مقالات

صالح الحاراتى

الحياة مصالح!؟

أرشيف الكاتب
2016/07/23 على الساعة 18:21

.. ولا مصلحة له فى الامر!؟.. عبارة يرددها البعض  بكل بلاهة فى تجاوز صريح لمسألة اراها طبيعية.. واظنه كلام يمثل جزء من منظومة كلام فضفاض تغول حتى اصبح  هو السائد...!!! ولا اظن ان  لهذا الكلام جوهر ومعنى حقيقى وواقعى يقفز الى الاذهان بمجرد نطقنا تلك الكلمات؟ ولا  مضمون محدد  يتبادر لعقولنا بمجرد ان نلوك تلك الكلمات بأفواهنا؟ لسبب بسيط وهو (لا شىء فى الحياة يخرج عن منظومة المصالح المادية او العقلية)... كل الكلمات الرنانة والشعارات تساهم فى كوننا  واهمون نعيش فى عالم المثال والخيال... ولا نعترف بما هو واقع وطبيعى فى الحياة  لتكون النتيجة اننا نتكلم بما لا نعمل و نقول ما لا نفعل فيلحق بنا المقت من الله ومن الناس؟؟؟
حين نقول مثلا: رجل صالح أو عمل صالح... ما هو معيارنا الذى نقيس به ونحكم بأن ذاك صالح واخر طالح..؟ ويتبعه تسأول... عمل صالح -لمن؟ هل هو للفرد نفسه او جماعته  ام للمجتمع الذى يعيش فيه، وفى كل الاحوال، اليس  الصلاح يعنى جلب منفعة او مصلحة مادية او عقلية له او للجماعة البشرية التى يعيش معها  وينتمى اليها؟... واذا كان الامر كذلك أى جلب المصلحة.. فلماذا نلوم ولا تستريح نفوسنا لمن  نسميهم  أهل  المصالح؟ "... ما هى الشعرة الفاصلة حتى ﻻ يتبادر للفهم اننا نعنى  اهل الغاية تبرر الوسيلة.. فالمقصود هم الذين  يتعاملون  مع الحياة بشكل واقعى لتحقيق منافع لهم بينما نعيش نحن فى عالم من المثاليات الوهمية التى لا نكل ولا نمل من استحضارها فى كل وقت وحين… بينما الحقيقى  والطبيعى عقلا  ان كل كائن يسعى لتحقيق مصلحته ومنفعته!؟
البرجماتية  مصطلح ملتبس ومنبوذ ولكن الهروب من فهمه  يقودنا الى  اﻻغراق فى  المثالية... البرجماتية  غالباً صفة مذمومة عند الناس وعند اهل  ”الكتابة والسياسة“ حين يتحاورون ويتلاسنون، باعتبارها محاولة الانتصار وتحقيق الهدف بأي وسيلة  ولو كانت تخالف ما يؤمن به الانسان من  قيم ومبادىء  تحت شعار الميكيافيلية “ الغاية تبرر الوسيلة”؟
قرأت أن “آرثر لوفجوي "مؤسس علم تاريخ اﻻفكار" نجح فى عام 1908 في تجميع ثلاثة عشر معنى مختلفاً للبراغماتية بل ودلل على أن بعضها يضاد البعض الآخر، حيث تعرّف بأنها طريقة حل المشاكل والقضايا بواسطة وسائل عملية، وتعرّف بأنها مذهب فلسفي سياسي يعتبر نجاح العمل هو  المعيار الوحيد للحقيقة، وتعرّف بمقولة " الغاية تبرر الوسيلة "، وتعرّف بأنها "خيار الواقعية"....... الخ
البرجماتية الممقوتة فى ظنى هى عندما يكون...«الهدف نبيل والوسيلة وضيعة»، وهي ابرز مايميز الانتهازية السياسية، "الميكيافيلية" حيث الجمع  بين نقيضين، استناداً لمفهوم محدد، هو تحقيق المصالح الخاصة، سواء بفرد اوجماعة. حيث يتلوث الهدف النبيل بالوسيلة الفاسدة اى  كما يقال "اللى تغلب بيه العب بيه"؛ الجميع فى المشهد السياسي الليبى يتعاملون بذلك المنهج وكلهم يدعون مصلحة الوطن!! وغالبهم يدعى انه لا مصلحة له فى الامر.
فى ظنى  ان ابرز نموذج  لذلك المنهج فى التعامل  هم  الذين يستخدمون عبارات دينية فضفاضة عن العدل والحرية والدولة المدنية والديمقراطية  وينتهجون وسائل خبيثة لتحقيق حلمهم باﻻستيﻻء على السلطة بما يسمونه  (التمكين)... ولذلك  يصفهم مخالفيهم   بأنهم برجماتيون بامتياز والمقصود هنا هو البرجماتية الميكافيلية قطعا حيث  يقعون في تناقضات كثيرة، وفاضحة ﻷن المصلحة  متغيرة ومطلقات الدين ثابتة! فيكون مصيرهم  عدم "الاتساق" و"التفكير السوي".بحيث ينطبق عليهم القول الذى مفاده انهم  يتلاعبون بـ "دين الإسلام" خدمة لـ "دين البرجماتية"، فيتشكك الناس في الإسلام  وتهتز صورته في القلوب والعقول، ويفقدون مصداقيتهم  فيلجأون كذبا وتدليسا  الى التبرير لمواقفهم المتغيرة المتذبذبة  فيستدلون على تخبطهم  ب  فقه الاستضعاف  واﻻبتلاء حتى اذا  واتتهم الفرصة وبما يملكون من  فائض لغوى ﻻ يستخدمونه   لانتاج  نصوص ابداعية وحلول مبتكرة ولكن  يستعملونه  وبكثافة ملفتة فى ذم الاخر المختلف  لتحقيق المنافع  والمصالح الشخصية   لجماعتهم.
نعم الحياة مصالح ومنافع متبادلة؛ ولكن هل نعرف  ما يترتب على هذ القول؟ هل نحن مستعدون للقبول بان الاخر له مصلحة ورؤية يجب علينا احترامها كما نقدر ونحترم وندافع عن رؤيتنا  ومصالحنا...؟ أم  ان النظرة الاحادية الجانب هى السائدة...؟
من المؤكد ان الحياة تحركها المصالح بل هناك من يدعى ان  هامش المبادئ والقيم يبقى  فى اخر سلم اﻻولويات اﻻ اذا تزامنت وترافقت المصالح والمبادئ صدفة.
يقول عالم الاجتماع علي الوردي: "إن الإنسان لا يطلب الحق من أجل الحق ذاته، فالحق سلاح يستخدمه الإنسان في حاجاته أكثر مما هو هدف مطلق يقصده لذاته. وحين يتنازع الناس حول حق من الحقوق إنما هم ينشدون به مصالحهم الخاصة. فإذا تناقض الحق مع المصلحة كانت المصلحة أولى بالإتباع. والإنسان حين يسعى وراء مصلحته الخاصة يغطي سعيه ببرقع من الحجج المثالية ليدعم بها موقفه".
ﻻ بأس ان تقاطعت مصالحنا بمصلحة الدول الكبرى يوما ما اذا تبين ان مصالحهم مع حرية الشعوب ودعم حقوق اﻻنسان ومحاربة اﻻرهاب ولكن.. ﻻ يجب ان نغفل عن التعامل الواقعي الذى يؤكد بأن هناك ما ﻻ يجب ان نتجاهله - المصالح  اﻻقتصادية للدول   الكبرى ورؤيتهم الجيواستراتيجية للمنطقة - هو الذى يحرك ويحكم تفاعلهم مع اﻻحداث وﻻ عﻻقة للمبادئ فى السياسة الدولية اﻻ همسات عابرة لذر الرماد فى العيون.
صالح الحاراتي

