الدولة كيان سياسي يتكون من ثلاثة عناصر أساسية هي الشعب والإقليم والسلطة. إن العنصرين الثابتين هما الشعب والاقليم، والعنصر الوحيد المتغيّر هو عنصر السلطة.
عندما تنبثق السلطة من إرادة الشعب فهي سلطة خادمة للشعب خاضعة له تتغير وفق آلية شعبية، وإن جاءت السلطة بإرادة أحادية منفردة فهي سلطة حاكمة للشعب مخضِعة له ولن تتغير من ذاتها.
إن الشعوب الحيّة الواعية هي التي تصنع دساتيرها بإرادتها الحرّة وتختار السلطة التي تخدمها عن طريق الانتخابات المباشرة وتحدّد لها اختصاصاتها وفق الدستور وتراقبها وتحاسبها وتعزلها إن حادت هذه السلطة عن جادة الصواب، أما الشعوب الميّتة المتخلّفة فهي إما تصنع ديكتاتورا ليحكمها أو تستسلم وتخضع لمن يظهر ليحكمها من خلال قانون يصنعه على هواه.
الدستور الحقيقي تصدره إرادة السلطة التأسيسية الاصلية المطلقة وهي الشعب ويكون دستورا لصالح الشعب؛ وقد يتم إصدار دستور بإرادة السلطة الحاكمة التي تفرض سيطرتها بالقوة ويكون دستورها لتمكينها من استمرار ممارسة السيطرة تحت ظل "الشرعية الدستورية".
(إن دستور الشعب يحكم السلطة ويقيّدها أما دستور الحاكم فهو يحكم به الشعب ويكبّل حريته ويسلب إرادته. مشروع الدستور الذي أقرته الهيئة التأسيسية المنتخبة من الشعب نابع من إرادة الشعب الليبي ويجب على الجميع احترام إرادة الشعب وتمكينه من قول كلمته الفاصلة بالقبول أو الرفض من خلال الاستفتاء وصناديق الاقتراع).
حفظ الله ليبيا
2023/1/8