مقالات

محمد بن غلبون

هل فعلاً غدَر "عربّ بنغازي" بـيهودهم؟

أرشيف الكاتب
2021/08/20 على الساعة 09:43

هناك صورة مغلوطة عالقة في أذهان الكثيرين حول حدثٍ تاريخيٍ لمدينة بنغازي يكاد أن يتحول إلى حقيقة تاريخية ثابتة بسبب عدم تناوُلَه بالبحث والتمحيص وتوثيق الصحيح منه وفرز ما هو دون ذلك ودحضه.

فالصورة التي تعشعش في أذهان أغلب الناس هي أن مجتمع المدينة كان يضم جاليةً يهودية عريقة ضمن مكوِناته المتعددة، تعايشت بسلام وأخوّة وتراحم مع المجتمع بشكل عام في السراء والضراء، محافظةً على هويّتها ومتمتعةً بكامل خصوصياتها الدينية والاجتماعية بلا تمييز -سلبي أو إيجابي- ولا تفرقة عنصرية أو عرقية... وأنه، فجأةً، وبلا سابق إنذار وتحت ظروف معيّنة، غدَرَ "عرب بنغازي" بهم، فانقلبوا على إخوانهم وجيرانهم اليهود في يوم 5 يونية 1967، واعتدوا عليهم وعلى أرواحهم وممتلكاتهم ضاربين عرض الحائط بأمانةِ نبيّهم (صلى الله عليه وسلم) وبأصول العلاقة التي ربطتهم بإخوانهم على مدى قرون عديدة منذ أن نشأت المدينة وتوسعت وتطوّرت!!

يتوهمون هذه الصورة، ولكنها غير صحيحة بكل تأكيد، في بنغازي تحديدا... وأنا هنا أتحدث فقط عن مدينتي بنغازي، وعن "عربّ لبلاد" كوني عاصرت ذلك الحدث وكنت شاهد عيان على أحداثه منذ بدايتها وحتى نهايتها في ذلك اليوم المشؤوم.

فهناك خلفيّة مهمّة لا يمكن إغفالها عند التعاطي مع هذا الملف الشائك والمؤلم، وينبغي استحضارها لوضع المشهد في نصابه الصحيح واستحضار الظروف والملابسات التي كانت سائدة في تلك اللحظة من الزمان.

فقد طرأ تغيير سكاني في غاية الأهمية أثّر على تركيبة المجتمع البنغازي قبل تلك الأحداث بعامين تحديداً!... ففي صيف سنة 1965 أعلنت الدولة الليبية عزمها على الشروع في تنفيذ "مشروع إدريس للإسكان"، وتشييد 100 ألف وحدة سكنية في مختلف أرجاء المملكة، كان نصيب مدينة بنغازي منها خمسة آلاف وحدة سكنية تم بالفعل العمل على بنائها لتوزيعها على محتاجيها من المواطنين.

وبمجرد أن أُعلن عن ذلك المشروع توافدت أعداد هائلة من سكان القُرى المحيطة بالمدينة عليها وشرعوا في بناء أكواخ من الصفيح في الأراضي الفضاء من حولها -غير آبهين بحقوق مُلاك تلك الأراضي- شكلت حزاماً محيطاً بها وأقاموا فيها بغرض الضغط على الحكومة لاعتبارهم ضمن مستحقي تلك المساكن ... فامتلأت مدينة بنغازي في فترة وجيزة بوافدين لم ينشؤوا فيها ولا يعرفون تقاليدها الموروثة جيلاً بعد جيل، ولا المواثيق -غير المكتوبة- التي تحكم العلاقات بين مكونات مجتمعها المتباينة، ولا يقدّرون خصوصية مكونات مجتمعها المتعدد والمتجانس... وقد كان يهود المدينة بالنسبة لهم مثل بقيّة سكانها القُدامى، سواءً كانت أصولهم عواقير، أم من غرب البلاد أو جنوبها، يملكون -بدون وجه حق في نظرهم- المتاجر والسيارات، ويسكنون البيوت الأنيقة والشقق والفيلات، وكانوا ينظرون إليهم نظرة حسد ويغبطونهم على ما هم فيه من ترف.

