرى وعلى الملأ أنقسامها على نفسها بين مؤيد للمجلس الرئاسى ورافض له كما حدث أخيرا مع قبيلة العبيدات وقبيلة المغاربة؟ هل هذه لعبة سياسية تقوم بها القبيلة الواحدة على غرار "اللعب على الحبلين" لكى تحافظ على مكاسبها السياسية؟
جميعنا يعلم بأن جميع المناصب السياسية والسيادية والوزارات يتم أقتسامها وتوزيعها حسب قوة القبيلة ومكانتها وكثافتها العددية والمنطقة التى تسيطر عليها ،فعلى سبيل المثال "قبيلة المغاربة" التى تقطن بالهلال النفطى ،فلابد أن يكون وزير النفط من أبنائها ،ولكى تحافظ على هذه المكانة ،نراها تعلن أنقسامها على الملأ بين مؤيد للمجلس الرئاسى ومؤيد لحفتر ومجلس النواب.
أتفاق المصالحة الأخير الذى تم توقيعه فى تونس برعاية المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق مساء يوم الجمعة الماضية بين "وفد عن قبيلة العبيدات وأعيان عن مدينة مصراتة" والذى يهدف الى وقف الحرب فى بنغازى ،قد كشف ذلك الدور المزدوج الذى تلعبه القبيلة الواحدة التى يعلن بعضها دعمه للمصالحة الوطنية وبعضها الأخر يدعم الحرب والأقتتال ،فبعد الأعلان عن هذه المصالحة سارعت قبائل القبة لتصدر بيان لأعلان موقفها الرافض لما تم الأتفاق عليه فى تونس من مصالحة بين العبيدات ومصراتة لأنه تم برعاية المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق التى لاتعترف بها عبيدات القبة التابعة والمؤيدة لعقيلة صالح العبيدى الرافض للأتفاق السياسى ،وفى كلتا الحالتين سيكون مجلس النواب من نصيب العبيدات سواء الرافضين للرئاسى أو الداعمين له.
فى أجدابيا قال شيخ قبيلة المغاربة "صالح الأطيوش" أننا لانتبرأ من أبنائنا فى حرس المنشآت النفطية ولانسمح بمواجهتهم للجيش الليبى ،مطالبا أبناء قبيلته بسحب أبنائهم من حرس المنشآت النفطية المؤيد والتابع للمجلس الرئاسى ،قائلا نحن مع الجيش الليبى بقيادة خليفة حفتر ومع البرلمان بقيادة المستشار عقيلة صالح والحكومة المنبثقة عنه ولانعترف بالمجلس الرئاسى الى أن يتم أعتماده تحت قبة البرلمان.
وفى نفس الوقت حذر عدد من عقلاء وأعيان قبيلة المغاربة من أستغلال أبناء المنطقة فى الأقتتال فيما بينهم بخحة نحاربة الأرهاب الذى تخلصت منه منطقة الهلال النفطى بعد أن جرى تحريرها من تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الأرهابية ،كما طالب البيان القبائل الأخرى فى منطقة الهلال النفطى بالتوقف عن دعم أى مليشيا أو عمليات عسكرية وذلك بسحب أبنائهم ومنعهم من التعرض وأستفزاز قوات حرس المنشآت النفطية درأ لما قد ينشأ من أنشقاق وأنقسام بين أبناء المنطقة.
نتسائل: هل بالأمكان أن نعول على القبائل الليبية فى لعب أى دور أيجابى من شأنه أن يخرج ليبيا من أزمتها، أم أن القبائل الليبية قد حلت محل الأحزاب ،وبدأ الصراع بينها ،وكل قبيلة تحاول الحصول على المزيد من المكاسب السياسية ولو أدى الأمر بها الى أعلان أنقسامها على نفسها حتى لاتخرج من المولد بلا حمص كما يقولون أهل مصر؟
سعيد رمضان
متابع للشأن الليبى