كم تسكعنا في حناياك وكبرنا علي شفاف شاطئك ها نحن اليوم نقاتل من كان يؤذيك.. آآآآآآه يا مدينتي كيف لي أن أخبّيك أن أحميك! تبكي الجدران فقد رحل الجيران وبقت تذكرك وتبكيك.. كل أمواج البحار في العالم على شطآنها تنكسر.. إلا أمواجك بنغازي.. تكسرُ وجه القبح وتنتصر.
تعود قاريونس فيعود أهلها بعد سنوات من النزوح، تلك المنطقة التى تقع على البحر غرب مدينة بنغازي والتى شهدت العديد من المعارك. قاريونس من مناطق بنغازي الجميلة والهادئة، فهي تطل من الشمال على طريق البحر مستقبلةً العابرين إلى المصائف للاستمتاع بصيف برنيق الأنيق. ومن الجنوب تطلّ على طريق طرابلس لتكون مرحبتاً بالقادمين ومودعةً للمغادرين باتجاه الغرب الليبي.
هذه المنطقة كغيرها من مناطق المدينة التى كانت ساحات حرب نالها ما نالها من تدمير فالإرهاب دائما ما يتخذ من الأماكن المدنية ساترا له حتى يطيل من عمر الحرب، وكونهم لا يعترفون بالقوانين ولا يخضعون للقيم الإنسانية. فلك أن تتخيل بشاعة ما تخلفه هذه الجماعات عند اندحارها على يد الجيش الوطني.
تعدّ هذه المنطقة محررة منذ شهر رمضان الكريم في عام 2016، غير أن الصفة العسكرية لم تُنزع عنها، ولم يُسمح لأهلها بالرجوع إلا بعد أن قامت فرق الهندسة العسكرية بمسح شامل وكامل للمنطقة من الألغام التى تركتها أيدي الشر في أحيائهم ومنازلهم... تجسد الصمود لدى الأهالي بصبرهم على ويلات الحرب، وخسارة أحبابهم وبيوتهم. ولكن العزاء الذي غذّى لحظات انتظارهم، هو عودة الوطن.
حرب بنغازي هى حرب ليبيا التى شارك فيها جميع الليبيين، وهذا مثبت حتى وإن حاول العابثون طمس ذلك.. نعم بنغازي انتصرت ولكن لم تنتهي الحرب بعد، فداعش ليست مجرد تلك الجماعات التى تشكّلت وقاتلت الجيش. لا بل هناك نوع آخر من الدواعش دعم الجيش من أجل مصالح لهم وليست للوطن.
داعش.. عنوان حقيقي لكل شيء مؤذي.. داعش.. رجل دين يستغل الدين لجماعته و لفكره.. داعش مسؤول يعتبر منصبه حق مشروع للكسب الشخصي.. داعش تاجر يستغل ظروف البلاد.. داعش من يرى في الكون لون واحد.. داعش كل من يستغل حاجة الناس إلى الحصول على حقوقهم.. داعش.. لم ولن تنتهي.. داعش سلوك.. داعش انعدام في الأخلاق والقيم.. نريد دولة القانون.