استدعاء الأمير محمد حسن الرضا رئيسا مؤقتا لليبيا، المخرج الوحيد للازمة الليبية
انه لم يعد ممكنا الاستمرار في تضييع مزيد الوقت والجهد، فالليبيون اليوم محتاجون الى معجزة بحجم وصفة سحرية تعيد اليهم وعيهم الذي غاب ورشدهم الذي ضاع!، الليبيون اليوم ما احوجهم الى من يلم شملهم ويحقق لهم الحد الأدنى من الوفاق، بما يمكنهم من انقاذ انفسهم وبلدهم الذي ينهار مطلع كل شمس، لقد ضاع الدليل وتاهت سفينة احلامنا في بحر لجّي لا قرار له، نبحث عن شاطئ ترسو فيه سفينتنا فلا نجده الا امتدادا لأفق أزرق بين سماء وماء ازرقين لا ينتهيان؟!
لم يعد محتملا ولا مقبولا التباطؤ او الانتظار، فحين يشتد الألم ويتسع الجرح وتعتلي لغة البارود والنار منابرنا، ويصبح الموت والدمار عنوانا لتراجيديا وطن يتآكل وشعب يحتضر، تتراجع لغة العقل والرشد حتى تخبو جذوتها وتتلاشى وراء ذلك الدخان والضباب، المنبعث من ركام وحطام سفينتنا الغارقة التائهة، حين تحكم المكان والزمان سلطة الجنون والطيش مصدرها السفه الاغرار المتدثرون بأردية الدين والوطنية! ينسجون خيوطها من سخام العبث في زمن العبث والفجور، يكون الاستمرار في المشوار جرم اكبر من الجنون، ونزق جامح للانتحار الجماعي على ارصفة القهر والذل والاستكانة!
بدون مكابرة وبدون عناد وبدون اطناب، لم تعد امامنا خيارات تصلح للخروج من ازمتنا، فقد استنفذناها كلها وافشلناها كلها بعلم او بجهل! لم يعد ممكنا ان نتوافق او نقبل بعضنا بعضا، فقد اوغلت سنوات الحرب والتقاتل بيننا سكينها الدامي، وما عاد لجرحنا ان يلتئم، ونحن على هذه الحال من الانقسام والخلاف، لم تعد امامنا الا فرصة واحدة يتيمة هي فقط دون غيرها يمكن ان تحقق لنا شيء من التوافق المفقود في حده الأدنى، فالجود بالموجود!، انها فرصة واعدة تلوح في افقنا فحري بنا استثمارها واقتناصها قبل فوات الأوان!، أيها الليبيون حكّموا عقولكم وعودوا لرشدكم وسارعوا الى استدعاء السيد محمد حسن الرضا السنوسي، نجل ولي عهد المملكة الليبية سايقا ليكون رئيسا لليبيا لفترة مؤقتة.
ان استدعاء نجل ولي عهد مملكتنا السابقة ليكون رئيسا مؤقتا لليبيا، خلال مدة انتقالية لمدة أربع سنوات، هو الخيار الوحيد الذي اجده اليوم مناسبا للخروج من مأزق الازمة الليبية المستحكمة، اذ لم تعد هناك مخارج أخرى ممكنة، فقد سدّت الطرق وأغلقت الأبواب! ان اعتبارات هذا المخرج ليست مجرد هواجس وامنيات او رغبات عاطفية منعزلة! بل لأنها من وحي الواقع البائس المعاش، ومن رحم تفاعلاته على الأرض خلال مسيرة خمس سنوات عجاف مليئة بالحرب والدمار! انها تستند الى جملة من الحقائق والمعطيات التي يتأثر بها هذا الواقع الليبي المأزوم، ولعل من أبرز تلك المعطيات ما يلي:
1- السيد محمد حسن الرضا هو وحده من يتميز عنا جميعا بميزات ليس لنا فيها حظ!، فهو لا ينتمي لأي قبيلة من قبائلنا حتى يتأثر بها وبمطالبها واعتباراتها الضيقة!
2- وهو كذلك لا ينتمي الى أي تيار سياسي او ديني حتى يتأثر به وبأجنداته الخاصة!
3- وهو وحده الذي عاش ويعيش خارج الوطن حتى الآن ولا يمكن احتسابه على أي من انصار سبتمبر ولا فبراير
4- والاهم انه هو وحده الذي يتمتع بقبول عام من جميع الليبيين دون استثناء حيث لم تكن له عداوات او حزازات مع الجميع.
تلك الميزات لا تجتمع الا في شخصه فقط دون غيره، لذلك يكون امر استدعائه - وهو المبتعد زهدا عن كل أمور السياسية في ليبيا - امرا حسنا ويكون تكليفه برئاسة ليبيا لمرحلة انتقالية انقاذا للوطن لا تشريفا له، حيث يؤمل ان يتم خلالها إرساء اركان ومؤسسات الدولة الليبية واعتماد دستورها التوافقي الجديد، وحتى يمكنه من ممارسة عمله وتحقيق مستهدفات المرحلة ينبغي اخذ في الاعتبار ما يلي:
• ان يتولى السيد محمد حسن الرضاء حكم ليبيا لفترة زمنية مؤقتة قدرها 4 سنوات وتعطى له كل الصلاحيات الرئاسية في اختيار وتكليف كل المناصب السيادية العليا في البلد وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة بناء على استفتاء عام من الشعب الليبي.
• يتولى الرئيس تشكيل حكومة ازمة من قبله لإدارة البلد.
• يتم اجراء انتخابات نيابية خلال 5 شهور من توليه مهام الرئاسة لانتخاب المجلس النيابي المؤقت للدولة ولمدة اربع سنوات.
• يلغى ما يسمى بالإعلان الدستوري ويتم العمل بدستور 1951 المعدل في 1963 بعد تعديل المادة المتعلقة بالوراثة وتستبدل عبارة "المملكة الليبية" بعبارة "الدولة الليبية" أينما وجدت، ويسمى "الدستور المؤقت للدولة الليبية".
• يعمل بنصوص الدستور المؤقت فيما يتعلق بشئون الحكم المحلي وتقسيم الدولة إداريا من حيث المحافظات والبلديات.
• يجمد العمل بكل المواد المتعلقة بمجلس الشيوخ والتشريعات ذات الصبغة الدائمة.
عبيد احمد الرقيق
[email protected]