الناظرالى تأريخ الجماعات الملشياوية فى بلادنا يلحظ الفرق الكبير فى تكويناتها تاريخيا.. وما على المراقب الا تتبع جذور تكوينات هذه الحركات التى زعزت كيان الوطن بنشرها صور الارهاب فى بعض الاماكن والتمرد عى المؤسسات الشرعية فى البلاد.. لآستيفاء المعلومة السياسية الممكنة لبناء أستراتجية معينة للقضاء عليها.. ففى مدينة (طرابلس) يمكن القضاء على هذه التجمعات التى أنتشرت فى المدينة خلال أسابع قليلة وليس كما حدث فى (بنغازى) أو فى (درنة).. فمن الملاحظ سرعة تلاشيها فى (صبراته)؟؟ بسبب انها لاتلك الارضية الاجتماعية الحاضنة لهذه الجماعات.
فالجذور التاريخية فى تكوينات هذه الجماعات تمتد وفق الارضية السيكواجتماعية فى المقام الاول.. حيث واكب الانعزال النفس الاجتماعى هذه الجماعات.. فالجماعات الاسلامية كانت تنزع الى أسلمة العالم العربى وكان الدكتور (عمر النامى) المنتمى الى الامازيغ المشيع الرئيس لفكرة الاخوان المسلمين فى ليبيا.. هذا الرجل وجد ضالته الفكرية فى نزع القومية العربية وهو يسير على درب الاخوان فى (مصر) المناوئين للناصرية.
فى الواقع هذه الجماعات لم تكن وليدة اليوم فكانت تتلقى فى بداية تكويناتها من الغرب وخاصة (بريطانيا) التى قدمت الدعم المالى واللوجستى فكانت (بريطانيا) أبان الخمسينات.. الراعى الاول لهذه الجماعات سوى فى ليبيا عن طريق السيد (شقلوف) ابان الحكم الملكى أو فى (مصر) لتكون واقيا للنظام الشيوعى الزاحف ابان الستينات.. فقد تبنت دول (الخليج) المناويئة للنظام الاشتراكى والمتحالفة مع الغرب ابان السبعينات تبنى الانظمة والاحزاب الاسلامية وتغدق عليها الاموال والمساندة ومن بينها نظام الاخوان وكانت (الكويت) الحاضنة الآولى ثم (قطر) التى خصصت لها ميزانيات لضرب التوجه القومى العربى.. وخصصت أذاعة (الجزيرة) صوتا للسيد (القرضاوى)؟؟.. ابان الثورة الليبية كانت كل الاعانات منصبة على هذه الجماعات عن طريق (قطر) عراب الاخوان المسلمين.. ثم (تركيا) المتأسلمة التى سيطر ساستها الآسلامين على مفاصل الحكم فى البلاد..
ولونظرنا الى الجغرافية السياسية للوطن الليبي لرأينا أن نمو هذه الجماعات كان وراءها الآقصاء الاجتماعى فكانت غير منخرطة فى النسيج الاجتماعى ولفها الاغتراب وكان معظم قادة هذه الحركات هم من أصول وافدة عن هذه البيئات وخاصة فى (بنغازى) وفى (درنة)؟؟ فلن تجد قادة من قبيلتى (العواقير) ولا (العبيدات) المستوطنة لهذه المناطق لهذه الجماعات.. فكان دأب هذه الجماعات البحث عن الذات التى فقدوها أثناء هجرتهم الى هذه الاماكن من (اسبانيا) و(الغرب) الليبي؟؟
عندما شكلت الدروع من بقايا الثوار كانت ذات مهام عسكرية ثم كونت (كونتات) صغيرة فى (الكويفية) وفى (غرغور) ولم تكن لهذه الجماعات الجناح السياسي بل تكونت كالطفيليات سعيا وراء السلطة والمال اى لم تكن لها توجهات سياسية مثل انصار الشريعة والاخوان.
فى (طرابلس) الامر أختلف كثيرا فهذه المدينة نسيج اجتماعها متباين ليس هناك وحدة اجتماعية رابطة مثل القبيلة أو التيار السياسي فكانت نزعة الفردية هى المسيطرة على المدينة من ثم سهل على مثل هذه المجموعات تكوين ثكنات عسكرية متناثرة لم تكن لها القوة العسكرية وهذه الجماعات فى غالبها لاتحمل فكر سوى مايمليها عليها الشارع.. وحتى جماعات (الغريانى) و(بالحاج) لاتحمل اى ثقل سياسي داخل المدينة الا من بعض الاشخاص الذين يتعاطفون مع هذه التيارات فمن السهل القضاء على هذه الجماعات دون عناء يذكر كما حدث فى (بنغازى) او (درنة)؟؟
د. سعد الاريل