... إلا ان الاباضية ليست طائفة ولن تكون.. ولكن يا بني وطني، إليكم النداء وفيكم السند ومنا معاً التفاعل!
حسب الفتوى (الغير مؤرخة) الصادرة عن اللجنة العليا للإفتاء، بالهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، التابعة للحكومة المؤقتة، فالاباضية فرقة منحرفة ضالة، وعندهم عقائد كفرية، لا صلاة ولا كرامة..، الاعجب هو جمع اللجنة العليا بين متناقضين فقهيين مشهورين حتى لدى مبتدئي اهل الفقه بالحكم ان: الاباضية من الباطنية الخوراج، فالباطنية والخوارج لا يلتقيان، حتى بظاهر اللفظين، فكيف فات ذلك على "لجنة الافتاء العليا"؟
وهل هي فتوى ملزمة على الدولة، وما هو موقف "أولي الامر" والدولة والمجالس (البرلمان، الاعلى، والرئاسي) والحكومة الرسمي والمعلن؟ وما هو تفاعل التيارات السياسية والفكرية والمدنية؟ وهل تضاف نقطة في الحوار الوطني برعاية دولية بخصوص الحماية؟. ولا تنسوا المسئولية الرسمية والقانونية والوطنية والأخلاقية.
اولاً، العنوان توقعي وللتنبيه والاحتياط والاستباق قبل انفلات الامر. فالنداء والتساؤلات موجهة حصراً وقصداً لاهلنا واخوتنا وشركائنا في الوطن، كواجب ومسئولية وطنية ودينية وانسانية ومصيرية مشتركة.
صحيح انني لا استطيع تقييم مدى علم وقدرة اصحاب هذه الفتاوي ومصدرها، ولكن ان تصدر من جهة رسمية (اللجنة العليا للإفتاء، بالهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، التابعة للحكومة المؤقتة)، لا تعي ولا تقدر الأضرار والمفاسد. علما بان لجنة الافتاء العليا المعنية تتواجد في شرق ليبيا وليس لها الاحتكاك والتواصل المباشر والكافي مع الاباضية المتركزة في غرب الوطن، الامازيغ.
وهل لدى اصحاب الفتوى الخطيرة ولهم اطلاع ومعرفة برأي علماء وفقهاء المالكية والإباضية الليبيين الراسخين في العلم والعارفين بالمجتمع، فالاسلام المتجذر في ليبيا متعايش ومتناغم مع اهل ليبيا، لان ليبيا ليست لا حنبلية ولا شافعية ولا حنفية، وليست لا شيعية امامية ولا إسماعيلية ولا زيدية، وليست خارجية من الأزارقة او الصفرية. وليبيا هي هنا في المغرب الكبير وافريقية الشمالية، ولا تقع ولا تتبع بلاد الشام والرافدين، ولا الجزيرة والخليج، ولا الهند والسند.
ليبيا اغلبها مالكية مع وجود اباضي في المناطق الامازيغية، قرأنا وعشنا تعايشاً متناغماً ومنسجماً ومتحاضناً بين المذهبين، فالصلاة والإمامة والصيام وباقي العبادات وحتى المقابر مشتركة، فإلى تريد هذه الفئة الذهاب بنا؟ هل يريدون جعل الاباضية طائفة مستضعفة ومستهدفة؟ هل يعلمون ان مثل هذه الفتاوي هي استدعاء وإحضار لتدخلات خارجية، ام هم يقصدون؟ وما الفرق بين هذه الفتوى وفتاوي مدرسة داعش؟ هل يجهلون ان الاباضية موجودة ايضاً بالجوار في الجزائر وتونس؟
هذه الفئة المستقوية لم تترك فئة من المجتمع لا توافق مدرستها إلا واعتبرتها إما كافرة او ضالة او منحرفة او عاصية او قاصرة او جاهلة، سواء كان مخالفيهم من مدارس او تيارات دينية او سياسية او فكرية مخالفة لهم. قبل ذلك كانت إصدارات مستفزة واليوم فتاوي رسمية.
من يتوقع ان مثل هذه الفتاوي الرسمية هي مجرد حكم ديني دون ان يكون لها انعكاس قد يصل إلى استهداف الاباضية واتباعها يكون واهم، فيا اهلنا ان خطر داهم اذا لم نحمي وطننا من شر احياء الفتن النائمة بإطلاق جدلات وحروب وتدخلات طائفية.
حفظ الله ليبيا من اغرار العلم وشرور الفتن.
رابط: عندنا خطيب في أحد المساجد بالجبل الغربي “إباضي” ويجهر بها… ما صحة الصلاة خلفه؟