مقالات

صالح عبد الحي المنصوري

الفتوى الداعرة بتكفير المذهب الإباضي

أرشيف الكاتب
2017/07/13 على الساعة 09:27

الحمد الله الذى لم يعين وكيلاً عنه ولا وصياً على دينه وعباده، فكل نفس بما كسبت رهينة . حقيقة جوهرية يجهلها أو يتجاهلها دعاة التدين الذين نصـّبوا من أنفسهم ولاة أمر الدين وبتجاهلها يقعوا فى الشرك علموا ذلك أو لم يعلموا.

لا يخفى على أحد أن الجيش فى ليبيا استعان بالسلفية كجنود لإخراج أنصار الشريعة من بنغازي الذين كانوا هم أساساً سبب البلاء واستمرت الحرب ثلاث سنوات وتدمرت المدينة وعان السكان بما لا يمكن وصفه.

الفكر السلفي الوهابي لا يختلف عن أنصار الشريعة إلا من حيث الوسائل لأنهم جميعاً يسعون إلى رد عجلة الزمن والحياة إلى الخلف ألف وأربعمائة سنة لنعود إلى العلاج بأبوال الإبل بدل البنسلين. ويبدو أن السلفيين يسعون لتقاضي ثمن هذه المشاركة بإدخال (الفكر الوهابي) خطوة خطوة فى المجتمع ابتداءً من منع الكتب إلى منع المرأة من السفر بدون محرم طبقوا عليها ظروف ترحالها على الإبل فى زمن الطائرة والقطار غافلين على أن السبب آنذاك كان الخوف وانعدام الأمن وبالتالي فهو ليس أمر تعبدي.

وآخر الكوارث التى أعلنها هذا الفكر الظلامي ما نسب للهيئة العليا للإفتاء بالهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بحكومة الثني بالبيضاء من فتوى تعتبر الإخوة الإباضية كفار لا يصلى معهم ولا يدفنوا فى مقارب المسلمين . وهو بالضبط ما ينص عليه المذهب الوهابي الرجعي الذى لولا إيرادات النفط وحماية أمريكا لأنقرض مثل القرامطة والحشاشين . لكن شراكة رجل الملة (الوهابي) مع رجل الدولة (السعودي) وبفضل (أرامكو) انتفخ هذا الفكر الأهوج وما سببه اليوم من كارثة على الإسلام (تشويه صورته ) وعلى المسلمين من فضائح . هذا الفكر يرجع أساسه إلى ابن تيمية (ت) 708هـ المسمى شيخ الإسلام والإسلام لا شيخ له هو شيخ نفسه وأحسن أحواله أن يكون شيخاً للمسلمين وفى حقيقته شيخ القتلة باسم الدين وقد كفره علماء عصره ومات فى السجن.

محمد عبد الوهاب لبس أكفان ابن تيمية وطبقها فى نجد والحجاز حيث اعتبر كل من ليس على ما هو عليه من فهم للدين كافراً حتى لو صلى وصام وهو من قتل المسلمين أثناء الصلاة فى الحرم.

أصبح جلياً الآن بأن (الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية) بحكومة الثني هى تتبع حكومة الثني من حيث المكان فقط أما من حيث المرجعية الدينية فهى جزء من هيئة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية) التى يترأسها أعمى البصر والبصيرة عبد العزيز آل الشيخ حالياً باعتبارها جزء من هيئة كبار العلماء فى السعودية الذين يرفضون المذاهب الأربع لكل المسلمين بما فى ذلك المذهب الأشعري.

الليبيون ساندوا الجيش بدعوى أنه يريد دولة قانون ودولة حقوق الإنسان بينما السلفيون يريدون حكومة ولي الأمر حتى ولو كان ظالماً (ضرب ظهرك وأخذ مالك) مثل السعودية حيث لا دستور ولا اختيار للحاكم (الأمر وراثي) ولا حقوق للمرأة ولا مجلس نيابي ولا حقوق للإنسان الكل رعية لا مواطنين.

على الجيش الآن تحديد موقفه بكل وضوح وعلى وجه السرعة لأنه إن لم يفعل كسب السلفيين وخسر الليبيين.... على السلفيين فى ليبيا أن يعلمون بأن (ترمب) الرئيس الأمريكي والعالم كله أدركوا بأن صانع الإرهاب هو الفكر الوهابي ولا علاقة له بالإسلام ويتعين تصفيته ولذلك أتوا بمحمد بن سلمان ليقوم بهذه المهمة إذا أراد البقاء وبشائرها وضحت بالسماح بالرياضة فى مدارس البنات بالسعودية وأول الغيث قطرة.

هذا المكان ليس مكان التعريف بالإباضية الموجودة منذ ألف ومائتي سنة فى شمال أفريقيا قبل أن يسمع المسلمون بابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب من يريد الحقيقة عليه أن يرجع للتاريخ وكتب المذهب الإباضي لا كتب محمد بن عبد الوهاب... الإباضية من أدق المذاهب الإسلامية ويكفي بأن سلطنة عمان تسير على المذهب الإباضي وهى من خير البلدان الإسلامية قاطبة فى الشفافية واحترام الأخر.

والخلاصة هي:

1- على حكومة الثني الإسراع بحل الهيئة العليا للإفتاء بأسرع وقت وإلا اعتبرت مـُشاركة فى هدم الوطن والدين.

2- المسلمون اليوم ليسوا فى حاجة إلى متاجرون بالدين مثل شخوص هذه الهيئة والقرضاوي والغرياني لأن من يتقاضى مرتب نظير فتواه هى بكل تأكيد ليست عملاً خالصاً لوجه الله بل هي مهمة بأجر مثل مرتب رئيس وزراء (دار الإفتاء الليبية) رابطة علماء ليبيا كان عليها أن تسرع فى الاعتراض على هكذا فتوى التى هى ليست من الدين فى شيء بل مروق عن اجتماع كل المسلمين.

صالح عبد الحي المنصوري
12/07/2017

كلمات مفاتيح : مقالات ليبيا المستقبل،
محمد احمد الليبي | 14/07/2017 على الساعة 13:55
مذهب ال سعود... تكفير وتبديع!
والله يا أستاذ أصبت عين الحقيقة.. انه بلاء أصاب الأمة الاسلامية لتدمير الاسلام من الداخل وللأسف أصاب منطقة شمال افريقيا أقاموا مساجد خاصة بهم لنقر جدلا بما يقولون عن الاباضية فما يعيب مساجد المالكية التي يعملون ليل نهار للتولي منابرها وإذا لم يفلحوا أقاموا مساجد اخرى جوارهالبث سمومهم لتفريق وتمزيق الأمة وهذا حدث بالفعل في عدد من مناطق ليبيا. لقد أقاموا الإذاعات في طرابلس وكل ما تسمع فيها مشائخ ال سعود حى القراء من تلك البلاد. وكآن ليبيا اعتنقت لإسلام في هذ العقد. والله إهانة ما بعدها إهانة لهذه البلاد وسكانها وعلامائها من المذهبين بل المالكي قبل الاباضي...صدقت عزيزي الكاتب انها بترودولار آلِ سعود لتسوق لمذهب تفكيري تبديعي مصمم علي مقاس ملكية آل سعود البالية. كنا في ليبيا عندما نستمع الي مشائخنا سواء مالكيين او إباضيين نشعر بالطمائنينة والسكينة جراء خطاب التسامح اما مشائخ ال سعود ( يسمون أنفسهم بالسلفيين) فخطاب فتنة بامتياز ...تكفير وتبديع وتوزيع صكوك غفران .....اي هم وحدهم الفرقة الناجية!!!!!
عبد الله | 14/07/2017 على الساعة 10:51
أوجزت، ووفيت، وكفيت...
بارك الله فيك كثيراً على هذه المقالة المختصرة الكافية الوافية، وأضيف أن لدي شكوك أن هدف الذين دعموا الوهابية هو أن تكون الحجاز هي المكان الذي يبدأ منه إضمحلال الإسلام الذي يأملون ثم نهايته بعد ذلك تماماً كما كانت هي الأرض التي بدأ منه الإسلام، ولو لم يخرج إلى بلاد الرافدين والشام ومصر وبلاد فارس واليمن وشمال أفريقيا والأندلس وصقلية وبلاد الله الأخرى الصالحة للحياة لكان انتهى مع وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ ماذا يعني الدين إن لم يكن منهجاً لحياة صالحة إيجابية للمرء نفسه وللمجتمع الإنساني قاطبة وللبيئة..إضافة واحدة فقط وهي أن الإباضية وجدت في شمال أفريقيا، وفيما يعرف بليبيا وتونس حالياً ووسط الجزائر منذ نهاية القرن الهجري الأول أي مضى عليها حالياً أكثر من 1300 سنة، وأرى أنها من أحسن مذاهب السنة تعبيراً عن الإسلام الصحيح، وربنا يحقق ما فيه الخير للناس كافة...
ابراهيم | 13/07/2017 على الساعة 11:43
هل الخوارج كفار ؟
ممن تورع عن تكفيرهم : الخطابي و ابن بطال . راجع فتح الباري (12/301) . و أيضاً الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام (2/186) . و أيضاً الإمام الشافعي كما ذكر ذلك صاحب كتاب آراء الخوارج (ص21 ) . و شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (3/60-62
آخر الأخبار
إستفتاء
ما التقييم الذي تسنده لـ"السقيفة الليبية" (بوابة ليبيا المستقبل الثقافية)
جيد جدا
جيد
متوسط
دون المتوسط
ضعيف
كود التحقق :
+
إعادة
لمتابعة ليبيا المستقبل
جميع المقالات والأراء التي تنشر في هذا الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع