من ضمن الاشياء التي ينبغي علينا التوقف عندها مراجعتها وتصحيحها وان اصبحت جزء من الثقافه والي يومنا هذا نمارسها وانا من وجه نظري اعتبرها من الاخفاقات والمورثات القبليه التي ابتلينا بها في مجتمعنا واحد مسببات فشلنا، وهيا كثره المتعلمين وقله الانتاجيه اوكثره التفاخر وحتي الصراخ والشكوي والعياط المصاحب لاعمالنا مع قله مردوديتها!!
واعتقد كلكم يتفق ايضا ان المجتمعات المتخلفه ومحتمعنا الليبي اولهم نجدها دوما يكثر فيها الضجيج وعلو الصوت وفي خطاباتها وتصرفاتها وتركز فقط علي تزيين وتغيير والقشور والشكليات دون اصلاح اللب وناهيك عن المبالغات والمفاخره التي تصاحب ذلك العمل وهذا ان دل فانه يدل علي بدائيه التفكير انحراف خطير في السلوك!!
فجتمعنا الليبي مثلا لو عددنا امكانياته البشريه من خلال المسميات والاحصائيات والمؤهلات علي الورق (هذا بغض النظر عن الامكانيات الماديه والثروات الطبيعيه) وعرضتها علي اي خبير او عالم من علماء الاجتماع والتنميه البشريه لاخبرك واعطاك نتيجه من خلال تلك المعطيات ان هذه البلد بما فيها من هذا الكم الهائل من المتعلمين والموفدين وحمله الشهادات والدرجات العلميه والفخريه ونسبه الشباب المتعلم هو مجتمع طبيعي ان يكون متطور ولربما تنصفيه سيكون كاليابان او حتي سنغفوره في اقل تقدير!! ولكن عندما ناتي للواقع فكلكم تعرفونه نجد ان اخفاقنا فاق حتي اخفاق دوله الصومال او افغانستان والعراق مع كامل احترامي لهم فهم ضحايا مثلنا ليس لقله التعليم بل لفكر متحجر وثقافه جهويه وقبليه وظائفيه اتكاليه باليه تم ربطها بالدين والمعتقد ونتحمل في وزرها وتفتك يوميا بارواحنا ومع هذا ليست لنا الشجاعه لمواجهتها او اعاده فهما او التخلص منها.
وهذا نلمسه ونعيشه يوميا في حياتنا حتي من خلال تعاملنا الروتيني وحديثنا لبعضنا البعض فمعظمنا لايعرف الحديث لا بصوت عالي سوي كنا في بيوتنا او حتي في الشارع او الاماكن العامه كالمستشفيات والمقاهي والمدارس والجامعات او في مسمي انشطتنا الرياضيه والثقافيه والفنيه او حتي في قيادتنا لسيارتنا وفي عباداتنا وافراحنا واتراحنا كلها بالضجيج والدوشه والصراخ!! فحتي في تجربتنا القصيره مع الديمقراطيه ارجعوا لارشيف جلسات المؤتمر والبرلمان وشاهدو موجات الهستيريا والهجيان والصراخ عند اغلب النواب وكيف تتحول الجلسات اكرمكم الله كحضيره اغنام كل يلعلع ويقاطع ويصيح ويتهم ويسب باعلي صوت بدون ان يفهم احدهم الاخر او يصمتوا ليستمعوا وبعدها يعلقوا ونتاج ذلك الموروث والسلوك طبيعي ان يفضي لقسمه البلاد وسرقتها وضياع هيبتها وشرذمتها واصبحنا كتونات بشريه او كومونات علي قوله (القذافي) وجهويات كل قابع في مربطه وينظر بمفهومه ولاهي بمشاكله وانهار مفهوم الدوله الوطنيه الحامعه٠
وزد علي ذلك كله ثقافه التفاخر الكاذب وحتي وان كانت احوالنا توحي بعكس ذلك كما نعيش الان مثل (العريان و في ايده خاتم) فتجد معظمنا يفاخر بكم الدكاتره والمهندسين والمستشارين والاطباء الي في عيلته او قبيلته او من معارفه والكثير يجري ويلهت لساعتنا هذه ليتحصل علي فرصه ليسبق اسمه تلك الصفه ليس لتقديم الافاده او تكون مساعده له لاخذ زمام المبادره ويساهم في تعليم او خدمه بلده وبما تقتضيته واجبات الحصول تلك الدرجه بل يلهث ورائها ليدخل بها نادي المفاخرين عند قبائلهم واسرهم زوجاتهم وبناتهم فاصبحت عندنا الدرجات العلميه وباسقاط من ثقافتنا الجهويه كصفات البي والباشا في عهد الترك (واعتقد اكثركم يعرف بقصه (بي فساطو) ،،ليستوعب هذه الفكره!!.
فتلك الثقافه وللاسف اصبحت عرف نمارسه يوميا في تعاملاتنا وبل اصبحت من متطلبات الايتكيت عندنا فتجد معظمنا حتي في الشارع ينادي بصوت عالي او يرحب لكي يسمع الاخرين، كيف حالك يادوكتر سلمي علي بوك يادوكتر كيف حال خالتي خدوجه يادوكتر، ولا اهلا بسعاده المستشار كيفك ياباش مهندس اهلا ياشيخنا شن مداير يافندينا سلملي علي الاستاذ!! وحتي في ابسط الاجراءات او المعاملات الاجتماعيه واقلها في كتابه دعوه في بطاقه فرح تجدها كلها ملئيه بالمفاخره والدوكتر، تتشرف حرم الدوكتر لدعوتكم لحضور حفل رفاف ابنتهم الدوكتوره علي الدوكتر ابن الدوكتر!الي امه استاذه وجده دوكتر!
ومن كل تلك الشايده التي يرددها مجتمعنا علي نفسه ويفاخر بها في ابنائه تجده ايضا هو اول من يصرخ من انهيار الخدمات وضعف الكوادر وفشل كل مرافق الدوليه الخدميه والصحيه والمصرفيه والتعليميه والعسكريه والامنيه.
وهذا يجعلنا نطرح تساؤلات مهمه وينبغي علي كل الليبيين تدبرها بعقولهم!! كيف نريد لدولتنا النجاح والنهوض من كبوتها ونحن اكثرنا يقف منها موقف المنظر والمتفرج؟؟ فكيف مثلا من عسكري او شرطي سوي كان ظابط او فرد يتقاضي في مرتبه ونائم في بيته وينتقذ في تسلط المليشيات وترك لهم المجال؟؟ وكيف ايضا ان يكون هذا من طبيب او دكتور او استاذ كل حسب تخصصه اوفدته دولته وصرفت عليه وقبع في البلاد التي درس فيها وينتقذ الان وسابقا فشل الطب والتعليم والاداره في هذه البلاد؟؟ بدون التحجج بالمبررات والتعليق علي اكتاف (القذافي)!! يشهد الله وهذه شهاده سوف نحاسب عليها امامه انه كان يوفد في الطلبه للدراسه في الخارج وفي كل التخصصات وعلي حساب الدوله ونظامه (بالبروايط) ومع هذا اكثرهم لم يسهم باقل القليل في مساعده بلده حتي بعد انتهاء وسقوط الحكم السابق!! كيف بمن يدعي انه مناضل او شيح دين يخاف الله ويحاضر من خارج بلده يدعي بعد ذلك بأن البلاد لعبوا بها صبيان وشيوخ السياسه وانا اقصد المناضلين والشيوخ الشرفاء الذين لم يتقاضوا ثمن علي سنوات سجنهم او يطالبوا بمرتباتهم المتاخره بعد ان فروا وتركوا اعمالهم بارادتهم وطلبو اللجؤ!! وكيف بمن يقولون عن انفسهم ثوار شرفاء وهم اول من رفع السلاح في وجه النظام السابق وغايتهم فقط الله والقانون والشفافيه والعدل وحرمه ليبيا وسيادتها بأن يتركوا المجال للمتسلقين واصحاب السوابق ليستحوذوا عالمشهد؟؟ كيف بقانوني او مستشار او محامي يدعي انه نزيه ويترك بلده وعمله وبعدها يتحجج بأن القضاء والرقابه فاسده؟؟ واخيرا وهذا المهم كيف بشعب يدعي انه حر بكافه اطيافه وانه ثار وقاد ثوره علي الظلم يستكين ويصمت علي الذل والجلد امام المصارف والجوازات وتقطع عنه الكهرباء ويبعث بها اللصوص وتفتك روحه ورزقه وعرضه يوميا المليشيات ويشاهد في بلده تمزق وتسرق ومنتهكه من الارهاب والمخابرات العالميه ولا يحرك ساكن ولو باعتصام شعبي يعم كل البلاد!! ومن كل المعطيات والتساؤلات ولو تدبرناها واجبنا عليها بعقولنا ومن واقعنا المعاش وعجزنا سوف نستنج واناهذه قناعتي اننا كلنا وبكافه مكوناتنا لم نكن اهل ا لاداره دوله في يوم من الايام لاننا اصلا لم نحقق او نرسم او نخطط اي اساس من اساسيات تلك الدوله الحديثه بمفردنا وحكمه عقولنا واكثركم يعرف هذا ولا يحاول مواجهه نفسه به ولهذا وكما يقال ماتم الحصول عليه بالساهل يذهب بالساهل!! حتي في ثورتنا علي القذافي لولا النيتوا ماكتملت.
ولهذا انتظروا رحمه ربي ومن يبعثه لكم ليسوس ويحكم رقابكم ونحن ماعلينا سوي التفاخر علي بعضنا البعض والاحتقار لبعضنا البعض والقتل لبعضنا البعض والمباهاة فقط بظواهر ومسميات الالقاب والفرح بقشور الحضاره اصلا هذه هيا ثقافتنا ومابرع فيه اسلافناا وليس عار ان نسير علي خظاهم!!!