وما أن أعطاهم راديو "صوت العرب" والمهزوم جمال عبد الناصر الذريعة حتى تجاوبوا مع تحريضه الظالم، فهاجوا وماجوا لقضاء حاجة كانت كامنة في نفوسهم، فتوجهوا نحو محلات ومتاجر ومساكن اليهود في المدينة وصبّوا جام غضبهم -وحقدهم الدفين- عليهم، وحدث ما حدث في ذلك اليوم الكئيب...

وفي وصف ارتجالي سريع وغير مُنصِف ترسّخ في أذهان الناس أن "عرب بنغازي" غدروا بيهودهم!!!

إلا أن ذلك بعيد كلّ البُعد عن الصحة، فشهود العيان رأوا أعداداً من شخصيات المدينة وأعيانها يدافعون عن جيرانهم اليهود ضد أولئك الغوغاء، معرضين بذلك سلامتهم وأمنهم لخطر تلك القطعان الهائجة... وعلى سبيل المثال -لا الحصر- وقف الوجيه البنغازي الحاج محمد علي الصابري (رحمه الله) مدافعا عن بيت العبادة اليهودي القريب من بيته، وذلك بحسب الشهادة الموثقة لابن جيرانهم روفائيل لوزون، وكذلك دفاع الفنان علي الشعالية (رحمه الله) أمام محل التاجر اليهودي المشهور خاني بدوسا بشارع الاستقلال، موضحاً للجماهير الهائجة أن "خاني راهو ولد بلاد كيفنا" وأن هؤلاء إخواننا وجيراننا ولا علاقة لهم بما يحدث في الحرب في فلسطين! ومن أراد القتال والدفاع عن فلسطين فليذهب إلى الجبهة ويقاتل هناك، وليس بالاعتداء على الأبرياء العُزّل... ولكن مناشداته ونداءاته كانت تقع على آذان صمّاء وعقول عطّلها الحقد والحسد عن التفكير، بالإضافة إلى أن كلمة "ولد بلاد" لم تكن تعني شيئاً عند تلك الشريحة الزاحفة حديثاً إلى مجتمع المدينة.

صحيحٌ أن كثيراً من عرب المدينة (عيال البلاد) الذين عشقوا جمال عبد الناصر لدرجة التقديس، وتشبّعوا بخطاباته النارية وآمنوا بشعاراته الزائفة وصدّقوا وعوده الجوفاء وانتصاراته الوهمية كانوا قد خرجوا إلى الشوارع في مظاهرات غاضبة تنادي بطرد اليهود من البلاد انتقاماً لما كان يفعله الجيش الإسرائيلي بإخوانهم الفلسطينيين، إلا أن تلك الغضبة لم تتحول إلى الاعتداء بالضرب أو حرق البيوت والمتاجر، ولا السلب والنهب، بل كانت مجرّد صراخ مسعور أجوف مثل صراخ وزعيق راديو "صوت العرب".

هناك صورة واضحة في ذاكرتي من ذلك اليوم حيث كنت وصديقي عبد الحق الورفلّي (رحمه الله) واقفين نشاهد تلك الأحداث عندما عرض علينا أحد أولئك السُراق شراء مشروبات كان قد سلبها من محل "بيني" اليهودي الذي بالقرب من ظهر مبنى البريد الرئيسي، فكان جواب عبد الحق الفوري "نحطّ موس في بطني ولا نحطّ فيها بضاعة مسروقة من دكان بيني".

وأتمنى على "عيال بنغازي" اليهود الباقين على قيد الحياة أن يُدلوا بشهاداتهم في هذا الجانب من ذلك اليوم المشهود، ولا مانع عندي من دحضهم لكلامي هذا لو كانت شهادتهم بأنهم رأوا أحدا من "عيال البلاد" الذين يعرفونهم يسلب أو يحرق بيت أو محل يهودي... وأما الفعَلَة فقد كانت وجوهاً غريبة لم يروها في حياتهم قبل ذلك اليوم الدموي... أتمنى ذلك من أجل تصحيح الصورة وتوثيق الحدث من أجل إيجاد أرضية صحيحة للتعايش السلمي بينهم وبين "عرب بنغازي" إن كانوا على أمل حقيقي بإمكانية العودة إلى مدينتهم.

