مقالات

د. فرج دردور

ليبيا بين مطرقة التطرف القبلي وسندان التطرف الأيديولوجي!

أرشيف الكاتب
2016/08/18 على الساعة 13:59

التطرف القبلي ويمثله مجموعة مشاغبة في البرلمان تتخذ من الحاضنة الاجتماعية حصن لها، وليس بالضرورة تمثلها، ولكنها تستخدم النعرة القبلية، والتعبئة الجهوية أسلوباً للحفاظ على مصالحها، التي ستفقدها في حال التوصل إلى وفاق وطني عام ينتح مخرجات لا تشملها.
الحاضنة القبيلة تفرض نظام المحاصصة على الدولة، الأمر الذي يحرم البلاد من كفاءاتها، فعندما يرفض العلماء والمثقفين أعراف القبيلة لأنها لا تواكب العصر، يلجأ الشيوخ إلى الدفع بأشباه المتعلمين نحو الواجهة، ويوفرون لهم الملاذ المناسب الذي يغطي فشلهم ويحمي فسادهم، ويساعدونهم على الهروب بالسلطة بعد انتهاء مدتهم.
التطرف الايديولوجي ويمثله بقايا المؤتمر الوطني المتحصنين خلف المبادئ التي فصلوها على ثورة فبراير، هؤلاء هم هجين من شيوخ دين يقدمون لنا دروس في التربية الإسلامية، كنّا قد تعلمناها في المرحلة الابتدائية، ونسوا أننا شعب مسلم على مذهب واحد، وفينا مليون حافظ للقرآن قبل ثورة فبراير.. وآخرين اندمجوا معهم نصبوا من أنفسهم أوصياء على ثورة فبراير، وأرادوا اختزال كل مناحي الحياة في طريقة تفكيرهم، حتى وصل الحال بأحدهم من التطرف إلى أن قدم مبادئ ثورة فبراير على الشريعة الإسلامية.. حيث طالب بأن تستقي الشريعة من مبادئ فبراير.
القاسم المشترك الأول بين كل المتطرفين هو: التمسك بالسلطة والخوف من نزع الصلاحيات التي منحتهم ميزات (بوفي مفتوح).. حيث قدموا مصالحهم الخاصة على مصلحة وطنهم، وصار من الواضح أنه لا يهمهم إلا الحفاظ على امتيازاتهم، حتى وإن (ذهبت ليبيا في ستين داهية).. وليس لديهم مشكلة بدفع الخصومة إلى انفصال الشرق الليبي عن غربه، فالبعد القبلي لا يتجاوز حدود القبيلة، والبعد الايديولوجي لا يتجاوز حدود المنهج الفئوي.. هذا على الأقل ما هو في بنات أفكارهم.. وفي جميع الأحوال هم أمنوا مستقبلهم من خلال ما حققته لهم مناصبهم، ولهذا هم متشبثون بها إلى حد يندى له الجبين.
القاسم المشترك الثاني هو: لا مجموعة فيهم تحمل أي برنامج للتنمية والبناء والتقدم، يستطيعون التنافس به مع من يخشون وصولهم للسلطة بنجاحهم، فخوفهم أن يقذفهم فشلهم إلى قاع التاريخ. فهذا يصرخ بحب ثورة فبراير، وذاك يصرخ بحقوق برقة، وليبيا بينهما تتشظى، والشعب مقموع لا يحرك ساكناً، ورغم أنهم لا يمثلونه حقيقة، فإنهم اخرسوه بعنفهم وإرهابهم.
وجهة نظري، عقلية التطرف لا يمكن أن تقدم سوى القتل والخراب والدمار، ولا يمكن أن يكون لها أي دور في البناء والتقدم.. وهذا معروف علمياً رغم أننا خضعنا لتجربة التطرف قصراً على مدى الخمس سنوات الماضية... فطرد كل هؤلاء من أي مشهد سياسي أمني، هو السبيل الوحيد إلى التوجه نحو مستقبل أفضل تحترم فيه أدمية الإنسان، وتتحقق فيه حرية حقيقية وعدالة ومساواة. عندها فقط سوف تستلم ليبيا مفتاح الحضارة.
د. فرج دردور

كلمات مفاتيح : مقالات ليبيا المستقبل،
البشير | 21/08/2016 على الساعة 10:52
مأساة وطن
الوطن يتعرض لمأساة و ما يؤلم اكثران شخص بدرجة دكتور و يدعي العلم و الدراية و التحليل لا ينظر للواقع المعاش على الارض و التركيبة القبلية للمجتمع الليبي و يحاول ان يفرض على وطن باكمله ان يقتنع بافكاره و هي ان نمحو من على الخريطة التركيبة الاجتماعية و الواقع و ان نرسم بدلها بالقلم مدن فاضلة، ايها الحالم الذي ليس يستيقظ عش حلمك و استمر في النوم فنحن نعيش في الواقع و هناك و عندنا الكثير من الرجال ممن يقدر على استيعابه و اصلاحه و استمر في احلامك الدكتورية
آخر الأخبار
إستفتاء
ما التقييم الذي تسنده لـ"السقيفة الليبية" (بوابة ليبيا المستقبل الثقافية)
جيد جدا
جيد
متوسط
دون المتوسط
ضعيف
كود التحقق :
+
إعادة
لمتابعة ليبيا المستقبل
جميع المقالات والأراء التي تنشر في هذا الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع