شاركنى صديق، قصيدةٌ أستاذٌ جامعىٌ شاعرٌ مرموق، جادت بها قريحته فَرَحاً بعهد (الربيع) وأستهجاناً لعهد (الصحراء) كان ذلك فى مطلع الخمس العُجاف الماضية, مقدمة العشرالأعجف السوداء الحالية، التى دخلناها مُنذ فبرايور 2016، والتى حسب مطلعها> لن نصل نهايتها، إلا وقد مات وتهجرأغلبنا، ومن تبقَّى مِنـَّا سيعيش مسخٌ فى دولتين... أشْعرَ الشاعرُ، وحَلُمَ بربيع ظـَّاناً أنه يخّتالُ ضاحكاً، لم يلحظ الشاعر، كيف يضحك ربيع يقوده ليفى، الذى خرجت الدهماء، تحتضنه وتقبل عظام خدوده، بميدان المحكمة ببنغازى مروراً بالبريقة واجدابيا ومصراتة وصولاً للزنتان، ونحن الفبرايوريون حاملين ليفى على ظهورنا، وارجله تطبطب على مؤخِرَاتُنا، كما أعلام الأستعمارات العجمية والعربية خفاقة فوقنا، ونحن نصلى بالميدان الثورة، حامدين الله على نعمة استجابة أستعمار الربيع على أجتياحنا (نحن الليبيين أول شعب، يبتهج برفع أعلام مُستعمريه فى أيامٌ غبراء؟!) بذلك عبَّرنا بحق، عن قول هيرودوت "من ليبيا يأتى الجديد".
القصيدة عَبَّرت حينها عن فرح مُزيف (وتُعبِّر حالياً عن غباؤنا جميعاً بما حيك لنا) ... لم يعى صاحبها وأغلبنا معه، ان مصدر الهامه وهمٌ، خَدَعه به بعضُ طُلَّابه، من سماسرة الأستعمار منـَّا، حيث ضننـَّا وضنَّ من أشعر، ومن رقص ومن انتشينا بعار حمل ليفى على مؤخراتُنا (؟!) انه ربيع زهورٌ وزهوٌ فخيرٌ وحرية، حتى تبدلت ضحكه الربيع، فكشر عن انيابه، فغدرنا، وانفجر فينا وبنا قتلاً وتدميراً، وتناثرالأحياءُ والحياءُ منـَّا فى الداخل والخارج، وفقدنا عُذرية الوطنية، بفحولة كل ذئاب أستعمارات الدنيا... كان من ضَيَّع نفسه ومات، ومن أشعر، ومن هتف للربيع الأسود> صادقى النوايا تماماً، كضحايا أى كامرة خفية، حتى اكتشفوا ونحن معهم... انّنا هلّلَنا لأستعمارُنا، وفقدان شرفنا ووطنُنا... نعم حصل معنا تماماً، مثلما حصل مع سيدة طلـَّقت زوجها، من آجل الأطفال، فأصابها بالعهد الجديد حملٌ كاذبٌ، فرح لها ومعها كُلَّ أهلُها، زغرتن النساء، وابتهج الذكور (الرجال)... وذاب الثلج وبان المرج، وعرف الجميع ان الحمل (سبب ترك الزوج السابق) كاذبٌ كاذب، يـَـاااا ولدى، وتحولت الزغاريد الى بُكاء، وحبور الذكورالى حُزنٌ مُستطيرٌ لا قرار له.
يبقى ان للسيدة أملٌ فى حملٌ آخر، أما أحلامنا بأسترجاع الوطن حراً غير مُستعمر ولو مع أسوأ دكتاتور فى الدُنيا، لن تتجاوز 0.1%، كما أمل عودة الليبيين ليبيين، أصبحت عود دخان يااااا ولــدى (أستعمارنا الحالى، أسوأ من أى أستعمار سابق) وإن عاد الوطن، فلن يكون إلا فى شكل جسد مُنهك، لسيدة، سَبـَّب، ذيوثى/شواذ أهلها، من حُذاق دامعين وبيوعى أستعمارات، فى اغتصابها من كل استعمارات الدُنيا... (أذا؟) عادت لبيتها، فستجد مغتصبيها جالسين بصدرالبيت، وستتيقن حينها، انهم أغتصبو معها البيت والوطن، وانها لن تعود هى، ولن يعود اهلُها شُرفاء، فالشرف كعود الكبريت، وأهو ولع فى فبرايور2011 وفقدنا شرفنا ووطنُنا، وطنٌ وشرف وطئهما كل شُذاذ أفاق الدُنيا، لن يعود طاهراً، لأن جين الذيوثين منـَّا الليبيين، غلب على جين الرجال، وأننا بقينا فقط بشبه ذكورة، لتمييز جنس الذكر من الأنثى... ماتت الغيرة فينا، فضعنا وضاع شرفنا ونخوتنا، وضاع الوطن معهم... أنـَّا لله وأنـَّا أليه راجعون، ولا عزاء للذيوثين.
عبد المجيد محمد المنصورى
[email protected]