عبدالحفيظ | 24/07/2016 على الساعة 01:21
غريان
عندما يغض المواطن بصره عن المرافق العامة ويبحت فقط عن المكاسب او المصلحة الشخصية، فتفسد السياسة وتتحول الى مهرجان اقتناص الفرص او الصفقات. بروفسر، در. اوفا فولك مان. كلام واقعى ومنطقى شريطة ان لا تتضارب المصلحة الشخصية مع المصلحة العامة، بالليبى، وطنك بعدين بطنك
علي الصيد | 23/07/2016 على الساعة 22:26
نعم.. الحياة مصالح
االجميع يعملو من أجل مصالحهم..سواء كانو أفراد أو جحماعات أو قبائل أو مناطق أو أحزاب سياسية و هدا أمر طبيعي ومن المفترض أن تتفق هده المصالح مع المصلحة الوطنبة... ولكن من الغريب أن يعمل الإنسان ضد مصلحته...وهو ما يفعله غالبية الشعب الليبي...
آخر الأخبار
إستفتاء
ما التقييم الذي تسنده لـ"السقيفة الليبية" (بوابة ليبيا المستقبل الثقافية)
جيد جدا
جيد
متوسط
دون المتوسط
ضعيف
كود التحقق :
+
إعادة
لمتابعة ليبيا المستقبل
جميع المقالات والأراء التي تنشر في هذا الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع