ليبيا المستقبل (مقالات)
السيد دونالد جون ترامب لا يحمل الشهادة الابتدائية في السياسة وشؤون الحكم. ولكنه يجمل اكثر من دكتوراه في فن القمار وجمع المال والتهرب من دفع الضرائب وتملك الفنادق والعقارات.
واحدة من الحكم العربية التي يرددها الناس هي: لكل داء دواء يستطب به... الا الحماقة أعيت من يداويها.! وليس هناك أدنى شك في ان الرئيس الامريكي الخامس والاربعين فاقت حماقته كل الحماقات الامريكية السابقة من لدن جورج واشنطن الى باراك اوباما.
لقد بدا يحرق سفنه بنفسه ولم يكن في حاجة لمن يعرفه معنى الحماقة. كما انه ليس من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وليس من الذين يقدرون العواقب ولا يتسرعون في اتخاذ القرارات الخاطئة. بل انه يسارع دون تفكير في اتخاذ القرارات الخاطئة ويراها قرارات صائبة. والدليل "قالولو" كما في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة". و"قالولو" هي تلك القرارات الرئاسية سيئة السمعة التي اصدرها خلالا الايام الاولى لرئاسته ولقيت انتقادات شديدة في الولايات المتحدة وخارجها. وقد يكون هذا الترامب نفسه شاهد ما شافش ولا عرف حاجة في السياسة الامريكية والدولية. ! مع الاعتذار للفنان الكبير عادل امام.
بعد فضيحة "الأوامر الرئاسية" العديدة وربما غير المسبوقة في عددها وفِي توقيتها التي بدأ بها الرئيس الجديد ادارته الحمقى والتي بدا معظمها يتساقط امام القضاء الامريكي وتحت وقع هتافات مئات الآلاف من الأمريكيين وغضب وشجب الملايين من الناس في قارات العالم الخمس، عقد الرئيس الجديد ما قد يكون اول مؤتمراته الصحفية اليوم كرئيس للولايات المتحدة حيث ظهر مكفر الوجه "شلولخ"!! كما يقول عادل امام وهو يتلقى الأسئلة والتقريع من احد الصحفيين في البيت الأبيض فما كان منه الا ان يشير الى احد رجال الامن بإسكات ذلك الصحفي بالقوة وإخراجه من القاعة وهو يصرخ في وجه الرئيس وفي وجه ذلك الرجل بانه مواطن أمريكي وان من حقه توجيه الأسئلة للرئيس. صرخ الرجل في وجه الرئيس: "كيف تستطيع ان ترحل احد عشر مليونا من الناس!!؟؟".
لم يشهد الناس سلوكا كهذا الا سلوك بعض الشواذ الذي شاء الحظ السيئ لشعوبهم ان يكونوا في موقع يشبه قليلا او كثيرا مع الفارق بالطبع موقع السيد دونالد جون ترامب. واعني بهم بعض المجانين الذي حكموا بعض دول العالم الثالث خلال السنوات الماضية . وقد بدأت مظاهر العداء بين ترامب والإعلام الامريكي خاصة منذ المراحل الاولى للترشح لانتخابات الرئاسة الامريكية فقد كان فظّا غليظا عديم الذوق قليل الأدب لا يستحى من استخدام الألفاظ النابية في خطبه وأحاديثه ما جعل الكثيرين يشكون في قدرته على نحمل مسؤولية كبرى كرئاسة اكبر دولة في العالم وفي قدراته على القيادة و الريادة في عالم اختلطت فيه الأوراق والمصالح وتهدده في اية لحظة حرب نووية قد تكون هي نهاية هذا العالم الذي نعيش فيه بسبب قرار طائش وغير مسؤول قد يتخذه رئيس مجنون.!!
خلال الايام الاولى من رئاسته اصدر دونالد ترامب حتى الان ثمانية عشر امرا رئاسيا او مذكرة رئاسية متفوقا بذلك على كل من سبقه من الرؤساء الأمريكيين. ولكن لان معظمها قد صدر بصورة ارتجالية فقد يتعرض معظمها ايضا للإلغاء من القضاء الامريكي وقد تؤدي تصرفات ترامب الارتجالية وغير المدروسة الى التعجيل بعزله من قبل الكونجرس في وقت قريب.
ولعل ما يلفت النظر اكثر في قرارات ومواقف هذا الرجل ليس الارتجال وقلة الخبرة او حتى قلة الأدب بل هو الموقف السلبي للدول العربية الست التي منع ترامب دخول رعاياها للولايات المتحدة اذا كانوا مسلمين على ان يسمح لهم بالدخول اذا كانوا مسيحيين. !! فباستثناء ايران لم تقدم تلك الدول الست على اتخاذ اي اجراء للرد على هذا العبث الترامبي.!!
قال ابوالطيب المتنبئ: من يهن يسهل الهوان عليه... ما لجرح بميت إيلام.!! رحم الله ابوالطيب. ورحم الله العرب.