انحسار نشاط البعث. مظاهرات الطلبة عام 1964 واْثرها خلفت الكثير من الجراح بالرغم من اْن الدولة سوت الامر مع اْهالى الضحايا. وفى الذكرى الاولى لتلك المظاهرات يناير 1965 جعل الطلبة خاصة القوميين واجهة المدرسة الثانوية فى بنغازى التى شهدت الاحداث تحفل بالسواد. كتبوا بيت الشابى الشهير.. لاتسقنى ماء الحياة بذلة. طبعوا منشورا بالمناسبة فى اْحد محاجر قاريونس ووزعوه اْحياء للذكرى. بداْوا ينشطون فى كل الاتجاهات. اْنها بدايات فيما يبدو لخريف الدولة الملكية التى اْعلنت الاستقلال ونصح مليكها بالمحافظة عليه. وصدرت البترول وشرعت فى البناء والتخطيط لصالح الابناء. وكانت فى الواقع تخشى اْن يصاب بالعقوق.. اْو الفراغ الذى يقصم الظهر.
ثمة مجموعة حاولت خلال تلك الايام عبر حزب الشعب اْو المؤتمر الشعبى الذى جمع كل الاطياف اْن تعمل. لكنها لم تستمر. تقدم القوميون العرب الذين وصلوا الى ليبيا نتيجة للفراغ بعد البعث بعام. وجد فكر الحركة ونشراتها والدعوة لتحرير فلسطين من خلال هدم الانظمة الرجعية هوى فى عقول الشباب. والدولة فى كل الاحوال تتجنب الاحزاب.. تتحاشاها.. وتخشى نذرها. تشاهد وتعلم وتراقب مايدور عند الاشقاء اْصحاب التجارب الحزبية (العريقة !) والتجربة السياسية فى ليبيا ماتزال بسيطة وكانت الدولة تود الاتجاه الى التشييد وتوفير حاجة المواطن الضرورية اْولا.. وقبل كل شى اْخر فى منظورها القريب والبعيد. المواطن الذى ذاق الحرب والجوع والعطش والمرض والامية.. والذى شبع الان من البترول وتقدمت نحوه الاحزاب من الخارج. وظل الفراغ الكبير الموحش يفعل فعله. البلاد تعانى منه. الناس اْسترخت ونست الايام الخوالى. ظلوا يطالبون دولتهم بكل شى وهم يتفرجون وينتقدون ويلعنون فى الصحف والمقاهى ومدرجات الملاعب وفوق الارصفة وفى الحوانيت وفى سهريات الموتى. يستمعون الى صوت العرب والاناشيد. الفراغ جعل الليبيين نقادا واْساتذة ينساقون بسرعة وراء الدعايات والاشاعات. ينالون بعضهم بالتجريح والتخوين والشتم وتحطيم كل شى. الفراغ وحده واْتساع الهوه بين المسؤول والمواطن فى اْحيان كثيرة حالة اْنفصام فى كل السنوات.. واْستمر. صار المواطن هجينا يجمع فى شخصيته الشام ومصر والعراق واليمن دون اْن تسكنه ليبيا.. شخصية بلاده وهويتها.
