علّقت منذ أيام على منشور أدرجه على صفحة الكاتب محمد عقيلة العمامي أحد تلاميذه أنه يعاني من وعكة صحية فكتبت عافية وشفاء من رب كريم رحيم للعالم الكبير الدكتور الهادي أبولقمة ،أستاذنا وعميدنا في جامعة بنغازي الذي أضاء بشموع المعرفة تعليماً وتأليفاّ دروباّ كثيرة مظلمة في ليبيا التي ترسف اليوم في الظلام.
وهاهو اليوم يأتي نعيه يرحمه الله عبر بوابة الوسط فيشرع في قلوبنا أبواباً لن تقفل للحزن أسىً على فقدانه الفاذح الذي لانقول فيه إلا ما يرضي الله سبحانه فالله الأمر من قبل ومن بعد وإنا لله وإنا إليه راجعون …مزج عميد الجغرافيين الليبين المغفور له الهادي أبولقمة في مسار تآليفه المباركة رصانة علم الجغرافيا بطرافة التاريخ أو بالعكس وكرّس معارف العلمين في ضرب من التأليف الغزير الخصب الشائق إهتماما بالتوجّهات الوطنية الليبية في الدولة الليبية الحديثة المستقلة فكان من رعيل الأساتذة العلماء المبكرين تدريساً جامعياً وتأليفاً كالعلمين المرحومين الفاضلين الآساتذة: مصطفى بعيو في التاريخ، وعمر التومي الشيباني في التربية وهو المؤبن اليوم في الجغرافيا، التي مزجها بأهتمام التاريخ فكتب مؤلفاته المبكرة كـ: «الساحل الغربي لإقليم طرابلس/ دراسة في مجال الجغرافيا البشرية»، «مدينة بنغازي: دراسة في جغرافية المدن». وأبحاث أخرى من بينها، طرابلس بمدخليها الشرقي والغربي 1981، والسلفيوم الثروة المفقودة 1990، والانفجار السكاني: دراسة في جغرافية السكان 1993، وترحال الصحراء 1992، ودراسات ليبية 2000، ونصوص ومصطلحات جغرافية 2003.
عندما ألتحقت بجامعة بنغازي عام 1974 كان المغفور له عميدها المرموق، ولم ألتقيه مسلّما عليه إلا في طرابلس عام 1986في الندوة العلمية حول نبات السلفيوم التي خصصتها جامعة بنغازي بالتعاون مع مركز الجهاد الليبي والتي كان للمرحوم بحثه المميّز فيها ،وعام عودتي إلى ليبيا 2012 رأيته على شاشة أحد القنوات التلفزية في مقابلة طريفة شيّقة… رحم الله الدكتور الهادي أبولقمة وجزاه عن ليبيا وعنا كل الخير.