ابتليت ليبيا في مرحلة ما بنوع التدين الوافد الذي لم نعرفه عند آبائنا وأجدادنا.. وهما نوعين من التدين، الاول متطرف يكفر الآخر المسلم لاثفه الأسباب وينقل صورة احادية متطرفة ساهمت في نشر التوحش بدلا من المجادلة بالحكمة والموعظة الحسنة كما امرنا الله سبحانه وتعالى، ولا يسعى للعمل بقدر سعيه اثبات كفر الدولة ومواطنيها فخرج للقتال والهدم والحرق.
وتدين اخر يسعى وراء السلطة في لباس الدين مستخدما الخديعة وعلى رأسهم جماعة الاخوان المسلمين التى انفضحت وفقدت روح الشارع بعد تجربة الحكم في بلد المنشأ مصر وحتى تونس وليبيا.
المشهد الاخر يمثل سياسة وافدة ايضا ثمتلت في معارضة نمت وترعرعت في الخارج وتمولت من أموال الضمان البريطاني في مدن بريطانيا وخاصة مانشستر وتزودت بجوزات سفر عدد من الدول العربية من خلال تعاون معلن مع المخابرات الأمريكية، كما اتعرف بذلك محمد المقريف شخصيا في لقاء له في احد القنوات الفضائية.
طرحت هذه الفئة شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان بحجة نقل نموذج الديمقراطية الغربي إلى شعوبهم، ولكنهم نسوا كل ذلك بمجرد وصولهم إلى السلطة ولم يختلفون عن سجانهم السابق واصبحوا هم السجان والقاضي معا.
بالمقابل ساعد النظام الحاكم سابقا من حيث لا يدري كل من التدين الوافد حيث أغلق المدارس القرآنية الوسطية التي كانت سائدة في ليبيا من الأسمري في زليتن والسنوسية في الجغبوب والزروق في مصراتة.. وغيرها.
ولم يراعي حاجة الإنسان البسيط إلى الدين خاصة الشباب فلم يجد أمامه الشاب الليبي الا تلك التيارات الوافدة لتستقطبه وتصرف عليه وتوفر له الشعور بالانتماء الديني المزيف وتستغل هشاشته المعرفية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
في السياسة لم تكن الأنظمة السابقة اكثر تسامحا مع معارضيها الذي تسكنه الأنظمة الديمقراطية في الداخل حتى لا يتم استغلاله للعمل ضد وطنه في الخارج والارتماء في أحضان المخابرات العالمية.
وهذا ما حدث، فعندما قامت الانتفاضة ولأسباب تنموية أغلبها شارك فيها الشباب الطامح لتحسين أوضاعه التنموية والتعليمية فاختلط على النظام بين المواطن الذي يسعى لتغير واقعه وبين العميل المجند للخارج وضربت بيد من حديد الاتنين معا.. فاختلط الوافد بالقاعد وفقد النظام ولائه الأخلاقي اولا قبل القانوني والوطني.
واليوم يسيطر تحالف المتدين الوافد مع المسيس الوافد على وطن فقد فيه المواطن الآمن والأمان ومسكن بسيط بكهرباء وماء صالح للشرب وابسط سبل الحياة ليعيش بكرامة في وطن يسوده التسامح وقيم العيش المشترك.