المواطنة: مبدأ وليست شعار أجوف، وهي كلمة حقّ يتشدّق بها البعض يراد بها باطل، فليخسأ الباطل..!! المواطنة الحقيقية ليست تمثيلاً عددياً، هي ليست عدد رؤوس...! إن المواطنة الحقيقية هي: انتماء وقيمة وعطاء ومشاركة.
عند البورجوازي: المواطنة هي عدد رؤوس.. وتعني هو فقط، أي ربط المواطنة بالأنانية والتعصّب والكِبَر القابع في الرأس. المواطنة عنده هي أن يعيش الغني المليونير، ويموت الفقير المحروم..!!
السؤال: هل المواطنة تعني أن مواطناً يسافر إلى أرقى مراكز العلاج في العالم لإجراء عملية تجميل في حين أنّ آلاف المواطنين يتزاحمون على المكاتب الصحية بتونس والقاهرة لمعالجة أمراض مستعصية؟ هل المواطنة أن يعيش البعض حياة البذخ والرفاهية خارج الوطن ويحرم الآخرون من الأكل والأمن داخل الوطن؟
مفهوم المواطنة يكون مزيّفاً عندما يتضمّن حرمان الناس من حقهم في المشاركة الحقيقية في تدبير شؤونهم السياسية والعملية. إنه مفهوما مزيّفاً لتعارضه مع المبدأ الإنساني: (المساواة في الحقوق والعدالة في التوزيع).
العدالة في التوزيع: تتطلّب تمثيل حقيقي وفعّال في أعلى هرم السّلطة لتحقيق مبدأ التوزيع الأفقي للسلطة لضمان حصول كل مواطن على حقوقه وتوفير الخدمات له بأيسر الوسائل. لأن الدولة يجب أن تكون خادمة وحارسة للمواطن وليس أن يكون المواطن عبداً للدولة... المواطن الحرّ هو من يمارس حريته السياسية ، ويكون له كلمة حقيقية وفعًالة في تقرير مصيره...!!
أ. عمر النعاس
عضو الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور
22/7/2016