![]() |
عشية امس الخميس الثامن والعشرين من يوليو انطفأ فجأة قلب شاعر متوهج بالحب والحياة.. مكتبة ومعرفة متنقلة.. من جيل الثلاثينات الليبي الذي حمل في صدره التعلق بوطنه ليبيا وناسها.. رحل الشاعر والمترجم محمد مختار السباعي عن عمر بلغ ستة وثمانين عاما. ومن خريجي الدفعة الثانية في الجامعة الليبية الوليدة عام 1960.
السباعي من المدرسة الشعرية الليبية المعاصرة التي جددت في موضوعة الشعر وهموم الإنسان وشكل احد اركانها المهمة في الخمسينيات مع زملائه: علي الرقيعي وحسن صالح ومحمد المطماطي وعبدالسلام قادربوه وخالد زغبية. قصائده نشرها تلك الاعوام في مجلة الضياء ببنغازي ثم في مجلة الإذاعة وفي صحيفة الحقيقة وغيرها.
السباعي من اصواتنا الشعرية الكبيرة وقصائده غفل عنها الدارسون والنقاد والباحثون وهي تنتظر الجمع والاصدار.. وكان مترجما في لغة راقية وعمل دبلوماسيا في وزارة الخارجية الى تقاعده.
تواصلت معه كثيرا بالنقاش والحوارات المفيدة التي استفدته منها وكان اخرها ذلك التواصل عبر النقال في عيد الاضحى الماضي.
شاعر يتوهج بالحياة والمودة.. ذلك هو محمد السباعي الذي يرحل دون اهتمام من وطنه الذي اخلص له ومن مثقفيه الذين يجيدون الكلام الكثير دون القليل من العمل.
العزاء لكل الشرفاء في محمد الشاعر الكبير والى اسرته ومحبيه وعلى الاخص شقيقه الصديق الدكتور الفنان عبدالله السباعي.. ثم العزاء لليبيا في رجالها الذين يغادرون وتغفل عنهم في زحام اهتمامها بالتافهين.