أما كونها (ثورة) نعم هي ثورة حقيقية لا شك عندي فيها ولها الف ما يبررها من الناحية السياسية والاجتماعية، اما كونها (مباركة) اي ان الله قد باركها فهذا والله ما اصبح عندي فيه شك كبير!!، بل إنني بت اخشى أن لو قلت (مباركة) أن أكون ممن يقولون على الله بغير علم !!، فوصف شيء ما بانه مبارك يعني الحكم على ان الله قد اسبغ وأنزل عليه بركاته!، فهل ثورتنا هذه مباركة أم مبروكة!!!؟؟، كيف يباركها الله وقد بدأت بالخيانة والغدر لمن انحاز للثورة والثوار خصوصا من ضباط الجيش والامن ورجال النظام السابق الذين حين رأوا ابناء شعبهم يقتلون في الشوارع برصاص الطاغية انحازوا لشعبهم ولثورة هذا الشعب!!؟، ذلك الغدر المبيت والخيانة المبيتة التي بدأت مع عملية اعتقال ثم اغتيال قائد جيش الثوار اللواء عبد الفتاح يونس ورفيقيه في ذروة حرب التحرير بشكوك واهية وحسابات سياسية خبيثة معجونة بحسابات جهوية تستهدف السيطرة على الجيش كأساس للسيطرة لاحقا على الدولة الجديدة!!؟؟، ثوار يتحالفون مع ارهابيين دمويين كأنصار الشريعة والقاعدة يصطادون خصومهم السياسيين وضباط الجيش في برقة اصطياد الارانب وسط شوارع بنغازي بينما قادة الثورة والثوار في مؤتمر الفشل الوطني العام يتفرجون ويدافعون عن مليشيا انصار الشريعة ليل نهار !!!، أية بركات من الله ستحل على هكذا ثورة، وهكذا ثوار!!!؟؟، سرقة وسطو مسلح ونهب وسلب وهلت ورواتب ضخمة ومزدوجة وثقافة الغنائم والمناصب والحقائب وشيطنة الخصوم !!؟ اية بركة !!؟؟؟ وكيف تكون ثورة انتكست لهذا الحضيض الاخلاقي وهذه السفاهة وهذه الاحقاد أن يباركها الله!!!؟؟، أتقولون على الله ما لا تعلمون!!!؟؟، هل في كل هذه الدماء الحرام التي سفكت بعد التحرير بركة!!؟؟، هل في استهداف المدنيين وقتلهم بالصواريخ بركة!!؟؟، هل في فتاوى المفتي الدموي مسعر الحروب الاهلية بركة!!؟؟، هل في اغتيال وتصفية عبد الفتاح يونس وما يزيد عن 500 ضابط في بنغازي ودرنة بركة !!؟، وهل في تمكين الدواعش من صبراتة وسرت لحسابات سياسية وجهوية بركة !!!؟؟ هل في الانقلاب على الشرعية واحتلال طرابلس بركة !!؟؟، وهل في تسمية جماعة ارهابية متطرفة كأنصار الشريعة في بنغازي باسم مجلس شورى الثوار بركة!!!؟؟.
والله انني لا يخالجني اي شك واحد، وبنظرة موضوعية صارمة، في انها ثورة، ثورة شعبية ضد طاغية فاسد ومستبد وفاشل كبير يستحق ان يثور شعبه ضده الف مرة، ولكن هل يمكنني ان اصفها بانها ثورة مباركة!!!؟؟، ثورة عادلة وفاضلة وراشدة!!؟؟، لا والله !، فقد فقدت رشدها منذ البداية ونزعت البركة منها منذ لحظة ارتكاب مؤامرة وجريمة الخيانة والغدر التي تواطأ عليها الاسلاميون بقيادة عصابة الاخوان المسلمين !، أقصد جريمة وخيانة اعتقال واغتيال قائد جيش الثوار (عبد الفتاح يونس) بعد حملة اعلامية شيطانية قذرة ضد الرجل عاصرتها يوما بيوم وحاولت الوقوف ضدها بقلمي وجهدي المحدود، حملة خبيثة سبقت تصفيته وصورته بأنه خائن للثورة والثوار !!، كان الهدف الخبيث منها تهيئة الرأي العام لاستقبال خبر موته وتصفيته بارتياح وقبول وهو ما حدث!!!، فتلك كانت الطعنة الغادرة اللاخلاقية المبكرة في ظهر هذه الثورة، فكانت المسمار الاول في نعش هذه الثورة المغدورة !!، تلك الطعنة الغادرة هي التي نزعت منذ البداية عن تلك الثورة الشبابية العارمة صفة البركة والقت بنا في هذا النفق المظلم المملوء بالدماء والاشلاء والصراخ والبكاء!!!، فالله كان يسمع ويرى!!!، ((وإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ))!!، كيف وقد حول هؤلاء الخبثاء الغادرون بالعهود دار الافتاء الى اداة سياسية قذرة في قبضتهم يستخدمون من خلالها شرع ودين الله لصالح طرف سياسي وجهوي ضد طرف آخر!!!؟؟، اي بركة يمكن ان تحل في هكذا ثورة او هكذا ثوار وهكذا بلد!!؟، الحق الحق انها ثورة، ثورة حقيقية لها الف ما يبررها ضد الطاغية المخلوع ولكنها قطعا ليست مباركة، بل وبشكل أدق كانت في بدايتها مباركة بالفعل ثم تخلى قادتها عن الاخلاق واختاروا طريق المكر والغدر والنفاق فرفع الله عنها البركة فغرقت في مستنقع الدم والدموع والآهات والألم والاحباط وتاهت في متهات الاحقاد!، ولا حول ولا قوة الا بالله!.
سليم الرقعي
12يوليو 2016