تغلغل القوميون فى صفوف الطلاب ثم فى الجيش عند ما التحق بعضهم وتخرج فى الكلية العسكرية. كان بعضهم على علاقة بقيادات القوميين فى الداخل. وعندما سجنوا لاحقا كانوا يقومون بزيارتهم. اْنتشروا اْيضا فى قطاع البترول. فى الحقول والنقابات والشركات. الركيزة الاقتصادية الوحيدة للبلاد. كان التحرك سرا لكنه يبدو للبصر كثيرا. العديد من قيادات الحركة فى بيروت زاروا طرابلس وبنغازى سرا ونسقوا مع رفاقهم. حضر بعضهم مؤتمرات الحركة هناك. تدرب جملة منهم خلال العطل الصيفية على السلاح والقتال فى الخارج باْشراف تلك القيادات. منشورات الحركة وتعليماتها كانت تصل باْنتظام. اْغلبها يحض على العنف والثاْر من الرجعية على مستوى المنطقة. وظل العنف والتخطيط لتدمير المؤسسات وابار البترول غير مقبول لدى الدولة. اْزدادات الاجتماعات واللقاءات وتعددت الحلقات والخلايا والانصار. وواتت الفرصة مع اندلاع لهيب يونيو 1967. نشطوا بقوة وحين تم القاء القبض على التنظيم كان غير الليبيين فى الخارج. اْما اْبناء ليبيا فكان اْغلبهم ممن تحتاج اليهم واْصحاب مواهب وكفاءات ستخسرهم البلد وسيلبثون فى السجن : الجيولوجيون والطلاب والمدرسون والمحامين والشعراء والمثقفين.. والكثير.
لكنه الفراغ الذى يقود الى نهايات مؤلمة للاسر والوطن. وكانت الصحف تشهد العديد من الكتابات والنقاشات حول قضايا العروبة والجنوب العربى المحتل الذى تقوده الجبهة القومية. كانت على ارتباط بجورج حبش ونايف حواتمة ومحسن ابراهيم. اليمن الذى اْضحى جنوبيا واْضحى مواطنه العارى النحيف فى التواهى وكريتر ماركسيا بالرغم منه. ماذا تجدى الافكار فى ذلك اليمن. المجتمع القبلى والاسلحة والخناجر والنزاعات. وكذا فى ليبيا الارض المتباعدة.. ذات القبائل المختلفة اْيضا. هل ينفعها دستور ومبادىْ حركة القوميين العرب؟. هل سينجح تنظيم نشاْ فى ظروف تختلف عن هذين البلدين على سبيل المثال.. هل سينجح فى هذين البلدين؟!
عام 1967 وتداعياته كان بداية لحريق كبير فى المنطقة ثم فى ليبيا. اْتسع مداه منذ ذلك الصيف ولم يتوقف. د. وهبى البورى قال لى ذات مرة باْنه عاد ذلك الصيف حزينا من اجازته فى بنغازى الى نيويورك حيث كان ممثلا لليبيا فى الامم المتحدة. ومن الطائرة التى تحلق بعيدا عن بنغازى كان يشاهد اْثار الدخان الاسود التى تعم الرحاب كلها. شعر بالتشاؤم. كان قد التقى العديد من زملائه المسؤولين وحذر من شى قادم فى الافق غير بعيد. اْلمح بذلك ربما بزهو اْخر سفراء امريكا فى ليبيا.. الشهير ديفيد نيوسم!
بداْت التحقيقات فى ذلك الصيف اللاهب. اْلقى بوليس المباحث القبض على المتهمين فى درنة وشحات وبنغازى والزاوية وطرابلس وسلمهم الى النيابة. وكان هناك من غادر الى الخارج. وثمة تحقيقا بالاكراه واستعمال العنف. ثم اْنعقدت المحكمة فى اولى جلساته بمقر محكمة اْستئناف طرابلس يوم الاثنين 15 يناير 1968. دامت قرابة شهر. جلسات فى الصباح وبعد الظهر وحتى التاسعة ليلا. جلسات الاتهام والمرافعات والاستجواب والشهود. وكانت مرافعات المحامين عن موكليهم رائعة وقوية دافعت بشجاعة وحرية ووجهت دفوعها الى ما ورد فى لائحة الاتهام من النيابة واْستعملت كل الادلة التى تبرىْ المتهمين من النية فى اْستعمال العنف والسلاح. واْن الامر كله مجرد تاْثر بحركة فكرية تكاد تكون ميتة (مرافعة محمود نافع.. مثالا) واْستمعت المحكمة الى تلك الدفوع.
