لا نعنى بالكبار فى ليبيـا وسوريا أو فى سِواهما، ضحايا الباقة الأولى من دول الربيع الخمسة، انهم كبار السن، ولا المقام... ولكن للأسف، كبار مُجرمى / بارونات أوسخ حرب ببلداننا، الذين هم على رأس الكتائب والميليشيات العسكرية ومن يمولهم ويفتى لهم... ففى ليبيـا، يرى قتلة شعبهم، وناهبي اموال الأحياء منه، الذين يرون لربيع مُوَّرِثَهم فينا ليفى، فوائدٌ هى وقفٌ عليهم، حيث تُجار الحروب (قتلاً ونهباَ) يتحولون مع الزمن، بفعل نشوة أجرامهم، الى دراكولات، تمتص دماء شعوبها، وكلما سيطرت ونهبت، تتفتح شهيتهم أكثر، وتشتد قوة ماكينة حصادهم للأرواح والثروات، التى وقودها الحصرى أبناؤنا، الذين تعتصر لموتهم قلوبنا، وتدمع لفُراقهم مآقينا، وتنتحب الأمهات والأرامل بأصوات الحزن عليهم صباح مساء.
نعم، صال ليفى وجال بمُدننا على طول الساحل الليبى، أضرم ليفى شُعلة نار مؤامرة الربيع، وعمَّدَ قوائم أسماء العُملاء من بارونات ميليشيات القتل (عسكريين وسياسين) ورجع أدراجه، حيث أستلم اخوتنا / أبناؤنا، الليبيين، الذين عاشوا وعِشنا معهم، كجيران / أتراب طفولة، وزملاء دراسة، ولم نظن يوماً، اننا نعيش مع سواعق، سيوحولوننا يوماً الى وقود جهنم دنياوية، تأكُلنا وتحرق كل أخضر ويابس بالوطن، من أجل تحقيق سيطرتهم على الثروات والسلطة، فى بلادنا التى شَرَّفها اهل الربيع بتضمينها قائمة اهداف شرقهم الجديد، الذى وقوده صِغارنا / فلذات أكبادُنا، ليعيشوا هم ويهنأو مع صغارهم وما ملكت آيمانهم (زوجات ومعشوقات) ونعيش نحن دوام الحزن والنحيب، والعزوبية والترمل، والمرض دون علاج، وشظف العيش بلا كرهباء.
سيستمر مسلسل تصفيتنا، وضربنا ببعضنا من أجل تدمير نسيجنا الأجتماعى، طالما، أستمر استغفال دراكولات الحرب ببلادنا لعقولنا نيابة عن أسيادهم، أهل الناتو، وإيهامنا، بأننا فى ثورة (ربيع؟!) مستغفليننا بعبارة من آجل حماية أهداف الثورة (؟!) لابد ان نستمر فى تقديم قوافل الموتى، على غير طاعة ألله (موهميننا أننا شهداء!!!) متناسين قول الرسول بان المتحاربين من المُسلمين، القاتل والمقتول منهم فى النار... ولم نفكر فى لحظة، ان الموت وقفاً على ابناؤنا، والحياة والأموال وقفاً على أبناؤهم الصائعين بالقاهرة، وتونس والأمارت وقطر وتركيا، ولندن وأمريكا...الخ، أما الأباء (كبار قوم الربيع) من حُذاق فبرايور، وقادة الميليشيات التى تقتُل وتُنَّزِح وتُهجِّر وتُدمِّر، وتحرق مرافقنا بكل مُدننا، وتهرب نفطُنا، وتجلب لنا المُخدرات، والأدوية والأغذية منتهية الصلاحية، فلا يموتون جسدياً، وأن ماتت ضمائرهُم، بل أحياء بالربيع يرتزقون.
اللهم أزل الغشاوة على قلوبنا الممعوصة، لنرى وكلاء أعداء الأسلام، من ناعقى ثورات (الربيع) من أبناؤنا (الأشرار) أمراء حرب هلاكُنا، فنتيقن اننا لسنا فى ثورة على الأطلاق، إذ نحن أصلاً عاجزى جنس الثورات بمعنى ثورات، فمن أين ننجبها إذاً... أنها ليست ثورة، بل أنثى ثور هائجة، تفتك بنا الى آخر واحدةٌ وواحدٌ منـَّا... فلنَجُزَّ رؤس القَتَلة والمُفتنين منـَّا الليبيين (زوراً) الذين لا يرون فى صغارنا، سوى وقوداً لنار حرب اسيادهم علينا، فيُجنِّدون أبناؤنا، تحت سَمعُنا وبَصَرُنا، برضانا أوغصباً عنـَّا، غاسلين ادمغتهم، بكذبة الجهاد من آجل الوطن (؟!) فيسوقونهم كالمُخَذَّرين لجبهات الموت، ولا يرون فى بناتهم وابناؤهم إلا وارثين لليبيـا بما فوق ارضها وتحته، براً وبحراً، أللهم أمين.
عبد المجيد محمـد المنصورى
[email protected]