بالتفاضل والتكامل الكفة ترجح ناحية اولئك الوطنيين الموقوفين بسجن الهضبة.. حسب ليبيا اليوم وما انتجته من عاهات وكوارث يكون حبيس الهضبة هو من يجب ان يحاكم سجانيه.. لقد استلم السجانون البلد تقف على عمد فما تركوا لها وتد على وتد.. وجدوا العباد كلا آمنا في سربه مالكا قوت يومه معافى في بدنه فإذا بالحال ينقلب فيصبح الشعب الذي كان الملاذ مطارد في الشعاب.. صار الجوع والفاقة والاذلال هو العنوان الابرز في تدوينة يوميات مواطنيه.. صار الخوف يتملك كل نواحيه من رأسه حتى اخمص قدميه.. فمن اولى بمحاكمة من.. صارت المليشيات والمسلحين هم من يحكم.. صار السلاح هو الذي يقرر.. صارت رائحة الموت هي رائحة الليبيين المميزة.. كل وعودهم وعهودهم نقضوها.. كل كلامهم وفتاويهم ومواعظهم كانت غرضية مؤدلجة خائنة.. اين الغد الرائع الذي ينتظر الشعب.. اين الايام الزاهية التي ستكون بمجرد ازاحة النظام.. اين السيادة التي كانت ستعلو شامخة بمجرد اعلان التحرير؟؟.
بعد هذا كله لازال السيد خالد الشريف رئيس سجن الهضبة ورفاقه يصرون على اخدنا الى جنتهم حتى بعد ان تبين لنا ولهم ولجموع الشعب الليبي انها جهنم.. لم ينجحوا في ثورتهم لانها التهمت الدولة ومفهومها.. لم ينجحوا في أي موضوع او مشروع لانه بني على جرف هار.. رغم المليارات التي تمرغوا فيها منذ ان امتلكوا البلاد.. الهدف كان مبنيا على تصورات خاطئة مخالفة للواقع.. اننا اليوم امام مشهد متناقض من حيث الحس والواقعية ولهذا نشعر بفداحة المأزق الذي هم فيه اليوم.
تيار السيد خالد الشريف عليه التفكير بواقعية ليمكنه الخروج من النفق الذي وضعوا انفسهم فيه.. اطالبه بالسياسة والكياسة والمساهمة كموقف وطني باطلاق سراح الوطنيين الموقوفين لديه.. الضرر لن يكون بخروجهم ولن يكون بمقدورهم حتى لو ارادوه.. فما يفعله اهل فبراير بانفسهم ووطنهم واهلهم لم يترك المجال لآحد.. القتل استشري حتى عدنا غيلانا.. النهب عم حتى صار عدد المليونيرات ممن لم يبلغ الفطام اكثر من الاحلام.. ولن نتحدث عن السيادة والانتهاكات بعد ان صارت لنا فيها القيادة وعلى رؤوس الاشهاد من المنظمات الدولية والمحلية.. .اذا لاخوف منهم بل عليهم.. يكفي انه لاعلاقة لهم بكافة التنظيمات الارهابية بل هم من كان يحاربها.. يكفي انهم ليسوا من مافيا القتل وقطع الطريق ونهب المال العام وليسوا من امراء المليشيات او بائعي الاوطان او اصحاب الفتاوى العابرة للحدود ولا من مهربي الوقود ولا البشر ولا السلاح ولا بائعي الاوهام من سياسيين وانتهازيين.. ان هذه المجموعة هي من يجب ان تتصدر ترتيبات التوافق والوفاق وان تقود الحوار الداخلي للمصالحة لعل وعسى بهم يمكننا رأب الصدع.. اطلاق سراح الجماعة الوطنية الموقوفة بسجن الهضبة يحتاج الى عقل وقاد ورؤية ثاقبة.
بوزيد عمر دوردة ومن معه لانقول انهم لم يخطئوا فهم بشر انما نقول طريقة المداواة شابها الانحراف والتحريف.. ولنضعهم على ميزان العدل ولنأتي بالاخرين ممن يتصدر المشهد ويطالب بدمائهم.. هل بالامكان ايجاد نفر يوازيهم.. اكثر منهم وطنية.. اكثر منهم ولاء للبلد.. بل أقل منهم اجراما ونهبا وسفكا للدماء.. من سيواجههم في مناظرة حرة.. من يأتي بملفه الخاص لنزنه بملفاتهم وماتحويه بخيره وشره.. هم فعلوا وفعلوا انما من قبض عليهم وحاكمهم ويبتز اهاليهم بصورهم وبالاحكام التعسفية التي صدرت في حقهم فعل ما لم يفعلوا ولن يفعلوا.. ان العدالة المجردة وحدها تنصف هؤلاء وتغمدها يحتاج الى رجال من طراز رفيع نأمل ان يكون خالد الشريف منهم ولتحال ملفاتهم وشكاوي خصومهم المتضررين منهم الى القضاء المدني ولتأخد العدالة مجراها بكل حرية وشفافية.