ونشرت صحيفة الحقيقة فى بنغازى مايتصل بذلك اْولا باْول كما كتب مديرها رشاد الهونى عدة مقالات مشهورة اْستدعت الغضب عليه.. وعليها. ووزعت منشورات سرية فى بنغازى تتهم الحقيقة بالعمالة والخيانة. كان رشاد على اتصال بمجريات التحقيق وماتسرب منها وفقا لاْعترافات المتهمين ومنهم كثيرون من اْصدقائه وكان يعتقد اْن الامر لايتصل بجهة خارجية فى بيروت واْنه تنظيم سرى كبير. كان يرى باْنه لايتعدى الحماس وردة الفعل على ماحدث فى يونيو. مواقف الحكومة والناس. اْصدرت المحكمة اْحكامها النهائية فى جلستها المنعقدة يوم السبت 26 فبراير 1968. رحلة اْشهر قضاها الشباب القومى المتحمس بين الصيف والشتاء. بين القبض والنقل الى طرابلس والتحقيق والتوقيف والسجن. معاناة لشباب جعلت منه متهما امام قضاء بلاده!
غير الليبيين: (محسن ابراهيم. جورج حبش. وديع حداد. هانى الهندى. محمد كشلى. زكى عبدربه. فيصل سعود. عدنان فرج) شخصيات قيادية متمرسة فى العمل الحزبى وخبرته. عملت من اْجل التكوين فى ليبيا واعداد الكوادر. اْسماء كبيرة لكنها بعيدة عن معايشة الواقع الليبى ومعرفته. تم الحكم عليها غيابيا. وفى المجمل فاْن كل الاحكام على الجميع تراوحت من ست سنوات الى سنه فاْقل مع دفع غرامات مالية مختلفة ومصادرة الاسلحة والوثائق وثمة اْحكام بالبراءة. خرج الكثير من السجن عند قضاء العقوبة. بعضهم اْرسل معيدا فى الجامعة لاْستكمال الدراسة فى فرنسا وامريكا وغيره عاد الى سابق عمله. كاْن شيئا لم يحدث. فى ابريل 1977 سينتقم القذافى من بعض هؤلاء. كان يعرفهم قبل سبتمبر ويزورهم بالسجن فى بنغازى وطرابلس. سيعلق اثنان منهم على اْعواد المشنقة فى بنغازى.. عمر على دبوب ومحمد الطيب بن سعود. سيظلان كذلك من الثالثة ظهرا وحتى التاسعة ليلا. الكل يمر ويشاهد.. بما فيهم القذافى نفسه الذى حضر لحظة الاعدام وشاهدها من اْحد مكاتب المصرف المركزى المقابل للساحة!
لعنة القومية طالت الكثيرين من اْبناء الامة. الانتقام والعنف. نهايات كانت مؤسفة ومحزنة دون شك. الدم يستدعى الدم. الفتك ياْتى بمثله. وتخسر الشعوب اْبناءها من الضحايا. كان القذافى يعتبر نفسه قوميا وفى 8 سبتمبر 1969 قارب رئيس العرفاء فى سلاح الهندسة محمد التومى بالراس على الذى يعرفه فى قاريونس وكان من شباب القوميين ويواصل دراسته الليلية فى بنغازى. قارب اْن يقتل القذافى الموجود تلك اللحظة فى طرابلس. حين اْقتحم الاذاعة وعرف بعد اسبوع اْن زعيم الحركة هو القذافى. كان يعتبره اْخوانيا. وليس من القوميين ! لكن الموت كان الاقرب الى التومى فى تلك العشية.. من عشايا سبتمبر.
والفراغ الذى حل بالبلاد واْضر بشبابها وجعله يبحث عن دور مفقود ولو من الخارج. فطن اليه على مستوى المسؤولية السيد عبدالحميد البكوش. كان قد فهم الموقف وتداعياته جيدا. تخرج من مصر وكان اْحد المحامين فى قضية حزب البعث واْتهم باليسارية خلال دراسته. وحين كلف بتشكيل الحكومة بعد استقالة السيد عبدالقادر البدرى كان 106 شابا من القوميين فى سير التحقيق ثم الاحكام. حدث ذلك فى عهد رئاسته للحكومة. اْدرك اْن الواقع الليبى هش مالم تسنده عودة للهوية والانتماء الى بلاده والالتصاق بالارض ومعرفة تاريخه والتحسيس بذلك طوال الوقت. برزت الدعوة الى الشخصية الليبية واْحيائها. كرر السيد البكوش اْنها لاتعنى الانسلاخ اْو الانعزال ولكنها رسالة الى بناء البيت اْولا ليكتمل بناء الامة بصورة شاملة. حوربت الفكرة ولم تجد صدى عند القوميين. اْعتبروها انفصالا عن الامة والقومية العربية. تحدث السيد البكوش فى خطبه ووضح فكرته فى تصريحاته وفى لقاءاته مع المثقفين وطلبة الجامعة والكلية العسكرية وكلية البوليس. اْستند على اْن ماحدث من اْستلاب لعقول الشباب يدعونا للاقتراب من الواقع.. من الارض. وننكفىْ على انفسنا ونعود الى الداخل لنفهم قاعدتنا بالضبط.
الفكرة بداْت منذ فترة بحثا عن الجذور فى كتابات مصطفى بعيو ومحمد بازامة وعبدالله القويرى على سبيل المثال. وتجددت بقوة مع البكوش وتداعى لها بالمؤازرة.. عبدالمولى دغمان ورشاد الهونى ومحمد حمى (بعد نشاط البعث) واحمد الصالحين الهونى واحمد بورحيل وعمر التومى الشيبانى وعلى فهمى خشيم.. وغيرهم. المقالات فى الصحف والنقاشات فى المدرجات والاندية وبرامج الاذاعة خاصة (ندوة الاذاعة) لبلقاسم بن دادو. واْصدار المؤلفات والتغيير فى بعض المناهج ومواد التربية الوطنية وتحية العلم فى المدارس وضرورة رفعه صباح كل يوم فوق المؤسسات والمبانى. واقامة معسكرات العمل التطوعى للشباب والفتيات. برامج بداْت وكانت مهياة للتطوير والنجاح. اْنطلقت خطوة خطوة.. ولكن غادر البكوش وغادر المشروع معه مبنى الحكومة!
غاب الملك عن البلاد فى رحلة طويلة اعتبارا من 12 يونيو 1969. وطال الفراغ الجميع. وزع المنشور الشهير فى يوليو.. ابليس ولا ادريس. كتبه ضابطان.. احدهما فى الجوازات والثانى فى الاستخبارات.. محسوبان على الناصريين. طبعه احد الاقارب فى شركة يونانية. سحب بالاستنسل. وزع فى بنغازى والبيضاء فى زفاف السيد عمر الشلحى وتولى ذلك الكثير من ضباط الجيش اْنفسهم. تلك العبارة لم تتقدم مظاهرة اْو مسيرة كما يتردد. وصل المنشور الى الملك.. وعرف اْن الامر لم يعد ممكنا. لقد وصلت الاحوال الى منتهاها. فاْستقال ونتيجة للفراغ لم تكن ثمة مبادرة من الحكومة اْو البرلمان لتدارك الفراغ ومعالجته. الكل سكت. والملك شعر باْنه اْدى واجبه وعليه اْن يغادر.. ويرحل.
وظل الفراغ يسيطر على الجميع. وظلت ليبيا تخسر شبابها اْياما وسنوات فى السجن فى التحقيق والمحاكمة. كان يرى اْن ذلك بداية التغيير نحو الامام لبلاده. والفراغ ينشاْ من الفراغ اْيضا. الكل يهرب من تحمل المسؤولية. الكل لايريد خطة اْو رؤية للبناء الوطنى وتحديث البلاد والعقول والنهوض باْبنائها بدل اْن يقعوا ضحية لظروف اْخرى هم فى غنى عنها ووطنهم اْيضا. هم اْقرب الى وطنهم من اْى اْحد اْخر.. وفى النهاية ظهر الوطن الليبى بمظهر العاجز البائس واْنسانه بصورة الفاشل الذى يغرر به ولم تعد فرصة للثقة.
وبعد سبتمبر اْيضا زاد هذا الفراغ. تقلص دور الوطن. اْختصر فى القائد وخيمته. تنكر لرفاقه وللجميع. اْضحت ليبيا مزرعة للسلطان. نقطة هلامية وسط دعوات القومية والوحدة العربية وتحرير فلسطين وافريقيا ونشر الاسلام. غدا اسم ليبيا مبعدا ومجهولا لايذكر. اقترن بالهدايا والعطايا والرشاوى والبترول. وليس بالانسان والحضارة والتاريخ والتراث. اْكتمل الطمس حين صارت ليبيا جماهيرية كل الناس كما يقال. وذلك الامر كان قاتلا ومقصودا. شحن المزيد من التخلف والاحقاد والولاء للقائد والقبيلة والتعصب لهما. واْضحى الانتماء لليبيا جريمة.
ثم حدث المتوقع. شباب فى اللجان الثورية يتمتعون مع اْولى القربى بالفكر الاخضر. لم يكونوا محرومين من شى.. كل مافى الكون طوع اْشارتهم. وشباب اْخر لجاْ الى كراهية الوطن الذى خلق هذا الدمار والكفر به وتكفير من فيه. اْستلبت عقله الافكار الظلامية. طورد وسجن وقتل. ودفع الوطن الثمن اْيضا.
فراغ ولد فراغا اْكثر وحشة ولعنة. وزاد المزيد من الانقسامات والصدامات والدماء. فراغ دائما يسده الخارج واْن اْختلفت الظروف والمقاييس. الان.. الفراغ الموحش اللعين يسده ويغلق ثغراته التكفير واعلان البيعات لمن هم على غير علاقة بالوطن ولايفهمون ظروفه.. الفراغ فى غياب الرجال الذين يشعرون بالانتماء الى الوطن.. ليبيا. وباْنها تقابل البحر وتستند على الصحراء وتجلس على براميل البترول.. فوق اْحزمة من النار والبارود.. الفراغ الذى ينتهى برؤية وطنية صادقة وعزائم لاتلين.. لتنتهى ازمتنا.. وينتهى خوفنا.. وصراخنا المكتوم!!
سالم الكبتي
* راجع الحلقات السابقة بـ (ارشيف الكاتب)
الليبيون يطالبون بالوحدة العربية الشاملة من الخليج الى المحيط. مظاهرة فى بنغازى عام 1963.
2 يناير 1965 المدرسة الثانوية فى بنغازى فى الذكرى الاولى لشهدائها
بنغازى الاثنين 5 يونيو 1967 علم الجمهورية العربية المتحدة يحملة المتظاهرون. فى الطريق الى النكسة
مدرعة انجليزية تحترق فى بنغازى امام سينما الحرية. 5 يونيو 1967
من مقالات رشاد الهونى عن تنظيم القوميين العرب فى ليبيا.
الحقيقة. العدادن الصادران فى 12 و19 اغسطس 1967.
من مقالات رشاد الهونى عن تنظيم القوميين العرب فى ليبيا.
الحقيقة. العدادن الصادران فى 12 و19 اغسطس 1967.
العدد 689. الحقيقة. 16 يناير 1968 نشر فى صفحته الاولى خبر وكالة الانباء الليبية
عن بدء محكمة 106 اشخاص من القوميين العرب فى طرابلس يوم 15 يناير 1968.
جزء من العددين لصحيفة الحقيقة الصادرين فى 7 و 12 فبراير 1967
به تفاصيل مرافعة الدفاع والمحامى العام فى قضية تنظيم القوميين العرب.
جزء من العددين لصحيفة الحقيقة الصادرين فى 7 و 12 فبراير 1967
به تفاصيل مرافعة الدفاع والمحامى العام فى قضية تنظيم القوميين العرب.