وفي غياب الاهتمام الرسمي والنخبوي والشعبي بهذه الأحداث المهمة في تاريخ المدينة والدولة فإن ما أحاول القيام به هنا ليس تبييضاً لما حدث ذلك اليوم، بل تجميع وتقديم مادة تاريخية -موثوقة- للمؤرخين المنصفين الذين سيكتبون عنه، وذلك استئنافاً لمسعاي الذي بدأته منذ أكثر من 25 سنة عندما تصدّيت لهذا الملفّ الذي كان يكتنفه الغموض، في غياب كامل لأية معلومات صحيحة ومحايدة وموثّقة، أنتجت مناخاً ضبابياً أفرزته الإشاعات والتُهم التي كادت أن تتحول إلى أدلة إدانة... وذلك بتقديمي لكمّ هائلٍ من الوثائق التي تؤرخ لأحداث مفصلية في تاريخ اليهود الليبيين منذ منتصف الأربعينيات من القرن الفائت وقتما بدأت نشاطات المنظمات الصهيونية العالمية المُمَهِّدة لقيام دولة إسرائيل في فلسطين تلقي بظلالها السلبية على الجاليات اليهودية في الدول العربية (ومنها بلادنا ويهودنا)، فأدّت إلى مواجهات دموية عنيفة بينها وبين مجتمعاتها التي عاشت فيها على مدى أزمنة متعاقبة تعدّ بالقرون في بعض الحالات. وقد احتوت تلك الوثائق التي ترجمتها وقدمتها للقارئ على مستندات رسمية للحكومة البريطانية، التي كانت تحكم ليبيا أثناء أحداث 1945 & 1948 الدامية، والتي تم الإفراج عنها من أرشيف الوثائق البريطاني بعد مرور 30 أو 50 سنة عليها، وكذلك تراجم لمراجع أكاديمية وتقارير صحفية معاصرة لها، صارت فيما بعد مرجعاً أساساً للباحثين الذين تناولوا قضية يهود ليبيا وأثْروا الموضوع وزادوه توسعاً حتى عاد اليوم صفحات واضحة من صفحات التاريخ الليبي الحديث، له ما له، وعليه ما عليه....

وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن يهود بنغازي لم يكونوا يسكنون في مناطق أو أحياء خاصة بهم (تُسمّى "حارة اليهود" في بعض الدول العربية، و "الغيتو" في الدول الأوروبية)، بل كانوا يسكنون في وسط المدينة جنباً إلى جنب مع بقية "عَرَبْها"، في شارع عمر المختار، وشارع البلدية، وزنقة الدرفيلي، وشارع المهدوي (حيث وُلِدت)، وشارع الشويخات، وغيرها من شوارع "صرّة البلاد"، بدون أي تفرقة ولا تمييز... وهي خاصيّة تميّزت بها مدينة بنغازي ويهودها.

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن مصطلح "عربّ بنغازي" أو "عيال البلاد" لم يكن مقتصراً على المعنى اللغوي الذي يعني العرب جنساً، بل يصف "أهل المدينة"، مهما كانت المناطق التي أتوا إليها منها قُبيل تأسيسها، أو الذين اتخذوها مأوىً لاحقاً، من شرق البلاد وغربها وجنوبها، وكذلك تشمل مَن أصولهم غير عربية، مثل اليهود، والكريتلية، والأفارقة، والبربر (الأمازيغ) وغيرهم من مكونات وخيوط نسيج المدينة الفريد والمتميّز.

محمد بن غلبون

19/08/2021

كلمات مفاتيح : بنغازي، يهود ليبيا،
حمعه حمد الزنتاني | 27/09/2021 على الساعة 00:40
يهود بنغازي
السيد كاتب المقال اظن هذا الموضوع انتهي منذ زمن طويل و لا داعي لاعادة احياؤه من جديد واليهود طردوا من ليبيا كلها وليس بنغازي فقط . واغلب الناس كانت تعيش في اكواخ وليس في بنغازي الا بيوت وفلل الانجليز او الطليان او الاتراك وانت مصراتي ولكن ولد بلاد مثل اي واحد مولود في بنغازي والمحيطين ببنغازي هم العواقير و الجوازي والمغاربه من قبائل برقه وهم اقرب اليها منك ومني . انا زنتاني . فما الهدف الحقيقي من مقالك هذا ؟!
الصابر | 24/08/2021 على الساعة 14:00
غير وسعوا بالكم يا عرب 2
انصح الأخوة المشتبيكين مع المقال وكاتبه أن يتوكلوا علي الله ويسموا باسم الرحمن ويعيدوا قراءة المقال بهدوء لأنه من خلال التعليقات يبدو أن هناك من لم يقرأه وإنما نقل إليه فحواه نقل غير دقيق والسلام والله المستعان
الصابر مفتاح بوذهب | 24/08/2021 على الساعة 11:49
تعليقات وردود هشام بن غلبون تؤكد الظن السيئ الذى حاولنا تفاديه
فى البدء كان الظن هو ان الكاتب عن غير قصد حاول تبرئة فئة قليلة من سكان مدينة بنغازى من المشاركة فى الموجة التى تلت هزيمة العرب سنة 1967 تنتج عنها (فيما يخص الشأن الليبى) ترحيل المواطنين الليبيين اصحاب الديانة اليهودية. ولكن خانه التعبير وراح يكيل التهم جزافا لمكونات المجتمع فى بنغازى من غير فئة (عيال لبلاد). واذا علمنا أن فئة (عيال لبلاد ) تشمل فقط سكان المدينة القديمة ولا تشمل سكان البركة ولا الكيش ولا الرويسات ولا الفويهات ولا غيرها من المناطق المجاورة لمنطقة وسط المدينة ومنطقة اخريبيش . نجد أن الكاتب يريد تحديدا إخراج أسماء بعينها من ما يعتبره وصمة عار لحقت بمدينة بنغازى ! . ولكن فكرته هذه تتهاوى اذا علمنا أن إخراج المواطنين الليبيين اليهود تم من جميع المناطق والمدن الليبية وليس من مدينة بنغازى فقط مما يعنى أن المسؤولية (ان وجدت) تلحق الجميع بما فيهم حتى المناطق التى لم يكن يتواجد فيها يهود
هشام بن غلبون | 24/08/2021 على الساعة 02:18
رد على "الباحث"
أنت من يتهم "سكان الضواحي من البدو" يا سيد "باحث" وليس أنا ولا كاتب المقال .... فلو كلفت نفسك عناء قراءة المقال بتأنيّ ورويّة هذه المرة، فلن تجد فيه ذكر لكلمة "بدو" ولو مرة واحدة !!! وليس عندي ما أضيف في هذا الشأن على ما قلته في ردّي على السيد "صابر" أدناه ... أما سعيك لأخذ الحذر منهم، فمهما كانت هوية الجناة في ذلك اليوم فهم الآن صاروا شيّاب ما يخوّفوا حدّ ... يعني لو تجمع 55 سنة مرت على أحداث ذلك اليوم على عمر أصغر واحد فيهم يطلع أكثر من 70 سنة على الأقل .... (الأخيرة دُعابة يا سيد "باحث" أرجو أن يتسع لها صدرك) ، كما اتسع صدري لدعابتك التي تهددني فيها بأنك لن تقبل شهادتي الخ ....(هههههه) ...
هشام بن غلبون | 23/08/2021 على الساعة 23:23
رد على كاتب "ليس هكذا تورد الإبل" ...
تعليقك فيه كثير مما يستوجب الرد الذي يتيح الفرصة لإثراء الموضوع لتعميم الفائدة .... ولكن ألا تتفق معي في أنه يتوجّب عليك أن تقو لنا حضرتك يوسف من؟ حتى نعاملك بما يليق بك ... خاصة وأنك رفعت التكليف من طرف واحد وصرت تخاطب كاتب المقال بـ "أخي العزيز محمد"!!! ونحن ليس عندنا أخ اسمه يوسف، ويوسف الوحيد المعروف باسمه الأول فقط هو سيدنا يوسف عليه السلام !!!
الباحث | 23/08/2021 على الساعة 17:29
الى هشام بن غلبون
انحن لا نتحدث عن موضوع شراقة وغرابة وحضور وبدو فلاتحاول تغيير مسار الحديث الى موضوع صراع جهوي وتشكيك في نوايا الناس لكي تتهرب من الاجابة ... انت اتهمت صراحة بان سكان الضواحي من البدو هم وراء الهجوم على اليهود في بنغازي نحن نريد اثبات على ماتقول نريد الاسماء ةوالشخصيات لعلنا ناخذ حذرنا منهم .. وهذا الموضوع لن بمر مرور الكرام وانت تعرف في الشرع والعرف القبلي معنى الانسان الذي يتهم الناس جزافا بدون دليل يعتبر انسان " " فلا تقبل شهادته بعد ذلك
هشام بن غلبون | 23/08/2021 على الساعة 16:23
النصف الثاني من الرد على "غير وسعوا بالكم يا عرب" ... (2 من 2)
....... ولكن من أجل "توضيح الواضح" كما يقال، فإن مدينة بنغازي سنة 1967 كان نسيجها يتكون -بالإضافة إلى العواقير- من كل من الفواخر، والمغاربة، والمجابرة، والعبيدات، والبراعصة، والدرسة، والحاسة، وكلهم تغطيهم تسمية "عرب بنغازي" و "عيال البلاد" ، وغيرهم كُثُر، لن يتسع المجال إلى تعديدهم هنا حتى لا يتحول الموضوع إلى "إحصاء النفوس" ... (والمعذرة لكل من لم أسمّه من قبائل برقة نظراً لضيق المساحة المتاحة للنشر) ... أما بالنسبة لسكان المدينة التي تعود أصولهم إلى غرب وجنوب البلاد فسأسمّي ما يخطر على بالي في هذه العجالة -بدون ترتيب- فمنهم الورفلّي، والمصراتي، والترهوني، والجبالي، والزواري، ثم السوكني، والزلاوي، والتارقي، وكثير غيرهم .... ووالله إنني لأحزن أشد الحزن عندما أقرأ هذا الكمّ الهائل من الكراهية والعصبية التي تعمي أبصار بعض القراء حتى يخرجوا عن طورهم -ويتلقفها ويؤججها ناعقو الفتنة- وينخرطوا في جدال استفزازي متوتّر في موضوع جانبي لم يكن جزءً من المقال، ولا يلتفتوا إلى صلب الموضوع وجوهره ... هدانا وهداكم وهداهم الله ... وشكراً أخي الكريم لهذا الرد الذي أتاح لنا الفرصة لتسجيل هذه الإضافة ..
هشام بن غلبون | 23/08/2021 على الساعة 16:17
رد على "غير وسعوا بالكم يا عرب" (1 من 2)
الحمد لله أن "منكم رجل رشيد" ... بارك الله فيك على هذا التوضيح الصائب والمهم، فنحن بالفعل محتارون في سبب تفسير أهل القرى بأنهم "بوادي" حصراً ... والأكثر حيرة هو في إقحام الصراعات القبلية التي أكلت يابس الوطن وتكاد تحرق ما تبقّى من أخضره في هذا المقال، وغيّروا دفّة النقاش من محاولة -بنّاءة- لفتح ملف شائك وخطير بهدف نزع فتيله قبل أن ينفجر في وجه الجميع، إلى جدال عقيم يدور في حلقة شيطانية مفرغة... فالمقال -كما لم يخفَ على قارئ فطن ومُنصف مثلك- لم يتطرق إلى تفاصيل "من هم أهل المدينة القدماء"، أو "عربها أو أهلها" إلا في عجالة ذكر فيها العواقير فقط بالاسم كونهم الأكثر تواجدا في المدينة (من قديم الزمان)، ولم يحصره عليهم، ولم يذكر أي من القبائل التي أصولها من غرب البلاد أو جنوبها بالاسم تفادياً لإثارة الحساسيات وتجنباً لأن ينحى النقاش -المأمول- إلى هذا الجدال العقيم، ولكن من أجل "توضيح الواضح" كما يقال، فإن مدينة بنغازي سنة 1967 كان نسيجها يتكون -بالإضافة إلى العواقير- من كل من الفواخر، والمغاربة، والمجابرة، والعبيدات، والبراعصة، والدرسة، والحاسة، وكلهم تغطيهم تسمية "عرب بنغازي" و "عيال ا
يوسف | 23/08/2021 على الساعة 06:12
ليس هكذا تورد الأبل
اعتقد اخي العزيز محمد انه قد خانك التوفيق في أمرين : الأول هو الاعتماد على الظن في تحليل ظاهرة الهيجان السياسي وسهولة تجييره وصعوبة بل وربما استحالة معرفة الايدي الحقيقية وراءه. المناخ كان مهيئا في بنغازي لقيام امر كهذا … فحجم التحريض والتهييج كان كبيرا وعلنيا ومنظما … ومسالة خروجه عن السيطرة او دفعه في اتجاه معين كانت مسألة وقت فقط. ثانيا … توقيت نشر المقال … فمالفائدة من نشر مقال كهذا غير تعميق الشرخ الاجتماعي بين مكونات المدينة خصوصا في ظل التوترات والانقسامات القائمة. المدينة بحاجة الى اصوات تذكر الناس باستحالة اعادة بنائها وازدهارها دون التصالح والتسامح وقبول الأخر والابتعاد عن التصنيفات والاحكام الجاهزة. أرجو ان يتسع صدرك لهذه الملاحظات … ولك كل التقدير والاحترام .
الصابر | 23/08/2021 على الساعة 02:30
غير وسعوا بالكم يا عرب
سؤالي هو هل سكان القري تعني البوادي فالقري المحيطة بنغازي من قبل ذلك التاريخ تعج بخليط من التركيبة الاجتماعية من الشرق والغرب والجنوب ومن اغلب مدن ليبيا الي اليوم وماهي القري المحيطة بنغازي أليس من القوارشة الي قمينس ومن قميتس الي سلوقي و جردينه وبيننا وصولا الي سيدي خليفة والكويفة واللثامة فكل هذه المناطق كان ولازال يقيم فيها خليط من كل ليبيا ثم إن البادية هما جزء اساسي من بنغازي أليس العواقير و العبيدات و الدرسه و البراعصه وغيرهم كانوا ضمن نسيج بنغازي منذ ذلك التاريخ فكيف فسرتم سكان القري تعني البوادي
هشام بن غلبون | 22/08/2021 على الساعة 23:38
تعليق على أن "الإنجليز كان لهم دور كبير في تهجير اليهود" ...
بالفعل يا سيد محمود، فكثير من المراجع والتقارير الصحفية توجه إصبع الاتهام نحو ما ذكرت ...وهذه عيّنة منها كما وردت في كتاب "أنبياء في بابل : يهود في العالم العربي" للكاتبة والصحافية (اليهودية) "ماريُن وولفسُن"، نقلت في فصله السابع عن صحيفة "ذا جويش آوْتْ لُوكّ - The Jewish Outlook" [الصادرة في مايو 1956] ماحدث كالتالي:" ليبيا هي المثل الأسوأ للضرر الذى سببته السلطات العسكرية [البريطانية] ومبشرو الصهيونية، والذين بدَوا وكأنهم وحّدوا جهودهم لتحويل البلاد - حيث يعيش المسلمون واليهود في وئام منذ أجيال - الى فلسطين اخرى...((...)) فبعد التحرير بدا أن الجنود من يهود فلسطين [في الجيش البريطاني] المتواجدون هناك يشغلون كل اوقات فراغهم وراحتهم فى الدعاية للصهيونية، وفى تنظيمات شبيبة الكشافة الصهيونية شبه العسكرية، والذين كانوا يجوبون الشوارع بصورة استفزازية مرددين الأناشيد الصهيونية.... ((...)).. وللاستزادة حول هذا الموضوع يمكنك البحث في جوجل عن دراسة " هجرة اليهود من ليبيا كما وردت في الوثائق"، لكاتب المقال، أو مراجعة مقالاته في الأرشيف القديم لهذا الموقع ....
محمود | 22/08/2021 على الساعة 09:46
ما سمعته
ما سمعته أن الإنجليز كان لهم دور كبير في تهجير اليهود
الصابر مفتاح بوذهب | 22/08/2021 على الساعة 01:00
هل تعرف نوع مشروبات بينى يا دكتور 11
