يعرف الوطن جيداً، ولا يعرفه الوطن المستجد.. اختار ان يصطف مع الوطن ضد نفسه.. افنى كل عمره من اجل الحلم الليبي، وعند حضور الحلم تجسد اضغاثاً… اعطى كل ثروثه - وهي كبيرة جداً - لوطنه، وسلبه الوطن حتى بيته عندما رجع الوطن.. رفض ان يساوم على الوطن كسلعة عندما كانت المساومة مغرية… اصابته سهام مرض النكران الشرسة واوجاع مرض الجسد المؤلمة، ولم يتنكر للوطن ابداً… اختار اصعب طرق الوطن بان يكون يساري وطني وانساني، وهو يعرف ان هذا الطريق صحراوي وثماره الوحيدة الشوك، فكان ينزع الشوك ولا يرمي إلا عبق الوطن… كان عاري الرأس وصادح الوطن وهو يقول: إلا بلادي وإن جارت علي عزيزة، حين كان بعض عراة الرأس اليوم مقنعين هامسين… هجره وتعقبه الوطن في عديد الأصقاع، ولم يهجر الوطن… يتقدم عن يتأخر الاغلب، ويساند عندما يتزاحم الاغلب… تأتي إليه محبطاً تخرج وانت دامع وكلك امل واصرار... كان محجة النضال عندما كان النضال جمر حارق، وانسحب صامتاً حاملاً كل الجمر عندما تهافت المستناضلين على كنز الوطن الغنيمة… دبل شفرة وشفرته الاصيلة هي الوطن لا غير، وغيره وحيد الشفرة القابلة للصرف والمتاحة للـ"هاكرز"… مخلص ووفي جداً، ولهذا اجتمع حوله الاوفياء وتجنبه المتقلبين. وهذا لغز خالي نوري الخاص… شخص واحد شارك ورافق خالي نوري في كل رحلته السامية، انها زوجته الفاضلة النبيلة السيدة سعاد. فإليها اخلص التعازي واصدق المواساة، وصبراً جميلاً وسلوى طيبة في ذكر خالد عندما يدون الوطن تاريخه ناصعاً، والذي سيحمله رفاقه أمانة ومسئولية… ولرفاق خالي نوري، عزاؤنا واحد في الفقد الجلل للجليل نوري.
ما هو سر الوطن الذي هو هكذا؟!