السلام على من أتبع الهُدى...
علمنا، أن إدارتكم قد وقّعت قرار -والذي يبدو أنه قد أُخذ عن عجل، وأنتم في بداية استلامكم لإدارة البلاد-قراركم الذي يقضي بمنع الليبيين، وبعض الجنسيات الأخرى، من الدخول الي الولايات المتحدة الامريكية، ويؤدي الي تعليق الحصول على تأشيرة بلادكم، بالنسبة الى جنسيات سبع دول اسلامية.
وحيث أن الشعب الليبي يتفهم الأسباب الحقيقية وراء ذلك القرار، كما أنه يُدرك، هذه الأيام، حجم التحديات، والتردي الذي وصل إليه الحال في ليبيا، ولربما وضع ليبيا الحالي، هو ما شجعكم الى اتخاذ قراركم الجائر. غير أن الشعب الليبي يعي في ذات الوقت سيد ترامب، أن هذه المرحلة العصيبة من تاريخه سوف تمر، شأنه شأن كل الشعوب التي تعثرت ثم نهضت، فالحالة الليبية الراهنة ليست استثناء عن باق الشعوب، وأن الليبيون -رغم كل التحديات-هم على يقين، من أنهم سوف يبنون بلادهم، أفضل مما كانت.
لذا، يطيب لنا سيد ترامب، أن نحيط عنايتكم، بأن الشعب الليبي، المُقيم على ترابه الطاهر (ليبيا)، ليس في حاجة البتة، للسفر الي بلادكم الولايات المتحدة الامريكية، هذه الأيام، والدليل أنهم لم يعيروا أية اهتمام يُذكر، لقراركم المُستعجل. فالليبيون بسوادهم الأعظم، لا يوجد لديهم النية للسفر أو الهجرة إليكم، لأنهم عاقدون العزم على تخطي أزماتهم، حتى ينقشع الظلام على كل ربوع ليبيا. فالليبيون يدركون أن الليل مهما طال، لابد من طلوع الفجر، (فهذا وعد إلهي لعباده، وهم يؤمنون بهذا الوعد الرباني)، {إن مع العسر يسر إن مع العسر يسر}.
وعليه فإن الليبيون يؤكدون لسيادتكم، أن قراركم الذي شغل وسائل إعلام عدة، وأرهق محللين كُثر لفهم تداعياته، يؤكدون لكم مجدداً، أن قراركم الجائر بمنع الليبيين من دخول امريكا، لا يساوي بالنسبة لليبيين هنا بليبيا، حتى قيمة الحبر الذي كتب به، ولك حضرة الرئيس أن (تنقعه وتشرب أميته) أنت وكل إدارتك ومستشاريك، ممن وافقك هذا الرأي، أو أوعز به إليك.
كما أن الليبيون يُعيدون الذاكرة الي اذهانكم سيادة الرئيس، بانه لايزال ساري السفينة الامريكية فيلادلفيا (إبان الحرب الليبية – الامريكية خلال السنوات 1801-1805)، لايزال رابض في ركن السراي الحمراء، في العاصمة الليبية طرابلس، يُطُل على ميدان الشهداء، شاهداً ومؤرخاً على فترة، كان فيها أجدادنا يقارعون اجدادك بكل بسالة وفخار، وأن ليبيا كانت وستعود بعون الله ثم عزيمة وعمل أبنائها الأخيار، قوة لا يُستهان بها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال افريقيا... وعليه فإن الليبيون يدركون جيداً، سيد ترامب، أن عجلة دوران التاريخ لم تتوقف بعد.
* مواطن ليبي آثر العودة الي بلاده (ليبيا) سنة 2016، بعد أن أكمل دراسته بفرنسا (الدكتوراه في القانون الدولي)، رغم طيب العيش هناك وطيب شعب فرنسا.