المواطنة ليست كلمة تلوكها الألسن..!! المواطنة مبدأ انساني وقيمة حقيقية وواقعية..!!
الرسالة: إذا لم يكن هناك صوتاً قوياً في أعلى هرم السّلطة يمثّل الفقراء والمحرومين من أبناء الشعب، ويدافع عن المرأة والشباب، والمكونات الثقافية واللغوية، والأشخاص ذوي الإعاقة، فالنتيجة هي رفض اصدار أي قوانين تضمن حقوقهم الأساسية والمكتسبة، بل تصدر القوانين التي تكرّس لزيادة جشع الأغنياء والبورجوازيين والمتعطّشين للسّلطة.
مثال واقعي: لنا في قانون "اوباما كير" المتعلّق بالرعاية الصحيّة للملايين من أبناء الشعب الأمريكي والذي رفض الكونغرس أكثر من 50 مرة التصويت عليه نتيجة لضغوطات الأعضاء "البورجوازيين"، ولكن وحتى بعد إقراره أخيرا في الكونغرس، طعن البورجوازيون بعدم دستوريته أمام المحكمة العليا والتي أقرّت "مبدأ المواطنة الحقيقية من حيث عدم تسلّط الطبقة البورجوازية"، ورفضت الطعن بعدم الدستورية. هكذا ربما قد تصل الرسالة لكل من يتحدّث عن المواطنة فقط لتفريغها من محتواها الحقيقي، لأنه من الضرورة أن يكون هناك دائماً صوتاً في أعلى هرم السّلطة للمطالبة بحقوق المحرومين والفقراء في كل مدينة وبلدة وقرية وواحة. لقد كان المحرومون في أميركا محظوظين لأن صوتهم في أعلى هرم السّلطة كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسه، وهو بكل تأكيد يعرف معنى الحرمان الحقيقي...!!!
السؤال: هل يمكن لأي بورجوازي أن يطالب بحقوق المحرومين؟
أ. عمر النعاس
(عضو الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور)
22/7/2016