منذ ان اعادت الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة بنيامين نتانياهو الى منصب رئيس الوزراء فيما يسمى بإسرائيل بدعم من العناصر الصهيونية المتطرفة بدأنا نشاهد شيئا جديدا لم يعرفه الكيان الصهيونى المغتصب لفلسطين من قبل.
ولعل أبرز مظاهر هذا الشيء بالإضافة إلى الاختلافات والانقسامات السياسية بين قادة الاحزاب السياسية الاسرائيلية و التنابز بينها بالألقاب وبالاتهامات هو هذه المظاهرات التي تضم عشرات الالاف من الإسرائيليين ضد "حكومتهم" الحالية برئاسة ناتنياهو.
هل بدأت ثورة الربيع الإسرائيلي.!؟
التطرف ليس جديدا في الكيان الصهيونى المغتصب لفلسطين. فكل قادة ما يسمى "باسرائيل" من بنغوريون الى جولدا مائير الى إسحق رابين الى مناحم بيجن الى اسحق شامير الى شمعون بيريز الى ارئيل شارون الى بنيامين نتانياهو كلهم كانوا متطرفين في تعاملهم مع ألشعب الفلسطيني ومع القضية الفلسطينية سواء كانوا من حزب العمال اليساري او من حزب الليكود اليميني.
ولكن يبدو ان بنيامين نتانياهو يريد ان يضيف الى التطرف الاسرائيلي مزيدا من التطرف و ربما يحاول ان ينقذ رقبته من حكم محتمل عليه بالفساد وسجنه بسبب التحقيقات الجارية في التهم الموجهة اليه. فهو يحاول عبر الاغلبية التي يملكها في "الكنيست" هو و من معه من اليمين الاسرائيلي المتطرف الحد من سلطة القضاء ومنع تنفيذ القانون اذا كان مرتكب الجريمة هو نتنياهو.. وهو امر لابد ان يكون مرفوضا من قبل المنطق السليم في كل زمان وفي كل مكان.
قد يختلف الربيع الاسرائيلي عن الربيع العربي اختلافًا كبيرا. فالربيع العربي كان يهدف الى الإصلاح بصفة عامة في البلاد العربية التي عرفت وعاشت هذا الربيع بعد معاناة شديدة من القهر والذل والفساد على يد بعض الأنظمة العربية الفاسدة كما كان يهدف في الأساس الى إقامة دولة القانون والحكم الرشيد في أقطار ثورة الربيع العربي.
وقد عرفت معظم الدول العربية المظاهرات المناهضة لبعض الحكومات العربية.فلم تكن ثورات الربيع العربي التي ابتدات في تونس ثم مصر وليبيا والسودان حتى حين، لم تكن مفاجأة لا للمواطنين العرب ولا للمراقبين الاجانب. ولكن ما يحدث في فلسطين المحتلة من قبل اليهود ضد "حكومتهم" كآن مفاجأة للكثيرين وهو أمر مهم ويستحق الدراسة والتحليل.
ان خروج الالاف من الاسرائيليين في مظاهرات ضد "حكومتهم" اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتانياهو يعني ان هؤلاء الاسرائيليين المتظاهرين قد بدأوا يخافون من الممارسات العنصرية لاحزاب اليمين الاسرائيلي المتطرف. ولا سيما بعد هذه المحاولة لتعطيل القانون فيما يسمى ”بإسرائيل”.. ما يعني ان هذا اليمين الإسرائيلي المتطرف قد بدأ يدق المسمار الأخير في ما يسمى بـ ”إسرائيل“.. ما يعني نهاية هذا الكيان الغريب والدخيل على هذه المنطقة العربية بنسبة مائة في المائة.. والتي يتعايش فيها منذ قرون كل اصحاب الديانات السماوية الرئيسية الثلاثة منذ نزول التوراة و الانجيل والقرآن.
ولم تبدأ المشاكل في هذه المنطقة المقدسة الا بظهور الحركة الصهيونية العنصرية فيها والتامر لاغتصاب فلسطين وتحويل اجزاء منها بفعل الجريمة والتهجير والقتل الى ما يسمى ”باسرائيل“.. بينما اسرائيل الحقيقي وهو النبي يعقوب عليه السلام بريئ مما يفعله بنو اسرائيل اليوم.
إن البقر تشابه عليهم في هذه "الدولة" المزعومة كما تشابه على بني إسرائيل قديما عندما أمروا بذبح بقرتهم المعروفة.! كما جاء في سورة البقرة في القرآن الكريم. سورة البقرة اية 67. فهم خليط من الروس والبولنديين والأوروبيين والامريكان والعرب والافارقة الفلاشة لا يجمعهم شيئ سوى الطمع و الجشع وحب المال وممارسة الربى و الزعم بانهم اتباع ديانة لم تعد لها علاقة بدين الله القيم الذي كتبه الله سبحانه وتعالى في الألواح لرسوله الكريم موسى عليه السلام و ان كان بعضهم يدعي انه من آهل التوراة.!! {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون الا كذبا} سورة الكهف اية 5.
هذه المظاهرات قد تؤدي الى عودة اليهود الذين هاجروا لفلسطين الى بلدانهم الأصلية في الشتات الذي كتبه الله لهم. كل منهم الى البلاد التي جاءوا منها.! فالشتات بالنسبة لهم قضاء وقدر كتبه الله سبحانه وتعالى عليهم بسبب كفرهم و ممارساتهم المخالفة لوصايا الله ونبيه سيدنا موسى عليه السلام لهم كما ورد في القران الكريم في كثير من ايات الذكر الحكيم. وهذا هو ما سيؤدي الى زوال ما يسمى ”بإسرائيل".
لقد ارتكب نتنياهو الخطيئة الكبرى ضد بني إسرائيل وسيكون هو السبب المباشر في زوال هذه "الدولة" المزعومة والدخيلة على فلسطين. فهل ستكون ثورة الربيع الاسرائيلي هي المؤشر الاول على قرب زوال ”إسرائيل" وعودة فلسطين كاملة الى أصحابها الفلسطينيين.!؟
ثورة الربيع الاسرائيلي هي بشائر لشعب فلسطين و للامة العربية كلها. وتضحيات ألشعب الفلسطيني لن تذهب سدى.. {وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون} سورة الشعراء اية 227. {حتى اذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين} سورة يوسف اية 110. فانتظروا إنا منتظرون.