مشروبات محل بينى اليهودى هى مشروبات روحية ! وللتوضيح هى نبيذ وويسكى وما شابه وهى محرمة عند المسلمين سواء كانت مشتراة من صاحبها او كانت مسروقة منه . وبالتأكيد نحن نقدر من يرفضها لحرمتها وليس فقط كونها مسروقة ! .
د محمد علي احداش | 21/08/2021 على الساعة 17:24
موقف حق من عبد الحق رحمه الله
أعجبني جدا واستوقفني كثيرا موقف الشهم عبد الحق الورفلي رحمه الله ، يذكرني بالصالحين وأهل الفتوة والنبل الذين يمتنعون عن الحرام والشبهة وسفاسف الأمور
شعيب | 21/08/2021 على الساعة 09:47
اتهام باطل
حبك لبنغازي لايعطيك الحق في اتهام عرب برقة ياسيد غلبون بدون دليل واضح , وهذا لايغتبر اسلوب المحقق والباحث عن الحقيقة , انما اسلوب خبط عشواء وابحث عن خصم والقى على التهمة , ولعلمك لولا العرب والقبائل العربية في برقة لما ظهرت السنوسية في برقة وهم حملوا الراية السنوسية اثناء معارك الجهاد ضد المستعمريين الطليان ودول المحور وهم من وقفوا ودعموا السنوسيين لنيل الاستقلال... سؤال من قاد الانتفاضات والثورات والعصيان ضد السنوسيين هل هم البدو برقة ام حضور بنغازي .؟ لماذا ترك ادريس النسنوسي مدينة بنغازي وذهب الى البيضاء عندما خلقت له القلاقل ؟ ارجوا النشر تعليق بدون مجاملة لصاحب المقال واتحداكم بنشره امام القراء
باحث تاريخي | 21/08/2021 على الساعة 09:28
عيب يارجل .. هذا تزوير وتدليس التاريخ وتظليل القراء
عرب البادية ليس من شيمتهم ولا من اخلاقهم الغدر بالناس او الاعتداء على سكان المدينة. محاولتك اليائسة اللقول بانهم وراء احراق محلات اليهود ودكاكينهم ومحلاتهم وطردهم البلاد بحمل في طياته الكره لاهل البادية الذبن دعموا الحركة السنوسية في برقة منذ مجيئهم الى برقة الى تاسيس امارة برقة ثانيا اليهود كانت علاقتهم بعرب البادية علاقة طيبة وجيدة معهم وحسن جوار وكانوا يتمعتون بحمابة من القبائل العربية ولم يحدث في التاريخ ان القبائل العربية قد اعتدت اليهود في يوم من الايام ... ثالثا ماحدث لليهود في بنغازي هو بسبب الناصريين و القوميين ومؤيدي عبدالناصر والمجرميين والحضور في بنغازي وهم من كانوا وراء الهجوم على اليهود بابعاز من مصر.. رابعا ان الهجوم على اليهود حدث في ليبيا كلها وليس في بنغازي وحدها وهذا يدل على وجود ايدي خفية قذرة هي من حركت الهجوم على اليهود في كل المدن وخاصة في بنغازي ..اتقي الله في نفسك
الصابر مفتاح بوذهب | 21/08/2021 على الساعة 00:23
الحقيقة الغائبة
هذا ليس تأريخا يا سيد بن غلبون هذا تشويه وقلب للحقائق إخراج اليهود تم من ليبيا كلها وليس من بنغازى وحدها وليس اهل البادية وحدهم من تخرج اليهود بل ان من تخرجهم هم سكان المدن ومنها مدينة بنغازى .
د.محمد علي احداش | 20/08/2021 على الساعة 16:34
السبق للمكرمات
وجه كريم مكرم دافع عن ملكه رحمه الله عندما تخلى الناس عنه ودافع عن الحقيقة والتاريخ وعن مدينته ووطنه سابقا لمعالي الامور . اطال الله عمره وادام عافيته وعزه
آخر الأخبار
إستفتاء
ما التقييم الذي تسنده لـ"السقيفة الليبية" (بوابة ليبيا المستقبل الثقافية)
جيد جدا
جيد
متوسط
دون المتوسط
ضعيف
كود التحقق :
+
إعادة
لمتابعة ليبيا المستقبل
جميع المقالات والأراء التي تنشر في هذا الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع